مولد النبي (صلى الله عليه وآله) في العالم

تحتفل كثير من الدول الإسلامية بذكرى ولادة النبي محمد (صلى الله عليه وآله) ويعتبرون هذه المناسبة عطلة رسمية في بلداهم، على سبيل المثال: فلسطين، العراق، الجزائر، المغرب، سوريا، مصر، ليبيا، الأردن، تونس، الإمارات، الكويت وسلطنة عمان واليمن.

وفي الدولة الفاطمية في مصر، كان المسلمون يقيمون احتفالاً كبيراً في كل سنة، تصرف فيه الأموال والخيرات الكثيرة، وكان يصل إليه من البلاد القريبة عدد كبير من الفقهاء والصوفية والوعّاظ، والشعراء، أوائل ربيع الأول، وكان يُقام المولد في يومين من السنة، بسبب الاختلاف بتحديد يوم المولد الشريف، (فإذا كان قبل المولد بيومين جمعوا من الإبل والبقر والغنم شيئاً كثيراً، وزفّوها بالطبول والأناشيد، حتى يؤتى بها إلى الميدان، ويشرعون في ذبحها، ويطبخونها، فإذا كانت صبيحة يوم المولد، يجتمع الناس والأعيان والرؤساء، ويُنصب كرسي للوعظ، ويجتمع الجنود، ويعرضون في ذلك النهار، بعد ذلك تقام موائد الطعام، وتكون موائد عامة، فيه من الطعام والخبز شيء كثير)[1].

وفي الدولة العثمانية: كان يقام الاحتفال بالمولد في أحد الجوامع الكبيرة، فيحضر إلى باب الجامع عظماء الدولة وكبراؤها، وجميعهم بالملابس الرسمية، ثم يدخلون الجامع والناس مجتمعون، ويبدؤون بالاحتفال، فيبدؤون بقراءة القرآن، ثم قراءة قصة مولد النبي محمد(صلى الله عليه وآله)، ثم قراءة كتاب دلائل الخيرات في الصلاة على النبي(صلى الله عليه وآله)، ثم ينتظم بعض المشايخ في حلقات الذكر، فينشد المنشدون، وترتفع الأصوات بالصلاة على النبي(صلى الله عليه وآله).

أما في المغرب الأقصى، فقد كان ترتيب الاحتفال بالمولد، إذا دخل شهر ربيع الأول يجتمع المؤذنون من أرض المغرب، يقوم الخياطون بتطريز أبهى أنواع المطرَّزات، فإذا كان فجر يوم المولد النبوي، يخرج السلطان ويصلّى بالناس، ثم يدخل الناس أفواجاً على طبقاتهم، فإذا استقر بهم الجلوس، تقدّم الواعظ فسرد جملة من فضائل النبي محمد(صلى الله عليه وآله) ومعجزاته، وذكر مولده، فإذا فرغ، بدأ قوم بإلقاء الأشعار والمدائح، فإذا انتهوا، بُسطتْ للناس موائد الطعام.

مجلة ولاء الشباب العدد (34)

 


[1] تأريخ الاحتفال بالمولد النبوي، حسن السندوبي: ص80-86.