الزواج سنة الله ورسوله (صلى الله عليه وآله)، وهو ضرورة فطرية واجتماعية لمواصلة النسل البشري، وقد حثّت شريعتنا الغرّاء على الزواج وشجّعت عليه، فقد روي أنّ النبي (صلى الله عليه وآله) قال لأصحابه يوماً: «أترغبون عن النساء؟ إني آتي النساء، وأفطر بالنهار، وأنام الليل، فمن رغب عن سنتي فليس مني»[1].
كلامنا اليوم عن الزواج وغرائب عاداته في الجزائر، ونسبة لمساحتها الشاسعة وتنوع الموروثات الثقافية فيها، فقد وصل الاختلاف في عادات الزواج حتى بين أرجائها، فتختلف عادات الزفاف في الجزائر من مكان لآخر ففي شرقها (الشاوية) تختلف عاداتهم عما هو في وسطها، والذين يُسمّوْن بـ(الأمازيغ)، وما ينتشر بغربها يجهله أبناء جنوبها (كالطوارق)، ففي وسط الجزائر مثلاً، تقوم العروس ليلة زفافها بكسر بيضة عند وصولها باب منزلها الجديد، والهدف من هذا التقليد كسر العين الحاسدة، ويجب في البيضة توفّر عدّة شروط، أهمّها: أن تكون من دجاج (الخم البري)، وحديثة الوضع، والعريس من يجلبها، وبهذه الشروط يكون ثمنُها باهضاً طبعاً، وهناك تقليد آخر يلجأ إليه أخ العروس الأصغر، وهو إخفاء حذاء أخته، أو وضع الحجارة والمتاريس أمام عجلات السيارة المخصصة للزفاف، بهدف عرقلة خروج شقيقته حتى تُحقق له مطالبه، وتُعتبر هذه الحالة مؤشراً على العلاقة الوطيدة بين البنت وأخيها الرافض لمفارقة أخته، وهناك عادة أخرى لزفاف العروس فلا تخرج من بيت أهلها إلا من تحت يد أبيها، فالخروج من تحت جناحه دليل على انتقال الفتاة من حمايته لحماية الزوج، وهو دليل احترامها له وتربيتها العالية، ومن لا تخرج من تحت جناح ابيها فتعتبر خارجة عن طاعته ولا تحظى باحترام الزوج، وأكثر غرابة ما لدى الطوارق من تقليد، وهو أن تبقى العروس وزوجها في بيت والدها، حتى تضع مولودها الأول، وبعدها تنتقل لعش الزوجية، وهذه من غرائب الزواج العربي.
مجلة ولاء الشباب العدد (27)