نسبه الشريف

هو أبو القاسم محمد (صلى الله عليه وآله)، بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان.

روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: (إذا بلغ نسبي إلى عدنان فأمسكوا)[1].

قال العلامة المجلسي (رحمه الله) : ( إعلم أن إجماع علماء الإمامية معقود على أن أبا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأمه وجميع أجداده وجدّاته حتى آدم (عليه السلام) كانوا كلهم مسلمين، وأن نوره (صلى الله عليه وآله) لم يستقرّ في صلب ورحم مشركين، وليست هناك شبهة في نسبه (صلى الله عليه وآله) ونسب آبائه وأمهاته، وللأحاديث المتواترة عن الخاصة والعامة دلالتها على هذه المضامين)[2].

فالنبي (صلى الله عليه وآله) طاهر من دَنَس الآباء وعهر الأُمّهات، إذ لم يكن في أجداده وجدّاته، سفاح وزنا وهو ما اتفق عليه المسلمون، وصرّح به الرسول (صلى الله عليه وآله) في أحاديث رواها السنة والشيعة، فقد جاء عنه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:  (نُقلتُ من الاَصلاب الطاهرة إلى الاَرحام الطاهرة نكاحاً لا سِفاحاً)[3].

وقال الإمام علي(عليه السلام):  (وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله وسيد عباده كلّما نسخ الله الخلق فِرقتين، جعله في خيرهما، لم يسهِم فيه عاهرٌ ولا ضربَ فيه فاجر)[4]، كما ذكر الإمام الصادق (عليه السلام) ذلك مفسراً الآية (وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ)، أي : (في أصلاب النبيّين، نبي بعد نبي، حتى أخرجه من صلبِ أبيه من نكاحٍ غير سفاح ، من لدن آدم)[5].

ويُضيف العلامة المجلسي: (بل يتضح من الأحاديث المتواترة أن أجداده (صلى الله عليه وآله) كانوا كلهم أنبياء وأوصياء وحملة لشريعة الله، وأنّ أبناء إسماعيل (عليه السلام) ـ وهم أجداده (صلى الله عليه وآله) ـ كانوا أوصياء لإبراهيم (عليه السلام) وسادة لمكة وسدنة لبيت الكعبة، وكان ترميمُها وإعمارُها موكولاً إليهم، كما كانوا مرجعاً للخلق عامة، وفيهم كانت ملة إبراهيم (عليه السلام)، وكانوا حفظةً لتلك الشريعة، يوصي بها بعضهم بعضاً، كما يودع أحدهم الآخر آثار الأنبياء حتى وصلت إلى عبد المطلب، الذي جعل أبا طالب وصيّاً له، وقام أبو طالب بتسليم آثار الأنبياء وودائعهم (عليهم السلام) إلى حافظ الرسالة (صلى الله عليه وآله))[6].

نعم إنه (صلى الله عليه وآله) سليل أشرف عائلة في العرب، ووريث أمجد أسرةٍ ملكت من العزّ والجاه والقوة والشأن مالم يكن يدنو له الآخرون.

 


[1]     مناقب آل أبي طالب ابن شهر آشوب: ج1،ص 134.

[2]     منتهى الآمال للشيخ عباس القمي: ج1، ص9.

[3]     كنز الفوائد لابي الفتح الكراجكي: ص 170.

[4]     نهج البلاغة خطب الإمام علي (عليه السلام) :ج2،ص195.

[5]     تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: ج7، ص358.

[6]     منتهى الآمال للشيخ عباس القمي: ج1، ص9.