يوجد مسجد خاص بالإمام الحسين (عليه السلام) في مصر، وهو مشهور عالمياً، ويقع في القاهرة القديمة في الحي الذي سُمّيَ باسم الإمام (حي الحسين) وبجوار المسجد أيضاً يوجد خان الخليلي الشهير والجامع الأزهر.
بُني المسجد في عهد الفاطميين سنة 549 هجرية الموافق لسنة 1154 ميلادية، ويضمّ المسجدُ ثلاثة أبواب مبنية بالرخام الأبيض، تطل على خان الخليلي، وباباً آخر بجوار القبّة ويعرف بالباب الأخضر.
سُمّي المسجد بهذا الاسم نظرًا لاعتقاد البعض بوجود رأس الإمام الحسين مدفونًا به.
تتوافد أعداد كبيرة من الزائرين على مسجد الحسين(عليه السلام) طوال اليوم، من وقت صلاة الصبح إلى ما بعد صلاة العشاء، فلا يخلو المسجد من هؤلاء الزائرين، الذين تبلغ أعدادهم المئات، يردّدون جملة واحدة لا يُفارقونها إلى غيرها: (مَدَد يا حسين).
والملاحظ، أنّ الذين يزورونه من جميع الطبقات والفئات، الوزير، والضابط، والتاجر، والمحامي، والعامل، والفلاّح، على حدّ سواء، تدفعهم لزيارة المقام ـ فضلاً عن المودّة ـ حاجةٌ متعسّرة يرجون من الله تعالى قضاءها، ويستشفعون إلى الله عزّ وجلّ بالإمام الحسين(عليه السلام) وجدِّه وأبيه وأمّه وأخيه(عليه السلام).
وهؤلاء الزائرون تدفعهم مودّته للنبيّ الأكرم(صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الطاهرين إلى المجيء إلى مقام رأس الحسين(عليه السلام)؛ ليجدّد العهد لهم بالوفاء والمودّة والمحبّة، ولا عجب، فهي مودّة جعلها الله تبارك وتعالى أجراً للرسالة، في قوله عزّ من قائل (قُل لاَ أسألُكُم عَلَيه أجراً إلاّ الموَدَّةَ في القُربى)[1].
أمّا في أيّام الجمع، ـ وخاصّة بعد انتهاء صلاة الجمعة ـ فيتضاعف عدد الزائرين، ويشهد المقام حشداً كبيراً من الزائرين يتوزّعون في حلقات للذِّكر وحلقات لقراءة القرآن، يشعرون خلالها أنّهم تجرّدوا من عوالمهم الدنيويّة، وأنّ ذنوبهم قد مُحيت من صحائفهم، ببركة التوسّل بسيّد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام).
مجلة ولاء الشباب العدد (33)