طقوس الولادة في العالم

لكلّ بلدٍ من بلدان العالم أو دينٍ من الأديان أو طائفةٍ أو قوميةٍ طقس خاص ومراسيم خاصة عند مجيء وليد جديد لهم، وتختلف هذه العادات والطقوس بحسب تعاليم الدين أو المذهب أو القومية أو غيرها، وتزداد هذه الطقوس اختلافاً وتبايناً فيما لو كانت تلك الشعوب ليس لها دين سماوي من الله تعالى؛ إذ إنّ الأديان وخصوصاً الدين الإسلامي وضع بصمةً على كلّ حادثةٍ من حوادث الزمان، وتدخّل في كلّ شأنٍ من شؤون الحياة، وشرّع لكلّ حادثةٍ حكماً خاصاً، هذا بخلاف مَنْ ليس مرتبطاً مع السماء، فتجده يشرّع أحكاماً من تلقاء نفسه، ويضع تعاليم بعيدة عن منطق العقل والعقلاء، نعم هنالك بعض البلدان تشترك مع الدين الإسلامي ببعض تلك الطقوس والمراسيم، وهذا ما يفسر لنا أنّهم إمّا أخذوها من الدين الإسلامي، أو أنهم يرتبطون بنبوة أحد الأنبياء(عليهم السلام) بشيء من الارتباط، لكن عوامل التحريف والدس غيّرت دينهم وانفك ارتباطهم مع السماء، وعلى أي حال، فإننا نحاول في هذا العدد أن نأخذ (اليابان) ونتعرف على طقوس الولادات لديهم، وهي:

1- عند ولادة الطفل، يحفظ الحبل السري ويوضع في صندوق خشبي حتى تضمن العلاقة الإيجابية بين الطفل وأمه!

2- في اليوم السابع يحتفل بتسمية المولود.

3- في اليوم السابع يلف المولود بقماش أبيض كرمز للنقاء، حتى يصبح عمره 17 يوماً، حيث يكون قد أصبح بشرياً على حد اعتقادهم!

نلاحظ أن النقطة الأولى بعيدة عن منطق العقل والتعاليم الدينية، فلا علاقة بذلك العمل وكونه سبباً في تقوية العلاقة الإيجابية ما بين الطفل وبين أمه، وهذا شبيه ما يفعله عامة الناس عندنا في العراق، من إلقاء الحبل السري في مدرسة أو غير ذلك، فإنّها أفعال لم ينصّ عليها دين، ولم يجد العقل أو العقلاء تفسيراً لها.

وأمّا النقطة الثانية: فلا نجد تفسيراً معقولاً أيضاً على تأخير تسمية المولود لليوم السابع، نعم نصّ الإسلام على جملة من المستحبات في اليوم السابع من ولادة المولود، فيستحبّ أن يُحْلَق رأس الولد يوم السابع، وأن يتصدّق بوزن شعره ذهباً أو فضّة، وأن يُعق عنه بعقيقة.

وأمّا النقطة الثالثة: فهي وإن كان لون البياض من الألوان المحبّبة لدى الشرع والناس، لكن لا علاقة للبياض بنضوج صفة البشرية عند المولود.

مجلة ولاء الشباب العدد (55)