بمناسبة ولادة السيد المسيح (عليه وعلى نبينا وآله السلام) يحتفل مسيحيّو العالم في يومين مختلفين في السنة، ففي (24-25 كانون الأول) من كل عام تحتفل طوائف المسيح في الولايات المتحدة وبريطانيا وأغلب دول العالم، بينما تحتفل طوائف مسيحي العالم الشرقي في (6-7 كانون الثاني) من كل عام، والسبب في وجود الفارق بين اليومين هو اختلاف التقويمين اليولياني والغريغوري، اللذين يعودان للسنة الرومانية والمصرية القديمة التي تشمل (365) يوماً وست ساعات.
وتشترك الدول في بعض عادات الاحتفال بعيد الميلاد بصرف النظر عن التقويم الذي تتبعه، إذ يسبق عيد ميلاد المسيح فترة صوم، تُقاطع فيه اللحوم، لمدة (40) يوماً، كما يتم إحياء مشهد الميلاد لدرجة جلب القش أحيانا إلى المنازل.
ويكون هناك عشاء خاص عشية يوم الميلاد والذي يضم عادة (12) طبقاً يمثّل عدد الحواريين الاثني عشر.
هذا في العالم المسيحي، وأما في العالم الإسلامي فإن المسلمين أيضاً لديهم يومين مختلفين بالنسبة لميلاد خاتم الأنبياء والمرسلين(صلى الله عليه وآله)، فبعض يرى أنه(صلى الله عليه وآله) ولد في (12) من شهر ربيع الأول، والبعض الآخر يرى -بحسب المصادر- أنه (صلى الله عليه وآله) ولد في (17) من ربيع الأول، ولا بأس بهذا الاختلاف بين التاريخين؛ إذ أنه يعبر عن فرصة كبيرة في إعطاء هذه الشخصية العظيمة حقّها، وإبراز معالم الخاتمية الرسالية والرحمة والأخلاق العالية في جوانبها المعطاءة، وفي نفس الوقت فهي فرصة أيضاً بإقامة الندوات والمؤتمرات في غضون هذا الأسبوع المبارك؛ والتأكيد من خلال ذلك على وحدة الكلمة وكلمة الوحدة، والتقارب بين المذاهب والمدارس الإسلامية المتنوعة، وخلق التفاهمات الوحدوية بين المسلمين؛ إذ أن الإله المعبود واحد، والنبي المتبع واحد، وهذه الوحدوية في الألوهية والنبوة كفيلة بتوحيد صف المسلمين ونبذ الفرقة فيما بينهم أمام التحديات الخارجية التي تهددهم، لكن ومع الأسف الشديد أن بعض من ينتسبون للإسلام يحرّمون انعقاد من مثل هكذا احتفالات وندوات وغيرها؛ بزعم أنها بدعة!
فهل الوقوف على شخصية الخاتم (صلى الله عليه وآله) وتعريف العالم به وبرسالته الخالدة بدعة؟! فما بال الليالي الحمراء والمجون التي ليست ببدعة منكرة؟!
مجلة ولاء الشباب العدد (67)