الركب الحسيني

الإصرارُ على الطّريقِ الأعظمِ

السؤال:لماذا الإمام الحسين (عليه السلام) عندما خرج من المدينة إلى مكة سار بركبه في الطريق الأعظم الذي تسلكه أكثر القوافل، ولم يسلك طريقا آخر؟

الجواب:أولاً: أنّ الإمام (عليه السلام) أراد من وراء ذلك أمراً إعلاميّاً وتبليغيّاً للتعريف بنهضته من خلال التقاء الركب الحسينيّ القاصد إلى مكّة بكلّ المارّة والقوافل على الطريق الأعظم، لأنّهم سيتساءلون عن سبب خروج الإمام (عليه السلام) من مدينة جدّه (صلى الله عليه وآله) مع جلّ بني هاشم ومَن معهم مِن أنصاره، ويتعرّفون من الإمام (عليه السلام) مباشرة على أهدافه التي نهض من أجلها.

وثانياً: -ولعله الأهم-هو: أنّ الإمام الحسين (عليه السلام) أراد أن يُعْلِنَ للأمّةِ أنَّهُ ليس من العصاة البغاة الخارجين على حكومة شرعيّة كانوا قد اعترفوا بها ثمّ تمرّدوا عليها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحسين (عليه السلام) بنَظَرِ معَاويَة

السؤال: كيف كان الإمام الحسين (عليه السلام) في نظر معاوية بن أبي سفيان؟

الجواب:كانَ الإمام الحسين (عليه السلام) في مدينةِ جدِّهِ كالشمسِ التي تفيضُ على النَّاسِ نُوراً وهدىً، فإذا خَطَبَ في مسجدِ النَّبيِّ(صلى الله عليه وآله) انبهَرتْ له القلوبُ ومُدَّتْ له الأعنَاقُ، ويشهد بذلك معاوية للإمام الحسين (عليه السلام) حيث يقول لرجلٍ منْ قريش: (إذَا دَخَلْتَ مَسجِدَ رَسولِ اللهِ(صلى الله عليه وآله) فَرَأَيتَ حَلقَةً فِيها قَومٌ كَأَنَّ عَلى رُؤوسِهِمُ الطَّيرِ، فَتِلكَ حَلقَةُ أبي عَبدِ اللهِ، مُؤتَزِراً عَلى أنْصافِ ساقَيهِ، لَيسَ فِيها مِنَ الهُزَيلى(1) شَيءٌ) (الطبقات الكبرى، ابن سعد: ج1، ص412)، فأرادَ معاويةُ أنْ يقولَ: أنَّ حلقةَ الإمام الحسين (عليه السلام) ليس فيها إلَّا الحقّ والصدق.

(1) فِعلُ المُشَعْوِذِ إِذا خفَّتْ يداه بالتخاييل الكاذبة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الإمام الحسين (عليه السلام) معَ أمّ سلمة (رضي الله عنها)

السؤال: حينما عزم الإمام الحسين (عليه السلام) على الخروج من المدينة المنورة، ما هو الحوار الذي جرى بينه(عليه السلام) وبين أم سلمة(رض)؟

الجواب: روي أنّه: (لمّا عزم الإمام الحسين (عليه السلام) على الخروج من المدينة أتته أمّ سلمة (رضي الله عنها) فقالت: يا بنيّ لا تحزنّي بخروجك إلى العراق، فإنّي سمعت جدّك يقول: يُقتل ولدي الحسين بأرض العراق في أرض يُقال لها كربلاء،فقال لها: يا أمّاه، وأنا والله أعلم ذلك، وإنّي مقتول لا محالة، وليس لي من هذا بدُّ، وإنّي والله لأعرف اليوم الذي أقتل فيه، وأعرف من يقتلني، وأعرف البقعة التي أُدفن فيها،..، وإن أردت يا أمّاه أُريكِ حفرتي ومضجعي، ثمّ أشار إلى جهة كربلاء فانخفضت الأرض حتّى أراها مضجعه،...،فعند ذلك بكت أمُّ سلمة بكاءً شديداً، وسلّمتْ أمره إلى الله..) (بحار الأنوار، المجلسي: ج44، ص331 ـ 332).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأنصار في الركب الحسيني(1)

السؤال:من هم أنصار الإمام الحسين (عليه السلام) الذين خرجوا معه من المدينة المنورة؟

