الهولوكوست اليهودي

في كل عام يحي اليهود (ذكرى الهولوكوست)، التي تقدّر ضحاياها بحسب المواقع والمصادر بالآلاف، قضَوا في الحرب العالمية الثانية على أيدي النازيين والمتعاونين معهم حسب زعمهم واعتقادهم، وقد حدّد (15 آب) في كل عام يوماً لتلك الذكرى، حيث موعد انتهاء الحرب في (15 آب عام 1945م)، والتي انتهت بشكل رسمي، فأُعلِن عن هذا اليوم كيوم حداد رسمي في إسرائيل، حيث يتم إنزال الأعلام في جميع المؤسسات العامة، وتدوّي صفارات الإنذار في جميع مدن مستوطنات دولة الكيان الصهيوني، وتقف الحياة دقائق صمت على أرواحهم، مع بعض الفعاليات الأخرى.

وبغض النظر عن صحة هذه القصة، ومدى حقيقتها على أرض الواقع، فإنّ الإعلام اليهودي يحشد لها الطاقات، ويقيم لها النشاطات والفعاليات، ويقيمون لها الحداد والعزاء على أرواح موتاهم كل عام، ويحاول أن يعطف الرأي العالمي على قضيته، وأن يكسب ودّها لها، وفعلاً صار الإعلام الغربي متعاطفاً مع قصة محرقة اليهود رغم إنكارها من البعض.

لكن هذا الإعلام العالمي والعربي نراه أعورمن جهة أخرى، فهناك العديد من المجازر البشرية التي ارتكبت بحق أتباع أهل البيت (عليهم السلام)، منها مجازر معاصرة، ومنها مجازر تاريخية، وأعظم مأساة ممكن ان تسجلها البشرية هي مأساة كربلاء، فهي ملحمة کبرى دارت رحاها على أرض كربلاء في اليوم العاشر من محرم سنة (61) للهجرة. سقط فيها مجموعة من الشهداء وفي طليعتهم الإمام الحسين بن عليC مع أبنائه وإخوته وبني إخوته وأبناء عمومته من بني هاشم، وعصبة من أصحابه، حين قرّروا البقاء مع الحسين(عليه السلام)، وحاصرهم جيش يزيد بن معاوية بقيادة عمر بن سعد في كربلاء، فقطع عنهم الماء -بما فيهم الأطفال والنساء-، وفي يوم العاشر من المحرم وقعت المنازلة واستشهد الإمام الحسين(عليه السلام) وأهل بيته وصحبه الكرام، ثم فُصلت الرؤوس عن الأجساد الشريفة، ثم سيق ركب النساء واليتامى أسارى إلى الكوفة ومنها إلى الشام، وفیهم الإمام زين العابدين(عليه السلام)، وزينب بنت علي(عليه السلام)، تتقدّمهم رؤوس الشهداء على الرماح.

فهذه المجزرة البشرية التاريخية قد غُيبت من مسرح الإعلام، وهكذا المجازر العصرية التي وقعت في العراق، كمجزرة قاعدة (سبايكر)، التي راح ضحيتها أكثر من (3000) شاب على يد إرهابيي داعش.

مجلة ولاء الشباب العدد (65)