تختلف القيم والتقاليد من شعبٍ لآخر، تبعاً لدينهم ومحيطهم ومعيشتهم وأهوائهم ورغباتهم، وللمعتقدات والأساطير تأثير كبير في الحياة الاجتماعية لبعض الشعوب، ومنها الشعب الصيني..
كثيرةٌ هي المعتقدات والتقاليد لدى الشعب الصينيّ بسبب عدد سكانِه الهائلْ واختلافِه من منطقة إلى أخرى
فمثلاً إنّ إهداء الساعات ولفّها بورقٍ أبيضَ في الصّين يرمزُ إلى تمنّي الموت للمُهدَى إليه، أو ترجّي إصابتِه بالمرض، ومن المهمِّ جدّاً ألّا تُلف أيّ هديّة بورقٍ أبيض، فهذا اللون يرمز إلى الموت والحِداد في الثقافة الصينيّة، وهو أحد الأسباب التي تجعلُ عدداً كبيراً من الصينيّات يرفُضْنَ ارتداء ثوبِ الزفاف باللون الأبيض، بعكس معظم شعوب العالم، التي يرمز فيها اللون الأبيض إلى الفرح والاحتفال والسرور، واللون المتعارف للفرح عند الصينيّين هو اللونُ الأحمر، والذي يدل على المحبة والفرح، فكل شيء يتعلّق بالزفاف، يجبُ أنْ يكونَ باللون الأحمر.
وعندما يتقدمُ أحد الرجال لخطبة فتاة ما، فإنّ أهلَها يتركونها وراء حجاب ويخرجون قدميها فقط، فيمسك المتقدم للزواج بالقدم، ويقيسُ طولها وحجمها فإذا كانت صغيرة وأعجبته، دغدغها كإشارة للقبول والموافقة بعد هذه المعاينة، وقد دامت حياة النساء الصينيّات على هذا الشكل لمدة ألف عام تقريباً، رحلةً طويلةً من العذاب والمعاناة والألم، لدرجة تصل أحياناً للشلل والموت، بسبب حرصهن على ألا تكبر أقدامهن أبداً؛ خشية رفض الرجال الارتباط بهن، والظاهر إن هذه الميزة اكتسبها الصينيون من إمبراطور كان يرأسُهم، لأنّه أُعجِب بفتاة لها قدمان صغيرتان جداً، وذهب يمتدح قدميها في كل محفل ومجمع، فأعتقد الصينيّون أنّ الجمال يكمُن في القدمين، ومن غرائب تقاليدهم وعاداتهم في بعض قبائلهم كقبيلة (مياد)، عادةٌ غريبةُ في الزواج حيث يقوم أهل العروسيْن بذبح دجاجةٍ ويطبخونها، وبعد طبخها ينظرون إلى عيني الدجاجة، فإذا كانت العينان متشابهتين، فهذا يعني أنّ الزواج سيكون موفقاً وإذا لم تكنْ العينين كذلك فسيكون الزواج فاشلاً، ويلغى الزواج نهائياً.
موعد الزفاف حسب التقاليد الصينيّة، لا يتمُّ اختياره عبثاً، بلْ وفق حسابات فلكية دقيقة، فيجب أن تبدأ مراسيم الزفاف في النصف المتقدم من الساعة، بحيث تكون عقارب الساعة في صعود، رمزاً للتوفيق والإيجابية في حياتهم الجديدة، يا لتفكيرهم الضحل والساذج وتقليدهم الأعمى والأصم، و(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَاكُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ)[1]، أن هدانا للإسلام وخصنا بالتشيع ونبذ الخُرافات والأساطير، وهذا الذم لتقاليدهم وعاداتهم السيئة لا يُلغي الصفات الحسنة والجميلة فيما بينهم والتي أكد عليها ديننا الحنيف كالاحترام والتقدير ومساعدة الآخرين وميلهم إلى المجتمعات المتآخية والمتآلفة لا سيما القروية منها ودمتم.
مجلة ولاء الشباب العدد (2)