الجواب: قد لا يجد المتتبّع صعوبة في معرفة الأنصار الذين خرجوا مع الإمام الحسين (عليه السلام) من المدينة، منهم عبد الله بن يقطر الحميري، كان الإمام (عليه السلام) قد سرّحه إلى مسلم بن عقيل بعد خروجه من مكّة في جواب كتاب مسلم (عليه السلام) إلى الإمام الحسين (عليه السلام)، فقبض عليه الحصين بن تميم بالقادسيّة، وأرسله إلى عبيد الله بن زياد، فسأله عن حاله فلم يخبره، فقال له: إصعد القصر والعن الكذّاب بن الكذّاب ثمّ انزل حتّى أرى فيك رأيي، فصعد القصر فلمّا أشرف على الناس قال: أيّها الناس، أنا رسول الحسين بن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) إليكم لتنصروه وتوآزروه على ابن مرجانة وابن سميّة الدعيّ بن الدعي، فأمر به عبيد الله فأُلقي من فوق القصر إلى الأرض، فتكسّرت عظامه.(تاريخ الطبري: ج٣، ص٣٠٣).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأنصار في الركب الحسيني(2)

السؤال: نريد أنْ تذكروا لنا بعض أنصار الإمام الحسين (عليه السلام) الذين خرجوا معه من المدينة المنورة؟

الجواب: من أنصار الإمام الحسين (عليه السلام) الذين خرجوا معه من المدينة: سليمان بن رزين مولى الإمام الحسين (عليه السلام)، وهو الذي أرسله الإمام (عليه السلام) بكتاب إلى رؤوس الأخماس(1) وإلى الأشراف بالبصرة حين كان بمكّة، ومنهم المنذر بن الجارود، فأخذ المنذرُ سليمانَ بن رزين والكتاب وقدّمهما إلى عبيد الله بن زياد، فلمّا قرأ الكتاب قتلَ سليمانَ، فكان من أنصار الحسين (عليه السلام) الذين قتلوا في البصرة.(أبصار العين في أنصار العين: ص94).

(1) الأخماس عبارة عن خمسة أحياء وزّعَت وقُسِّمت البصرة على أساسها عند إنشائها أول مرة، وفي كل حي من أحيائها الخمسة لتسكن قبيلة من القبائل العربية المعروفة وهي الأزد وتميم وبكر وعبد القيس وأهل العالية، وكان لكل قسم من هذه الأخماس رأس يتمّ اختياره حسب القبيلة أو القبائل المنطوية تحته.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الخروجُ من المدينةِ ليلاً

السؤال:متى خرج الركب الحسيني من المدينة المنورة؟ هل كان الخروج صباحاً أم ليلاً؟ ولماذا؟

الجواب: يظهر من بعض الروايات أنّ الركب الحسينيّ خرج من المدينة في ساعات الليل المتأخّرة، ممّا يوحي بأنَّ الخروج كان بصورة سريّة، خصوصاً أنّ الروايات تحدّثتْ أنَّ الإمام الحسين(عليه السلام) قد خرج وهو يقرأ قوله تعالى: (فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)(القصص:21).

وسبب خروج الإمام (عليه السلام) ليلاً -وإنْ كان قد حَذرَ(عليه السلام) من القتلِ غيلةً،وانتهاك حرمة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) كما ذكرنا سابقاً-ولكن لعلَّ السبب الرئيس في خروجه (عليه السلام) في أواخر الليل هو:كي لا تتصفّح أعينُ الناسِ نساءَ الركب الحسيني، وتنظر عن قربٍ كيف يركبن المطايا، وهذا الأمر الذي تأباه الغيرة الحسينيّة الهاشميّة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الليلة الأخيرة في المدينة المنوّرة

السؤال: كم بقي الإمام الحسين (عليه السلام) في المدينة المنوّرة بعد لقائه بوالي المدينة ورفضه البيعة ليزيد؟

الجواب: قال السيّد بن طاووس: (قال رواة حديث الإمام الحسين (عليه السلام) مع الوليد بن عتبة ومروان:فلمّا كان الغداة توجّه الحسين (عليه السلام) إلى مكّة لثلاث مضين من شعبان سنة ستّين..) (اللهوف:ص13).

