القِسمُ الثّاني: ما يستحبّ إيتانه في ليالي شهر رمضان
الأول: الإفطار ويستحبّ تأخيـره عن صـلاة العشاء إلّا اذا غلــب عليــه الضّعـــف أو كــان له قوم ينتظــرونه.
الثّاني: أن يفطر بالـحلال الـخالـي من الشّـبهات سيّما التّمر ليضاعف أجر صلاته أربعمائة ضعف ويحسن الافطار أيضاً بأيّ من التّمر والرّطب والـحلواء والنّبات ـ النّبات كلمة فارسيّة تعنـى بلّورات خاصة من السّكر ـ والماء الـحار .
الثّالث: أن يدعو عند الافطار بدعوات الافطار المأثورة، منها أن يقول: اَللّـهُمَّ لَكَ صُمْتُ، وَعَلـى رِزْقِكَ اَفْطَرْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، ليهب الله له مثل أجر كلّ من صام ذلك اليوم، وروي انّ أميـر المؤمنيـن (عليه السلام) كان اذا أراد أن يفطر يقول: بِسْمِ اللهِ اَللّـهُمَّ لَكَ صُمْنا وَعَلى رِزْقِكَ اَفْطَرْنا فَتَقَبَّلْ مِنّا اِنَّكَ اَنْتَ السَّميعُ الْعَليمُ .
الرّابع: أن يقول عند أوّل لقمة يأخذها: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمـنِ الرّحَيـمِ، يا واسِعَ الْمَغْفِرَةُ اِغْفِرْ لي، لِيَغفِرَ اللهُ لهُ وفـي الـحديث انّ الله تعالـى يعتق فـي آخر ساعة من نـهار كلّ يوم من شهر رمضان ألف ألف رقبة فسل الله تعالـى أن يجعلك منهم .
الـخامس: أن يتلو سورة القدر عند الافطار .
السّادس: أن يتصدّق عند الافطار ويفطّر الصّائـمين ولو بعدد من التّمر أو بشربة من الماء ، وعن النّبـي الأكرم (صلى الله عليه وآله): (انّ من فطّر صائماً فله أجر مثله من دون أن ينقص من أجره شـيء وكان له مثل أجر ما عمله من الـخيـر بقوّة ذلك الطّعام).
وروى آية الله العلاّمة الـحلّـي فـي الرّسالة السّعديّة عن الإمام الصّادق (عليه السلام) (أيّما مؤمن أطعم مؤمناً لقمة فـي شهر رمضان كتب الله له أجر من أعتق ثلاثيـن رقبة مؤمنة وكان له عند الله تعالـى دعوة مستجابة) .
السّابع: من المأثـور تلاوة سورة القدر في كلّ ليلة ألف مرّة.
الثّامن: أن يتلو سورة حم الدخّان في كلّ ليلة مائة مرّة إن تيسّرت.
التّاسع: روى السّيد انّ من قال هذا الدّعاء فـي كلّ ليلة من شهر رمضان غفرت له ذنوب أربعيــن سنة :
(اللّـهُمَّ رَبَّ شَهْرِ رَمَضانَ الَّذي اَنْزَلْتَ فيهِ الْقُرْآنَ، وَافْتَرَضْتَ علـى عِبادِكَ فيهِ الصِّيامَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَارْزُقْني حَجَّ بَيْتِكَ الـْحَرامِ فـي عامي هذا وَفـي كُلِّ عام، وَاغْفِرْ لـي تِلْكَ الذُّنُوبَ الْعِظامَ، فَاِنَّهُ لا يَغْفِرُها غَيْـرُكَ يا رَحْمنُ يا عَلاّمُ) .
العاشر: أن يــدعو بعد المغرب بدعاء الـحـجّ الّذي مرّ فــي القسم الأول.
مفاتيح الـجنان ص230.
الحادي عشر: أن يدعو فـي كلّ ليلة من شهر رمضان بدعاء الافتتاح.
