الولد: سبقني أبي على غير العادة هذا اليوم إلى جلسة الحوار هذه.
الأب: حدّثتك في (حواريّة النجاسة) عن النجاسات، تلك التي تسلب من أجسادنا وأجسام الأشياء طهارتها الأولى التي كانت عليها، ثم حدّثتك في (حواريّة الطهارة) عن المطهّرات، تلك التي تعيد مرّة أُخرى لأجسادنا وأجسام الأشياء طهارتها المغصوبة، ولو رجعت إلى (النجاسات) لوجدت أنّها أشياء مادّية طارئة على الجسد، منه، أو من غيره.
إنَّ هناك أموراً معنوية غير محسوسة، لو (حَدَثَتْ) لسلبت من الإنسان طهارته، ولاحتاج بعدئذٍ إلى ما يعيد له طهارته المسلوبة ونقاءه الجميل المفقود.
ذلك (الحدث) على نحوين: أكبر وأصغر.
الأب: الحدث الأكبر: الجنابة والحيض والنّفاس والاستحاضة الكثيرة ومسّ الميّت والموت.
والحدث الأصغر: كالبول والغائط والريح والنوم والاستحاضة القليلة وغيرها.
والحدث الأكبر (يغسلُهُ الغُسْل) أو (يمسَحُهُ التيمّم).
والحدث الأصغر (يغسلُهُ الوضوء) أو (يمسَحُهُ التيمّم).
وستتناول حوارياتنا القادمة هذه الاُمور أمراً أمراً مبتدئين اليوم بـ (الجنابة).
الولد: أبي بماذا تتحقّق الجنابة؟
الأب: تتحقّق بأحد أمرين:
أولاً: خروج السائل المنوي، سواء أَخَرَجَ بممارسة جنسيّة، أم باحتلام، أم بعادة سريّة، أم بغير ذلك.
الولد: وما هي صفات السائل المنوي؟
الأب: سائل لزج كثيف، رائحته كرائحة العجين المختمر، حليبي اللّون يميل لونه أحياناً إلى الصفرة أو الخضرة، يخرج في الغالب عند بلوغ الشهوة الجنسيّة ذروتها مصحوباً بالدفق وملحوقاً بارتخاء وفتور للجسد.
الولد: وإذا شككتُ بأن هذا السائل اللزج الخارج هل هو سائل منوي أو هو غيره من السوائل الأخرى؟
الأب: سأعطيك علامات ثلاث: إذا اجتمعت ثلاثتهن فهو سائل منوي،وهذه العلامات هي:الشهوة، والدفق. وارتخاء الجسد أو فتوره، وفي المريض تكفي الشهوة.
الولد: ولو تحقّقتْ واحدة منهنّ أو اثنتان..؟
الأب: قل إنَّه ليس سائلاً منويّاً، سوى المريض كما ذكرت قبل قليل.
الولد: وهل للمرأة سائل منوي كالرجل؟
الأب: نعم السائل الخارج من مهبلها عندما تبلغ الشهوة الجنسية ذروتها بحكم السائل المنوي في الرجل سواء في حال النوم أو في حال اليقظة.
الأب: ثانياً: الاتصال الجنسي ولو لم يؤدِّ إلى نزول السائل المنوي، ويكفي في تحقّق الاتصال الجنسي دخول رأس العضو التناسلي الذكري (الحشفة) في فرج الأنثى أو شرجها.
الولد: وإذا خرج السائل المنوي أو تحقّق الاتصال الجنسي؟
الأب: تحقّقت الجنابة، للفاعل والمفعول به من غير فرق بين الكبير والصغير، والعاقل والمجنون والحيّ والميّت.
الولد: وإذا تحقّقت الجنابة؟
الأب: وجب عليك الغسل لتصلّي ـ مثلاً ـ أو لتطوف في حجّك، فإنَّ الصلاة والطواف تتوقّف صحتهما على الغسل، وسأشرح لك في (حواريّة الغسل) التي ستأتي، كيف تغتسل.
الأب: ثمّ إنّه حُرّمتْ عليك ما دمت جُنباً أمور:
1- مسّ كتابة القرآن الكريم.
2- مسّ لفظ الجلالة (الله) [وأسماء الله وصفاته الخاصة به كـ (الخالق)].
3- قراءة آية السجدة من كل سورة من سور العزائم الأربع وهي:(اقرأ، والنجم، والسجدة، وفصّلت).
4- دخول المساجد أو المكث فيها، أو أخذ شيء منها أو وضع شيء فيها [وان كان من خارجها أو في حال الاجتياز فيها]، ويجوز للجنب اجتيازها كالدخول من باب والخروج من باب آخر إلَّا المسجدين الشريفين (المسجد الحرام بمكّة) و(المسجد النبويّ بالمدينة)، [وتلحق المراقد المقدّسة للمعصومين عليهم السلام بالمساجد].
الولد وهل يلحق الصحن والرواق إذا لم يكن مسجداً بالمسجد فيحرم دخولهما؟
الأب: كلا، لا يلحقان به.
الولد: قبل أنْ نودع حواريّة الجنابة أحبّ أنْ أسألك وأخجل.
الأب: سل ما شئت دون خجل فلا حياء في الدّين، أقولها دائماً.. دائماً.
الولد: أحياناً بعد أنْ أُثار جنسيّاً أشاهد نقطة لزجة لسائلٍ أبيض شفّاف تخرج من القضيب.
الأب: نعم هذا السائل طاهر لا ينجس الملابس ولا الجسد، ولا يجب عليك الغسل، ولا الوضوء إذا خرج، وهناك سائل آخر يخرج بعد البول أحياناً، إنّه كذلك طاهر، ولا يجب عليك الغسل إذا خرج.
الولد: والعادة السرّية؟
الأب: العادة السرّية محرّمة يجب عليك اجتنابها وقد نزّلها الإمام الصادق (عليه السلام) في بعض النصوص المرويّة عنه منزلة الزّنا.