أيها الناس حبوا علياً فحبه ينجيكم من النار

عن الأعمش قال: (خرجت حاجا إلى مكة فلما انصرفت بعيداً رأيت عمياء على ظهر الطريق تقول: اللهم إني أسألك بحق محمد وآله رُدَّ عَليَّ بصري، قال: فتعجبت من قولها، وقلت لها: أيُّ حق لمحمد وآله عليه، إنمّا الحقُّ له عليهم، فقالت لي: مه يا لُكَع والله ما ارتضى هو حتى حلف بحقِّهم، فلو لم يكن لهم عليه حقٌّ ما حلف به، قال قلت: وأيُّ موضع حلف؟ قالت:‏ قوله (لَعمرُك إنّهم لفي سكرتهم يعمهون) والعمر في كلام العرب الحياة، قال: فقضيت حجتي ثم رجعت، فإذا بها مبصرة وهي تقول: أيها الناس حبوا عليا فحبه ينجيكم من النار، قال: فسلَّمتُ عليها وقلت: ألستِ العمياء بالأمس تقولين: اللهم إني أسألك‏ بحق محمد وآله رُدَّ عَليَّ بصري؟ قالت: بلى، قلت: حدثيني بقضيتك، قالت: والله ما جُزتَني إذ وقف عليَّ رجل فقال لي: إنْ رأيتِ محمدا وآلَه تعرفينه؟ قلت: لا ولكن بالدلائل التي جاءتنا، قالت: فبينا هو يخاطبني إذ أتاني رجل آخر متوكئا على رجلين فقال: ما قيامُك معها؟ قال: إنها تسأل ربها بحق محمد وآله أن يردَّ عليها بصرَها، فادع الله لها، قال: فدعا ربه ومسح على عينيَ بيده، فأبصرت فقلتُ: مَن أنتم؟ فقال: أنا محمد وهذا علي قد رد الله عليكِ بصرَك، اقعدي في موضعك هذا حتى يرجع الناس، وأعلميهم أن حبَّ علي يُنجيهم من النار)[1].


[1] تفسير فرات ص228.