المذاهب الإسلامية في الحجاز

عادة يُفرض مذهب الحكام على دولهم للحفاظ عليها من المعارضات والانقلابات والتغييرات التي تضعفها، وهذا ما حصل في السعودية، لكن في الواقع يوجد فيها عدة مذاهب وبنسب لا بأس بها وهي:

أولاً: المنطقة الوسطى (نجد) يغلب عليها المذهب الحنبلي بقراءته السلفية الوهابية. وعلماء المذهب هنا هم عماد المؤسسة الدينية الرسمية وهم من يسيطر على كل الحقول الدينية والقضائية والتعليم والتوجيه الديني والمساجد والأوقاف وغيرها... ويبلغ عدد سكان هذه المنطقة حسب الإحصاءات الرسمية المنشورة نحو 32.12% من مجموع السكان، ويعيشون على مساحة 36.20% من مجمل مساحة المملكة.

ثانياً: المنطقة الغربية (الحجاز) ويغلب عليها المذهب المالكي والشافعي، ونسبة قليلة من المذاهب الأخرى، بما فيها الزيدية والشيعة الجعفرية في المدينة المنورة، وحسب الإحصاءات الرسمية فإن عدد السكان في الحجاز يبلغ نحو 32.87% من مجموع سكان المملكة ويعيشون على مساحة تقدر بـ 20.99% من مجمل مساحة المملكة. والحجازيون لهم مرجعية دينية خاصة بهم، ويميلون إلى مدرسة الأزهر في مصر، ومن الطبيعي فقد غاب دور الحجاز في صناعة القرار الديني وانتقل إلى حكّام العاصمة الرياض.

ثالثاً: المنطقة الجنوبية (عسير وجيزان ونجران) وهي منطقة فسيفسائية من حيث النسيج القبلي والمذهبي، فكل المذاهب الإسلامية توجد في تلك المنطقة بما فيها المذهب الرسمي الذي حقق بعض الانتشار هناك نتيجة خلوّ المنطقة من المدارس الفكرية الفاعلة. ويوجد في المنطقة الجنوبية المذهب الشافعي والمالكي إضافة إلى الزيدي، ويقطن نجران أغلبية ساحقة تنتمي إلى المذهب الإسماعيلي، ويقدر عددهم في المملكة بنحو نصف مليون نسمة.

رابعاً: المنطقة الشرقية (القطيف والأحساء) ذات الأكثرية الشيعية، وحوَتْ هذه المنطقة التي تبلغ مساحتها 31.28% من مساحة المملكة ويبلغ تعداد سكانها حسب الإحصاء الرسمي ما نسبته 14.67% من مجموع السكان، وبما أن المذهب الحاكم في السعودية يعتبر المذهب الشيعي مذهباً معارضاً، فمن الطبيعي أن يعمل على عدم ازدهار هذا المذهب وتقليص نشاطاته الدينية، لذا كان علماء الشيعة رغم القمع بالتهجير والقتل والسجن ينطقون بمطالبهم طوال هذه المرحلة التي تركزت على ضمان حرياتهم الدينية ومساواتهم مع المواطنين الآخرين في قضاياهم الاقتصادية والسياسية.

مجلة ولاء الشباب العدد (53)