وصل الإسلام إلى الصين بعد سنة 21 للهجرة، بعد أن هاجر المسلمون إلى الصين من أجل نشر الإسلام هناك، وكانت المناطق الشرقيّة من الصين من أوائل المناطق الصينيّة التي بدأ الإسلام بالانتشار والتوسع فيها، كما ساعدت البعثات الدبلوماسيّة وأساطيل التجارة المتوجّه من المناطق الإسلامية إلى الصين في نشر الدين الإسلاميّ على طول المناطق الساحليّة للصين، وبعدها بدأ الدين الإسلامي في الانتشار والتوغل نحو الداخل، حتى وصل إلى جميع مناطق الصين.
وأبرز معالم الإسلام هناك مدينة بُنيتْ على الطراز الإسلامي، أطلق عليها اسم -مكة الصغرى- في منطقة (نينغشيا) التي تتمتع بحكم ذاتي لقومية (هوي)، شمال غربي الصين، حيث يعيش في هذه المنطقة أكثرية مسلمة، يشكّلون ثلث عدد سكان المنطقة.
ويشتهر أبناء قومية (هوي) (إحدى عشر قوميات صينية تعتنق الإسلام) بالأعمال التجارية، وقد قطعوا الفيافي والبحار للوصول إلى الصين قبل عدة مئات من السنين.
وأيضاً في مدينة (سانيا) الواقعة في مقاطعة (هاينان) بأقصى جنوب الصين يوجد كثير من المسلمين المحليين الأثرياء، والذين يعرف عنهم ورعهم وإخلاصهم للدين الإسلامي بشكل كبير، وحرصهم على أداء كل العبادات والفروض الإسلامية.
يذكر أن عدد الحجاج الصينيين المتوجهين إلى مكة المكرمة بلغ أكثر من 5100 في عام 2005.
وهذا الرقم يعتبر من الأرقام التاريخية منذ أن توجه أول وفد صيني إلى مكة للحج في عام 1955 والمكون من أكثر من 20 شخصاً.
وازداد هذا العدد سنة بعد سنة خلال حوالي 50 سنة.
المساجد في الصين
يوجد في الصين حوالي ألف مسجد منتشر في مختلف مناطق الصين، وأُسّس أول مسجد في مدينة كانتون في الصين قبل حوالي 1350 عام ويعرف باسم (مسجد الحنين إلى النبي عليه الصلاة والسلام)، كما يبلغ عمر مسجد (نيوجيه) في بكين ما يقارب الألف عام، ويعتبر هذان المسجدان من أقدم المساجد في الإسلام، بالإضافة إلى غيرها من المساجد التي بُنيت على الطراز الحديث في مختلف مناطق الصين مع انتشار المسلمين هناك.
مجلة ولاء الشباب العدد (38)