روى سلمة بن قيس قال: قال رسول اللـه (صلى الله عليه وآله): (عليٌّ في السماء السابعة كالشمس بالنهار في الأرض، وفي السماء الدنيا كالقمر بالليل في الأرض. أعطى الله عليّاً من الفضل جزءاً لو قُسِّم على أهل الأرض لَوَسعهم. وأعطاه الله من الفهم جزءاً لو قُسِّم على أهل الأرض لَوَسعهم. شبهت لينه بلين لوط، وخَلقه بِخُلق يحيى، وزُهده بزهد أيوب، وسخاءه بسخاء إبراهيم، وبهجته ببهجة سليمان بن داود، وقُوَّته بقوة داود. له اسم مكتوب على كل حجاب في الجنة، بّشرني به ربِّي وكانت له البشارة عندي. عليٌّ محمودٌ عند الحق، مزكَّىً عند الملائكة، وخاصتي وخالصتي وظاهرتي (ظاهرة الرجل: عشيرته) ومصباحي وجُنَّتي ورفيقي، آنسني به ربي عز وجل، فسألت ربي أن لا يقبضه قبلي، وسألته أن يقبضه شهيداً، أُدخلتُ الجنة فرأيتُ حُورَ عليٍّ أكثر من ورق الشجر، وقُصور عليٍّ كعدد البشر.
عليٌّ منِّي وأنا من عليٍّ، مَن تولَّى عليّاً فقد تولاَّني، حُبُّ عليٍّ نعمةٌ، واتِّباعُه فضيلة. دان به الملائكة وحفت به الجن الصالحون. لم يمش على الأرض ماشٍ بعدي إلاّ كان هو أكرم منه عزّاً وفخراً ومنهاجاً. لم يك قط عجولاً، ولا مسترسلاً لفساد ولا متعنّداً، حملته الأرضُ فأكْرمته. لم يخرج من بطـن أنثى بعدي أحدٌ كان أكرم خروجاً منه، ولم ينزل منزلاً إلاّ كان ميموناً. أنزل الله عليه الحكمة، وردَّاه (أي ألبسه الرداء) بالفهم. تُجالِسه الملائكة ولا يراها، ولو أُوحِيَ إلى أحد بعدي لأُوحِيَ إليه، فزين اللـه به المحافل وأكرم به العساكر، وأخصب به البلاد، وأعزَّ به الأجناد. مَثَلُه كَمَثل بيت الله الحرام، يُزار ولا يَزور، ومَثَلُه كمَثل القمر[الفجر] إذا طلع أضاء الظلمة، ومَثَلُه كمَثل الشمس إذا طلعت أنارت الدنيا. وصفه الله في كتابه ومدحه بآياته، ووصف فيه آثاره، وأجرى منازله، فهو الكريم حيّاً والشهيد ميتاً)[1].