منذ أن بدأ الإنسان بالتكاثر، والتناسل لازمته بعض الأفعال والممارسات التي دخلت في أغلب الأمور المتعلقة بحياته اليومية، وعلى اختلافها من قوم إلى آخر، وحسب الظروف والعوامل الداخلية والخارجية التي أضفت لكلٍ منهم خصائص معينة، ميّزتها عن غيرها؛ فمنها ما أخذ عن طريق السماء، على أيدي الأنبياء والرُسُل وأوصيائهم وأتباعهم الآخذين بأمر الله ونهيه؛ وعلى النقيض من ذلك ما أخذ عن الشيطان وأوليائه ومن تولاهم ممن زين لهم الشيطان أعمالهم فرأوها حسنة. وعلى اختلاف هذه التوجهات وما نشب عنها من الممارسات الفردية والجماعية، حتى إذا تعاقبت الأجيال ومرت الأزمان؛ أصبحت فيما بعد تقاليداً وطقوساً اعتاد الناس على ممارستها سواء باعتقاد أو بدونه.
وبما أننا ذكرنا تناسل وتكاثر البشر فلنلفت انتباهكم إلى مراسيم استقبال المولود وكيف يرحب به في بعض أنحاء العالم، ونأخذ على سبيل المثال ما يحصل في ولاية (ماهاراشترا)، و(كارناتاكا) الهنديتين فيما يخص هذه المراسيم، حيث تقوم الأم بأخذ مولودها إلى مكان مرتفع، فترفعه إلى السماء وتحركه ذهاباً وإياباً، ويجتمع الناس من تحته لتلقيه فيما لو سقط من أعلى المكان ليُلف بقطعة قماش ويرجعونه إلى أمه، ومن الجدير بالذكر أن هذه العادة تمارس من قبل الهندوس والمسلمين في تلك المنطقة، إذ يُعتقد أنها تجلب الحظ للمولود.
وأما في بلدة (كاستريو دي مورسيا) الإسبانية، يقوم سكان هذه البلدة بالاحتفال بعيد (كوربوس كرستي) - وهو عيد كاثوليكي- في مهرجان يدعى بالـ(كولاتشو) حيث يتم وضع الأطفال الرضع على الأرض وتحتهم فراش ليقفز فوقهم أشخاص ذات أردية صفراء، وتسمى هذه بـ(قفزة الشياطين)، ثم ينثر فوقهم أوراق الورود، ويقوم أهل البلدة بالسير في موكب كبير، حتى يصلون إلى كنيسة البلدة، حيث يبارك للمواليد الجدد وفق الطقوس الكاثوليكية.
ولا تنتهي هذه الظواهر وغيرها الكثير من التفشي في اماكن معينة يكثر فيها الجهل والتخلف والابتعاد عن الله تعالى، إلّا أن بعضها الآخر يتقلص وجوده وينحصر، بل وبعضها يكاد ينعدم، لاسيما في المجتمعات الواعية المسلحة بالثقافة الدينية الكافية.
مجلة ولاء الشباب العدد (30)