يُعَدّ الدين الإسلامي الديانة الثانية في الصين - بعد البوذية وقبل المسيحية- من حيث عدد أتباعه الذين تقدرهم الإحصائيات الرسمية الصينية بأكثر من 25 مليون نسمة، وهم موزّعون على عشرة قوميّات (هوى -الويغور- القازاق- القرقيز- التتار - الأوزبك - الطاجيك- دونغشيانغ- سالار- باوآن).
ووفقا للبيانات الصادرة عن الجمعية الإسلامية الصينية، بلغ عدد المسلمين الصينيين الذين يتوجهون إلى مكة في موسم الحج الحالي 13 ألف مسلم صيني.
ومن جهة أخرى يحتفل مسلمو الصين بعيد الأضحى المبارك في جو من السعادة والابتهاج، فما أن يفرغ مسلمو قومية الويغور في منطقة (شينجيانج) الشمالية الغربية الصينية من أداء صلاة عيد الأضحى المبارك، حتى يبدأون في ممارسة لعبة (خطف الخروف)التي تمثل أحد أهم مظاهر الاحتفال بعيد الأضحى في الصين.
وفي هذه اللعبة، يمتطى رجل جواده ثم ينطلق بأقصى سرعة صوب هدفه المنشود (الخروف) ليلتقطه بسرعة وبراعة، دون أن يسقط من فوق ظهر جواده، بعدها يفعل الأمر ذاته ثان وثالث وآخرون لتنتهي اللعبة بإعلان فوز من استغرق أقل وقت في عملية اختطاف خروف العيد من على الأرض.
وبعد الفوز بالخروف يجتمع كافة ذكور الأسرة حوله، ثم يشرعون في قراءة أدعية وآيات قرآنية - خمس دقائق تقريباً - بعدها يقوم كبير الأسرة أو إمام المسجد بذبح الخروف، ثم يتم تقسيمه بواقع ثلث للتصدق، وثلث للإهداء، والثلث الأخير لإطعام الأسرة المضحّية.
وإلى جانب لعبة (خطف الخروف) التي يبرع في ممارستها على نحو لا يكاد يباريهم فيها سائر القوميات المسلمة الصينية الأخرى، هناك أيضا أجواء احتفالية أخرى - وإن تباينت من منطقة لأخرى - فالذبائح وصناعة الحلويات وإعداد الأكلات الشعبية هي عادات المناطق ذات الكثافة المسلمة العالية، مثل منطقة (نينغيشيا) ذاتية الحكم التي يقطنها غالبية قومية (الهوى) كما تتوقف الدراسة في المدارس والجامعات، وتعطّل الدوائر والمؤسسات الحكومية رسمياً، كي يتفرّغ المسلمون للاحتفال بالعيد.
أما المناطق حديثة العهد بالتواجد الإسلامي كالمناطق الصناعية الحديثة - وغالبيتها تقع على امتداد سواحل الصين الشرقية - فيكتفي المسلمون بإقامة صلاة العيد في المسجد، وذبح الأضاحي، مع الحرص على تنظيف وتزيين المنازل وارتداء الملابس الجديدة، وتبادل الزيارات بين الأهل والأصدقاء والأقارب والجيران للتهنئة بالعيد.
مجلة ولاء الشباب العدد (40)