اعتقاد الشيعة في الإمام علي (عليه السلام)

إن اعتقاد الشيعة في أمير المؤمنين (عليه السلام) انه عبد من عباد الله له من الفضل والكرامة والمنزلة، بما منحه الله، فمثلاً من تلك المنزلة هي الولاية على المؤمنين كافة؛ ولولا ذلك لما فضلّه الشيعة على بقية الصحابة، وقد يقول بعض المغرضين أن الشيعة تفضل علياً (عليه السلام) على النبي(صلى الله عليه وآله)، فهذا كذب وافتراء! فيأتي بعضهم بروايات محرّفة، أو يستقطعون منها ما يريدونه؛ ليشنع بها على الشيعة، ولينفّروا الناس منهم، فمثلا هذه الرواية التي قال فيها الإمام علي(عليه السلام) لجماعة ألّحوا عليه بمحادثتهم.

فقال لهم: «ويحكم إن كلامي صعب مستصعب لا يعقله إلا العالمون».

فأصرّوا عليه بالحديث، فقال (عليه السلام): «أنا الذي أُحيي وأميت، أنا الذي علوت فقهرت، أنا الأول والآخر، والظاهر والباطن»، فغضبوا وهمّوا بالقيام. فقال (عليه السلام): «ألم أقل لكم إن كلامي صعب مستصعب لا يعقله إلا العالمون؟ فتعالوا افسّر لكم، أما قولي: أنا الذي علوت فقهرت، فأنا الذي علوتكم بالسيف فقهرتكم حتى آمنتم بالله ورسوله(صلى الله عليه وآله)، وأما قولي أنا الذي أحيي وأميت، فانا أحيي السنة وأميت البدعة، وأما قولي أنا الأول، فأنا أول من آمن بالله ورسوله وأسلم، وأما قولي أنا الآخر فأنا آخر من سجى على النبي ثوبه ودفنه، وأما قولي أنا الظاهر والباطن فانا عندي علم الظاهر والباطن»، فقالوا فرّجت عنا فرّج الله عنك[1]، وهي من أشهر الروايات التي يحتج بها أعداء الشيعة، ويقولون إن الشيعة تعتقد أن الإمام(عليه السلام) يحيي ويميت الخ... فارتأينا ذكر الرواية بكاملها مع تفسير الإمام (عليه السلام) لها، وأما غيرنا فقد حذف الشطر الأخير من تفسيرها لإضافة الضبابية والتشنيع على الشيعة وحسبنا الله بقوله: (سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ الله وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ)[2].

مجلة اليقين، العدد (18)

 


[1] الاختصاص: 163.

[2] الأنعام: 124.