وهذا يعني أنّ الإمام (عليه السلام) لم يبقَ بعد ذلك اللقاء إلَّا سواد تلك الليلة نفسها، وخرج صباحاً من المدينة!! وهذا لا ينسجم من حيث سعة الوقت مع الأخبار التي تتحدّث عن ذهابه إلى زيارة قبر جدّه (صلى الله عليه وآله) مرّتين، وذهابه إلى زيارة قبر أمّه وأخيه (عليه السلام)، فضلاً عن الوقت الذي يستلزمه الإعداد للرّحيل..

ولذلك تقول بعض المصادر التأريخية أنَّه خرج في الليلة الثانية،يقول صاحب الفتوح: (...فلمّا كانت الليلة الثانية خرج إلى القبر أيضاً..) (الفتوح: ج5، ص18).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الهاشميّون في الركب الحسينيّ

السؤال:منْ كان من بني هاشم مع الإمام الحسين (عليه السلام) في الركب الحسيني لما خرج من المدينة المنورة إلى مكة؟

الجواب: لم يرد في الكتب التأريخيّة ذكر تفصيليّ لأسماء الهاشميّين في الركب الحسينيّ الخارج من المدينة إلى مكّة المكرّمة، بل ورد في أغلب هذه الكتب ذكر إجمالي لمن خرج من الهاشميّين مع الإمام (عليه السلام) من المدينة، قال الشيخ المفيد: (فخرج الحسين (عليه السلام)... متوجّها نحو مكّة ومعه بنوه وبنو أخيه وإخوته وجلّ أهل بيته إلَّا محمّد بن الحنفيّة..) (الإرشاد:ص222).

فمحمّد بن الحنفيّة، وعبد الله بن جعفر، وعبد الله بن عبّاس لم يكونوا مع الركب الحسينيّ، ومن المتيقّن أنَّ مسلم بن عقيل (عليه السلام) كان قد خرج مع الإمام الحسين (عليه السلام)، أمّا ولدا مسلم: عبد الله ومحمّد فالظاهر أنّهما كانا مع أبيهما مسلم(عليه السلام).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الهدف الأسمى لثورة الإمام الحسين(عليه السلام)

السؤال:ما هو الهدف الأسمى والعامل الأهم المؤثِّر في ثورة الإمام الحسين (عليه السلام)؟

الجواب: توجد عوامل وأهداف مهمة وكثيرة مؤثرة في ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) وسبب خروجه على بني أمية، منها: رفْضُهُ البيعةَ ليزيد، وطلب أهل الكوفة منه (عليه السلام) بالقيام بالثورة، وغيرها من العوامل المهمة، ولكن الهدف الأعظم والاهم والذي بينه الإمام(عليه السلام) صريحاً هو: طلب الإصلاح بالأمر المعروف والنهي عن المنكر، وتظهر أهمية هذا العامل في أنَّ الإنسان يدافع عن دينه إلى درجة أنْ يضحِّي بنفسه الغالية، ولا يبخل بها على الدين، قال الشهيد الشيخ مرتضى مطهري: (أنّ الإمام الحسين (عليه السلام) قد بيّن للعالم أجمع أنّ مسألة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد تصل إلى درجة يتطلّب فيها من الإنسان أن يضحّي بنفسه وماله وكلّ ما يملك...) (الملحمة الحسينية: ج2، ص106).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سَبَبُ خُروجِ الإمام الحسين (عليه السلام)

السؤال: لماذا عزم الإمام الحسين (عليه السلام) على الخروج من المدينة المنوّرة بعد رفضه لبيعة يزيد؟ هل خاف(عليه السلام) على نفسه من القتل؟

الجواب: أولاً: كان احتمال اغتيال الإمام الحسين (عليه السلام) هو الاحتمال الأكبر، وقد عزم يزيد وصممَ على اغتيال الإمام (عليه السلام) بشكل غامض أو صريح، فحسب له الإمام (عليه السلام)حسابه الواقعي واستبق الأحداث، وخرج من المدينة خوفاً من أنْتُهتك حرمةُ حرمِ رسولِ الله (صلى الله عليه وآله) بقتله غيلة، قال ابن عباس ليزيد: (... فلستُ بناسٍ اطّرادكَ الحسين بن علي من حرم رسول الله إلى حرم اللهِ، ودسّك عليه الرجال تغتاله، فأشخصته من حرمِ اللهِ إلى الكوفة، فخرج منها خائفاً يترقّب،... ولكن كَرِهَ أنْ يكونَ هو الذي يستحلُّ حرمةَ البيتِ وحرمةِ رسول ِاللهِ..)(تاريخ اليعقوبي: ج2، ص248).

