الضيافة في جورجيا

دولة جورجيا دولة مستقلّة ذات سيادة تقع في بلاد القوقاز في أوراسيا، وتقع تحديداً في نقطة التقاء أوروبا الشرقيّة وآسيا الغربيّة، ويحدّها من جهة الغرب البحر الأسود، بينما تحدّها من الشرق دولة أذربيجان، وتحدّها دولتا تركيا وأرمينيا من الجنوب. أمّا شمالاً فإنّ لها حدوداً مشتركة مع روسيا، وهي تشترك معها في جبال القوقاز.

إن الضيافة الحارة والودودة هي واحدة من أهم عادات وتقاليد الشعب الجورجي، حيث يُنظر إلى الأجانب والسياح باعتبارهم هدية من الرب ونعمة من الإله كما يقول الجورجيون، وبالتالي فإنهم ضيوف البلاد وضيوف كل فرد في البلاد ويُقدم إليهم الحب والود والاحترام الذي لا حدود له.

وبناءً عليه فإنه من المتوقع جداً أن يتم دعوتك إلى أحد المنازل الجورجية باعتبارك سائحاً في البلاد وبالطبع يجب ألا ترفض العرض فمن الفظاظة أن ترفض.

ويتم إقامة حفل عشاء كبير للضيوف والسياح الذين يتم دعوتهم واستضافتهم ويُقدّم أجود أنواع الطعام الموجود في المنزل، وتُطهى الأطباق الجورجية الشهية ويتم تحميص الخبز من أجل الاحتفال بالضيوف، ويتفانى أصحاب المنزل في خدمة الضيوف، وتقديم واجبات الضيافة كاملة إليهم لدرجة أن المنزل يصبح متاحاً للسائح في أي وقت فيمكنه تناول جميع الوجبات وقضاء الليل بالمنزل، ونتيجة لذلك أصبح معروف عن الشعب الجورجي بأنه من أكثر الشعوب المضيافة في العالم والأكثر ودية مع السياح.

كما أن الشعب في جورجيا يعتز جداً بالديانات ويحترمها ويحترم كل ما هو مقدس كما أن معتقداتهم الدينية تحكم آداب السلوك لديهم، وتحكم قيمهم وثقافتهم، كما أنهم أصبحوا محافظين في أفكارهم وملابسهم وسلوكهم نتيجة للتعاليم الدينية فليس عندهم مثل تحرر الغرب فكل شيء وكل تصرف يتم التفكير فيه جيداً قبل فعله حتى لا يقعوا في الخطأ.

فالدين لديهم ضروري في كل مظاهر الحياة فهم يستدعون الكهنة لمباركة الزفاف والتعميد كما يتم دعوتهم لمباركة المباني والمنظمات والشركات الجديدة.

وهم يؤمنون بالموت والحياة الآخرة، واحترام المتوفّى جزء مهم جداً من حياتهم الدينية والاجتماعية ويهتمون بحضور الجنازات ورعاية القبور ولكنهم لا يبالغون في حزنهم ويحاولون الحد منه.

مجلة ولاء الشباب العدد (36)