1- دفتر الذمم أو دفتر الديون: كان الأثرياءُ العثمانيون في شهر رمضان يتجوّلون في الأحياء، ويدخلون على أصحاب محالّ البقاليات التي تنتشر في أماكن مختلفة ومتفرقة، ويطلبون منهم دفتر الديون، ويختارون صفحات لا على التعيين من أول الدفتر، ووسطه، وآخره بطريقة عشوائية، ويطلبون من صاحب البقالية مسح الديون في تلك الصفحات بعد أن يقوموا بدفعها، ولم يكن المُدان في هذه الحالة يعرف من الذي قام بقضاء دينه، ولا الدافع كان يعرف عمن دفع.
2- صيام الأطفال: كانت تعطى للأطفال الذين يصومون أول مرّة هدايا، أو يقوم الكبار بشراء صيامهم بهدف تشويقهم على الصيام، أما الأطفال الذين لم يكن باستطاعتهم صيام كلّ اليوم فيصومون فترة معينة من النهار وغالبا ما تكون من الإمساك حتى وقت الظهيرة حيث يتم تفطيرهم من قبل ذويهم ويقال لصيامهم هذا -صيام القارب- (تكنه أوروجو).
3- دفتر النرخ: بمجرد أن يقترب شهر رمضان كان يتم تحديد أسعار المواد والخبز وتخفيضها والعمل على عدم ارتفاعها، ويتم تسجيل هذه الأسعار في وثائق يقال لها (دفتر النرخ) أو دفتر الأسعار كما يمكن أن نقول له دفتر حماية المستهلك، ويُؤمر العمدة في كل حيّ بإيصال هذه الوثائق إلى البقالين، وبهذا الشكلّ كان يتمّ المحافظة على انخفاض الأسعار في رمضان، وخاصة أسعار المواد الغذائية، وتأمين تسوّق مريح للفقراء وحمايتهم.
4- دروس الطمأنينة والسلام: كانت هذه الدروس من أهم الفعاليات التي تقوم بها الدولة العثمانية في شهر رمضان، وكان يتمّ تقسيم الدروس المعمولة في أول ثمانية أيام أو عشرة أيام من قبل شيخ الإسلام على عدد محدد من العلماء، ويتم البدء بتفسير آية من قبل العالم الأكفأ ويسمى هذا العالم بالمكرّر، أما العلماء المستمعون فيقال لهم المخاطبون، وكان السلطان أيضا ورجال الدولة يشاركون فيها من دون أي تمييز عن الآخرين ويجلسون أمام المكرر على ركبهم، وتتخلّل هذه الدروس في أجواء مليئة بالأسئلة والأجوبة بين المكرر والمخاطبين.
مجلة ولاء الشباب العدد (28)