وثانياً: خوفُ الإمام(عليه السلام) منْ أنْ تُخنقَ ثورتُهُ المقدّسةُ قبل اشتعالها بقتله غدْراً في المدينة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سلوكُ الطَّريقِ الأعظمِ

السؤال:ما هو الطريق الذي سلكه الإمام الحسين (عليه السلام) وسار بالركب الحسيني لما خرج من المدينة إلى مكة؟

الجواب: قال الشيخ المفيد واصفاً الطريق الذي سلكه الركبُ الحسينيُّ بقيادة الإمام الحسين (عليه السلام) عند خروجه من المدينة إلى مكّة المكرّمة: سارَ الحسين (عليه السلام) إلى‌ مَكَّةَ وهُوَ يَقرَأُ:(فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِ‌ّ نَجِّنِى مِنَ الْقَوْمِ الظَّلِمِينَ) (القصص:21)، ولَزِمَ الطَّريقَ الأَعظَمَ، فَقالَ لَهُ أهلُ بَيتِهِ: لَو تَنَكَّبتَ الطَّريقَ الأَعظَمَ...، فَقالَ: (لا وَاللهِ، لا اُفارِقُهُ حَتّى‌ يَقضِيَ اللهُ ما هُوَ قاضٍ) (الإرشاد: ص223).

وفي رواية الفتوح: (قالَ لَهُ ابنُ عَمِّهِ مُسلِمُ بنُ عَقيلِ: يَا بنَ بِنتِ رَسولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله)، لَو عَدَلنا عَنِ الطَّريقِ وسَلَكنا غَيرَ الجادَّةِ.. ؛ فَإِنّا نَخافُ أن يَلحَقَنَا الطَّلَبُ، فَقالَ لَهُ الحسين (عليه السلام): (لا وَاللهِ يَا بنَ عَمّي، لا فارَقتُ هذَا الطَّريقَ أبَداً...) (الفتوح، ابن اعثم: ج5، ص22).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شهادةُ المخالفين للإمام الحسين (عليه السلام)

السؤال: ما هي المرتبة والمكانة النفسيَّة التي احتلَّها الإمام الحسين (عليه السلام) في قلوبِ أتباعِ المذاهبِ الإسلاميةِ الأخرى فضلاً عن أتباعِ أهلِ البيتِ(عليهم السلام)؟

الجواب:إنَّ محلَّ الإمام الحسين محلُّ جدِّه النَّبيِّ الأكرمِ(صلى الله عليه وآله)، تجد فيه النفوسُ الحائرةُ القلقةُ ما تشتهي من طمأنينة وسكينة، حتى النُّفوس المنحرفة عن خَطِّ أهلِ البيتِ(عليهم السلام) لم تكنْ تملك أمَامَ الحسين (عليه السلام) إلَّا أنْ تجلَّهُ وتحترمَهُ وتقدرَهُ وتعترفَ له بسموِّ قدرِهِ ومنزلتِهِ.

روى الكنجي باسناده عن أبي المهزم قال: (أَعْيَا الْحُسَيْنُ، فَقَعَدَ فِي الطَّرِيقِ، فَجَعَلَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَنْفُضُ التُّرَابَ عَنْ قَدَمَيْهِ بِطَرَفِ ثَوْبِهِ، فَقَالَ الْحُسَيْنُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ وَأَنْتَ تَفْعَلُ هَذَا!فَقَالَ: فَوَاللهِ لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مِثْلَ مَا أَعْلَمُ لَحَمَلُوكَ عَلَى رِقَابِهِمْ) (تاريخ الإسلام، الذهبي: ج5،ص66).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كتابُ يزيد الأوّل

السؤال:ما هو الكتاب الذي بعثه يزيدُ بنُ معاوية إلى والي المدينة المنوّرة يأمرُهُ بأخْذِ البيعة من الإمام الحسين (عليه السلام) على أنْ يكون يزيد خليفةً للمسلمين؟

