القتل لا يعرف عدد الركعات، لا يعرف الذين يتعبّدون في الليل، لا يفرّق بين دين أو عرق، هو فقط يحصد الأرواح ويسفك الدماء، ولا يعرف عن الإنسانية إلا اسمها، وربما تلك أيضاً لم يسمع عنها، وهو ما تمثل تماماً في اليوم الدامي الذي شهدته نيوزيلندا، بعد مقتل وإصابة العشرات، في إطلاق نار على مسجدين في مدينة (كرايست تشيرش) قبل أشهر.
بحسب عدد من التقارير الإخبارية، يبلغ عدد مسلمي نيوزيلندا، حسب إحصاء سنة 2013 للسكان، 46194 نسمة ما يعادل 1.04% من مجموع سكان البلاد، ويعتبر الإسلام في نيوزيلندا من أكثر الديانات نموّاً، حيث ازداد عدد السكان المسلمين ستّة أضعاف بين عامي 1991 و2006، وحوالي 77% من مسلمي نيوزيلندا مولودون في الخارج، وأغلبهم من الهند، حيث تبلغ نسبة الهنود من بين المسلمين حوالي 29%، أمّا نسبة مسلمي الشّرق الأوسط فتبلغ حوالي 21%، وهم من العرب والإيرانيين، وهذا التصنيف بحسب وزارة التّنمية الاجتماعية النيوزلندية.
أما عن وصول الإسلام إلى نيوزيلندا، فقد كان أول المسلمين الواصلين إلى نيوزيلندا، عائلة بريطانية هندية، نزلت في كرايست تشيرش عام 1854. واتسع نطاق هجرة المسلمين إلى نيوزيلندا منذ سبعينيات القرن الماضي، مع وصول الأسر والطلاب من جزر المحيط الهادئ؛ وكانت منطقة كانتربيري، التي تتضمن كرايست تشيرش، منطقة نمو مطرد للجالية الإسلامية.
غالبية المسلمين في نيوزيلندا من السنة، ولكن هناك عدد كبير من الشيعة، وتتركز أساساً في أوكلاند (أكبر مدينة في نيوزيلندا).
في السنوات الأخيرة أصبحت هناك برامج نشطة تتعلق بذكرى عاشوراء في حدائق أوكلاند، أول هذه الاحتفالات تم من قِبل جمعية فاطمة الزهراء الخيرية عام 2008.
ومن المتوقع أن يزيد عدد المسلمين بفارق كبير في السنين القادمة بفضل وجهود المؤسسات الإرشادية والتوجيهية، وسلوك المسلمين، وتعايشهم مع الشعوب الأخرى.
مجلة ولاء الشباب العدد (39)