امرأة كان لها الدور الأساس في معرفة الحق من الباطل، أشرقت شمسها بشعاع الكرامة والنبل، وحلّت ببركتها على البيت العلوي النبوي، بيت الإمامة الطاهرة.
إنّها البنت الأولى للإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ولأُمّها فاطمة الزهراء (عليها السلام)، وكانت ولادة هذه البنت الميمونة الطاهرة عقيلة بني هاشم في المدينة المنورة في الخامس من شهر جمادى الأولى، في السنة الخامسة للهجرة، حيث استقبلها البيت العلوي الفاطمي الطاهر، بكل فرح وسرور ة تهليل وتكبير.
وكون السيدة العقيلة (عليها السلام) تمثل حلقة في السلسلة الطاهرة للأئمّة (عليه السلام)، وللدور المهم الذي وقعت مسؤوليته عليها في إتمام واستمرار ثورة أخيها الإمام الحسين (عليه السلام) مكاناً وزماناً؛ صار المؤمنون يحيون ذكرى ولادتها ووفاتها إحياءً لأمر أهل البيت (عليهم السلام)؛ لأنّ اسم العقيلة زينب(عليها السلام) اقترن باسم أخيها الإمام الحسين(عليه السلام)، بل اقترن بكلّ مقدّمات ومعطيات نهضته ضدّ الظلم والجور والانحراف.
ولم يقتصر إحياء ذكراها في بلاد المسلمين، بل يقيم المؤمنون ذلك حتى في الدول الأجنبية ذات الديانات المختلفة، فالولاء لأهل البيت (عليهم السلام) لا يحده زمان أو مكان.
ففي أُستراليا في مدينة سيدني يقام سنوياً احتفال بمناسبة ذكرى ولادة العقيلة (عليها السلام)، يحضره العديد من أصحاب العلم والفضيلة وجمع غفير من أتباع أهل البيت(عليهم السلام) المقيمين في أستراليا، ويشهد ذلك الاحتفال إلقاء محاضرة دينية حول السيرة العطرة للسيدة زينب(عليها السلام) بمختلف أبعاد شخصيتها الطاهرة، وبمشاركة عدد من المنشدين والرواديد الحسينيين بقصائد وأناشيد تتعطر وتتبرك بحبّ أهل البيت(عليهم السلام).
وفي ولاية ميشغن الأميركية، كذلك يقام احتفال بهيج بالمناسبة كلّ عام، بحضور ومشاركة جمع من العلماء ورجال الدين ورواديد وجمع من أتباع أهل البيت صلوات الله عليهم ومواليهم ومحبّيهم.
ويتخلّل الحفل عادة كلمة لأحد الفضلاء يتحدّث فيها عن جانب من جوانب شخصية المرأة المسلمة، وذلك عبر التأسّي والاقتداء بالسيّدة زينب الكبرى سلام الله عليها.
مجلة ولاء الشباب العدد (69)