تراجع نسبة السكان في أوروبا

أعربت دول أوروبا في ندوة انعقدت لها في سويسرا في جنيف، عن قلقها من ظاهرة انخفاض الإنجاب فيها، لكنّ الندوة لم تسفر عن موقف موحّد لكيفية معالجة ظاهرة ارتفاع عدد المسنّين وقلّة الولادات، وتُـفيد المعطيات المتداولة أن الانخفاض الكبير في معدلات الانجاب يعود إلى نمط العيش الذي انتهجته الأجيال الجديدة منذ منتصف القرن الماضي وصولا إلى السنوات الأخيرة، فقد تراجع الإقبال عن الزواج، وارتفعت نسبة الذين يؤجّـلونه إلى سن متأخرة على عكس ما كان متعارفا عليه في السابق، إضافة لتزايد عدد الرافضين له، وكذا إجهاض الأجنة وهي لا تزال في الأرحام للتخلص من أطفال الزنا، وانتشار الأمراض الخطيرة كالإيدز وغيره، مما زاد للطين بِلّةً وللمسألة تعقيداً في العديد من هذه الدول، ففي كلمة حَذَّر فيها البابا (بينديكت السادس عشر) بابا الفاتيكان بأن القارة الأوربية سوف تموت وتنقرض إذا بقي المجتمع يتقبل الإجهاض ورفضه للزواج.

وربما هي عقوبة إلهية على تلك المجتمعات لتجرئهم على فعل الآثام والموبقات والاستخفاف بالقيم السماوية.

ويُـتوقّـع أن تتراجع نسبة عدد السكان القادرين على العمل في أوربا بحوالي 28% في عام 2050، أما أسبانيا فقد تشهد انخفاضاً بحوالي 42% في نسبة السكان القادرين على العمل في منتصف القرن الحالي، وأمام هذه التحديات الجديدة، لا ترى أوروبا مفرّا من دعم سياسة الهجرة كجزء حل من هذه المشكلة، وحلول مقترحة أخرى كانتهاج سياسة دعم العائلات المنجبة للأطفال، وتوفير المناخ الاجتماعي والاقتصادي لها، وتخفيض مستوى الضرائب على العائلات التي لديها أطفال. الحمد لله على نعمة الإسلام.

مجلة ولاء الشباب العدد (22)