الثّاني عشر: أن يقول في كلّ ليلة: (اللّـهُمَّ بِرَحْمَتِكَ فِي الصّالِحيـنَ فَاَدْخِلْنا، وَفي عِلِّيّيـنَ فَارْفَعْنا، وِبَكَأس مِنْ مَعيـن مِنْ عَيْـن سَلْسَبيل فاسْقِنا، وَمِنَ الـْحُورِ الْعيـنِ بِرَحْمَتِكَ فَزَوِّجْنا، وَمِنَ الْوِلْدانِ الُْمـخَلَّدينَ كَاَنـَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ فَاَخْدِمْنا، وَمِنْ ثِمارِ الْـجَنَّةِ وَلُـحُومِ الطَّيْرِ فَاَطْعِمْنا، وِمِنْ ثِيابِ السُّنْدُسِ وَالـْحَريرِ وَالاِسْتَبْرَقِ فَاَلْبِسْنا، وَلَيْلَةَ الْقَدْرِ وَحَجَّ بَيْتِكَ الْـحرامِ، وَقَتْلاً في سَبيلِكَ فَوفِّقْ لَنا، وَصالِحَ الدُّعاءِ وَالْمَسْأَلةِ فاسْتَجِبْ لَنا، وَاِذا جَمَعْتَ الاَوَّليـنَ وَالاخِرينَ يَوْمَ الْقِيامَةِ فاَرْحَمْنا وَبَراءَةً مِنَ النّارِ فَاكْتُبْ لَنا، وَفـي جَهَنَّمَ فَلا تَغُلَّنا، وَفـي عَذابِكَ وَهَوانِكَ فَلا تَبْتَلِنا، وَمِنَ الزَّقُّومِ وَالضَّريعِ فَلا تُطْعِمْنا، وَمَعَ الشَّياطينِ فَلا تَجْعَلْنَا، وَفِي النّارِ عَلى وُجُوهِنا فَلا تَكْبُبْنا، وَمِنْ ثِيابِ النّارِ وَسَرابيلِ الْقَطِرانِ فَلا تُلْبِسْنا، وَمِنْ كُلِّ سُوء يا لا اَله إلاّ اَنْتَ بِحَقِّ لا اِلـهَ إلاّ اَنْتَ فَنَجِّنا) .
الثّالث عشر: عن الإمام الصّادق (عليه السلام) قال: تقول في كلّ ليلة من شهر رمضان : (اللّـهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ اَنْ تَجْعَلَ فيـما تَقْضـي وَتُقَدِّرُ مِنَ الاَمْرِ الَْمـحْتُومِ فِـي الاَمْرِ الـْحَكيمِ، مِنَ الْقَضاءِ الَّذي لا يُرَدُّ وَلا يُبَدَّلُ اَنْ تَكْتُبَنـي مِنْ حُـجّاجِ بَيْتِكَ الـْحَرامِ، الْمَبْرُورِ حَجُّهُمْ، الْمَشْكُورِ سَعْيُهُمْ ،الْمَغْفُورِ ذُنُوبُهُمْ، اَلْمُكَفَّرِ عَنْ سَيِّئاتِهِمْ، وَأنْ تَجْعَلَ فيـما تَقْضي وَتُقَدِّرُ، اَنْ تُطيلَ عُمْري في خَيْـر وَعافِيَة، وَتُوَسِّعَ في رِزْقي، َوَتَجْعَلَني مِمَّنْ تَنْتصِرُ بِهِ لِدينِكَ وَلا تَسْتَبْدِلْ بي غَيْـري).
مفاتيح الجنان ص231.
الرّابع عشر: جاء في كتاب أنيس الصّالـحيـن اُدع في كلّ ليلة من ليالي شهر رمضان قائلاً : (اَعُوذُ بِجَلالِ وَجْهِكَ الْكَريمِ اَنْ يَنْقَضِـيَ عَنّـي شَهْرُ رَمَضانَ، اَوْ يَطْلُعَ الْفَجْرُ مِنْ لَيْلَتـي هذِهِ، وَلَكَ قِبَلـي تَبِعَةٌ اَوْ ذَنْبٌ تُعَذِّبُنـي عَلَيْهِ ).
الـخامس عشر: روى الكفعمـي فـي هامش كتابه البلد الاميـن عن السّيد ابن باقي قال : يستحبّ فـي كلّ ليلة من ليالي شهر رمضان صلاة ركعتيـن تقرأ فـي كلّ ركعة الـحمد والتّوحيد ثلاث مرّات فاذا سلّمت تقول : (سُبْحانَ مَنْ هُوَ حَفيظٌ لا يَغْفُل، سُبحانَ مَنْ هُوَ رَحيمٌ لا يَعْجَلُ، سُبْحانَ مَنْ هُوَ قا ئِمٌ لا يَسْهُو، سُبْحانَ مَنْ هُوَ دائِمٌ لا يَلْهُو، ثمّ تسبّح بالتّسبيحات الاربع سبع مرّات ثمّ تقول: سُبْحانَكَ سُبْحانَكَ سُبْحانَكَ، يا عَظيمُ اغْفِرْ لِيَ الذَّنْبَ الْعَظيمَ . ثمّ تصلّـي علـى النّبـي وآله عشر مرّات . من صلّـى هذه الصّلاة غفر الله له سبعين ألف سيّئة.
السّادس عشر: فـي الـحديث انّ من قرأ في كلّ ليلة من شهر رمضان سورة انّا فتَحنا في صلاة مسنونة كان مصُوناً في ذلك العام ، واعلم انّ من أعمال ليالي شهر رمضان الصّلاة ألف ركعة وقد أشار اليها المشايخ والاعاظم في كتبهم في الفقه وفي العبادة.
مفاتيح الـجنان ص236.