تحرصُ الأُسَرُ العربية في دول المهجر عموماً وفي وأوروبا، خصوصاً على تعليم أبنائها العادات والتقاليد، والتراث العربي، والتمسّك بهوية بلدانهم الأصلية، وإبقاء موروثها الثقافي والاجتماعي في عقولهم وقلوبهم بعد أن أصبحت مهدّدة بالضياع نتيجة البعد عن الوطن الأم والعيش في بيئة وثقافة مختلفتين.
ولا تزال علاقة الجيل الجديد ـ الذي نشأ في دول المهجر ـ باللغة العربية مثلا مصدر قلق مستمر للأُسَر التي تخشى فقدان أولادها اللغة العربية أو التعثّر في نطقها، حتى قامت الجهود الحثيثة من بعض الجاليات لتثبيط هذه المشكلة، فحثت الجيل الجديد أن يحافظ على هويته العربية والإسلامية، ويندمج في الوقت ذاته مع المجتمع الذي يعيش فيه، مع المحافظة على هويته حتى لا تذوب.
واستطاعت بعض المنظمات أن تحتضن هذا الجيل من الشباب، فقامت بتوفير الإمكانات لهم ومساعدتهم، وتوجيه الآباء على التواصل الدائم مع أبنائهم، والاطلاع على أوضاعهم ومشاكلهم والتحدّيات التي تواجههم، وذلك لغرض مَدّ يدِ العون على اجتياز هذه التحديات، وذلك من خلال تشجيع الزيارات لبلدانهم العربية حتى يكون الأبناء على صلة بوطنهم وأهلهم، وإقامة الأنشطة التي تهدف إلى حفظ الهوية العربية والإسلامية والتمسّك بالعادات والتقاليد، فالعيش في مجتمع يعد غريباً عن تلك العادات، يُعد تحدّياً كبيرا للشباب، يحتاج فيه إلى تعاون الأُسَر والمؤسّسات من أجل ذلك، والحفاظ على اللغة العربية عامل مهمّ في التمسّك بالعادات والتقاليد الإسلامية، فهي من أهمّ الخطوات المحفزة لذلك، وإقامة المدارس التي تنطق باللغة العربية وتعليم التربية الإسلامية فيها، من ضمن برامج أخرى منوعة، وهناك العديد من السفارات والجاليات العربية التي تنظّم فعاليات تحاول من خلالها ترسيخ الثقافة العربية والعادات والتقاليد لأبنائها الذين وُلدوا ونشؤوا في دول المهجر.
مجلة ولاء الشباب العدد (31)