لا يخفى على أحد مظاهر الظلم التي حاق بآل البيت(عليهم السلام)، فالتجأ بعضهم إلى بقاع قصية، هربا من الظلم والقتل. وكان ممن دخلوا إلى المغرب الأقصى: إدريس الأكبر ليؤسس أول مملكة في المغرب الأقصى كانت عاصمتها في البدأ وليلي ثم بعد ذلك مدينة فاس.
أسس المولى إدريس في سنة 172هـ الدولة الإدريسية التي تعتبر ثاني دولة إسلامية مستقلة عن الخلافة الإسلامية في غرب العالم الإسلامي بعد دولة الأمويين في الأندلس، واستفاد في ذلك من الولاء والحب الكبير الذي يكنه المغاربة للرسول صلى الله عليه وسلم وآل بيته(عليهم السلام) في ذلك الوقت، حيث تنازل له أمير أوربة عن الملك بعد أشهر من وصوله سنة 172هجرية، واستطاع خلال سنتين أن يوحد المغرب، ويجمع شمله.
فعلى الرغم من مرور دول كثيرة على المغرب بعد الأدارسة، مازال المغاربة يحتفظون بعادات ورثوها عن ماضيهم الشيعي المشرق.
ويظهر ذلك جليا في شهر محرم وكذا طقوس يوم عاشراء وحب المغاربة المتجذر بآل بيت رسول الله عليهم أفضل الصلاة والسلام، وكذا بإيمانهم العميق بالإمام المهدي(عجل الله تعالى فرجه الشريف)، وتتجلى بمظاهر الحزن الشكلية التي تزامن الأيام العشر الأوائل من شهر محرم منها:
- ارتداد السواد بمناطق الجنوب الصحراوي ومنطقة سوس.. هاته الأخيرة اكثر الأسماء شيوعا بها اسم الحسين.. !
- الامتناع عن الزينة وحلق الشعر ومظاهر الفرح بمناطق جنوبية بالأطلس مثل الراشدية والريصاني وهو تقليد متواجد بكثرة لدى القبائل الأمازيغية .. التي لها ارتباط كبير بٍآل البيت(عليهم السلام)
- إهداء الماء في قرب طينية صغيرة للأطفال من طرف النسوة وهو تعبير واضح لكل دارس لأحداث كربلاء، حيث يجسد ما جرى لرضيع الحسين عبد الله لما منع الماء وقتل عطشان بين ذراع أبيه الحسين(عليه السلام).
مجلة ولاء الشباب العدد (57)