الجواب:يَظهرُ من أغلبِ المصادرِ التأريخيةِ أنَّ هناك كتابين بَعَثَ بهما يزيدُ إلى والي المدينة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان،فكان الكتاب الأول عبارة عن رسالة صغيرة وُصِفَتْ كأنَّها أذن فأرة وَرَدَ فيها: (إذا أتاكَ كِتابي هذا، فَأَحضِرِ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ وعَبدَ اللهِ بنَ الزُّبَيرِ، فَخُذهُما بِالبَيعَةِ لي، فَإِنِ امتَنَعَا فَاضرِبْ أعناقَهُما، وَابعَثْ لي بِرُؤوسِهِما، وخُذِ النّاسَ بِالبَيعَةِ، فَمَنِ امتَنَعَ فَأَنفِذْ فيهِ الحُكمَ، وفِي الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ وعَبدِ اللهِ بنِ الزُّبَيرِ، وَالسَّلامُ..)(تاريخ العقوبي: ج2،ص241).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كتابُ يزيد الثّاني

السؤال: ما هو محتوى الكتاب الثاني الذي أرسلَهُ يزيد بن معاوية إلى وَالي المدينة الوليد بن عتبة بعد رفض الإمام الحسين (عليه السلام) البيعة ليزيد؟

الجواب: بعدَ رَفْضِ الإمام الحسين (عليه السلام) البيعة ليزيد ومقولته المشهورة للوليد: (..ومِثْلي لا يُبَايع مثْلَهُ..)(بحار الأنوار: ج 44، ص 325)، أرسلَ الوليد إلى يزيد رسالة يخبره بعدم طاعة الإمام الحسين (عليه السلام) قالَ فيها: (أنَّهُ لَيسَ يَرى لَنا عَلَيهِ طاعَةً ولا بَيعَةً..) (الفتوح، ج5، ص17).

فأرسل يزيد كتاباً آخرَ إلى الوليد ذَكَرَ فِيه: (فَإِذا وَرَدَ عَلَيكَ كِتابي هذا فَخُذِ البَيعَةَ ثانِياً عَلى أهلِ المَدينَةِ بِتَوكيدٍ مِنكَ عَلَيهِم، ...، وَليَكُنْ مَعَ جَوابِكَ إلَيَّ رَأسُ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ، فَإِنْ فَعَلتَ ذلِكَ فَقَد جَعَلتُ لَكَ أعِنَّةَ الخَيلِ، ولَكَ عِندِي الجائِزَةُ والحَظُّ الأَوفَرُ، وَالنِّعمَةُ واحِدَةً،وَالسَّلامُ..) (مقتل الحسين (عليه السلام)، الخوارزمي: ج1، ص185).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

محمّد بن الحنفيّة ونصيحته

السؤال:ما هي النصحية التي قدمها محمد بن الحنفية لأخيه الإمام الحسين (عليه السلام)؟

الجواب: في صباح آخر نهار للإمام الحسين (عليه السلام) في المدينة أقبل إليه أخوه محمّد بن الحنفيّة، خائفاً عليه، ورأى أن يقدّم النصيحة بين يدي أخيه (عليه السلام)، فلمّا استقّر به المقام قال: (يا أخي أنت أحبُّ الناس إليّ، وأعزّهم عليّ، ولستُ أدّخر النصيحة لأحد من الخلق إلَّا لك، وأنت أحقّ بها، تنحَّ ببيعتك عن يزيد بن معاوية وعن الأمصار ما استطعت، ثمّ ابعث رسلك إلى الناس فادعهم إلى نفسك، فإنْ بايعك الناس وبايعوا لك حمدت الله على ذلك، وإنْ اجتمع الناس على غيرك لن يُنقص اللهُ بذلك دينك ولا عقلك...، فقال له الإمام الحسين (عليه السلام): فأين أذهب يا أخي؟قال: إنزل مكّة، فإن اطمأنّتْ بك الدار بها فسبيل ذلك،... فقال: يا أخي، قد نصحت وأشفقت، وأرجو أن يكون رأيك سديداً موفقاً) (الإرشاد، الشيخ المفيد: ص222).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وصية الإمام الحسين (عليه السلام) لمحمد بن الحنفية

السؤال:ما هي وصية الإمام الحسين (عليه السلام) لأخيه محمد بن الحنفية حينما قدم له النصيحة؟

الجواب: (بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصى به الحسين بن علىٍّ بن أبي طالب إلى أخيه محمّد المعروف بابن الحنفيّة: أنّ الحسين يشهد أن لا إله إلَّا الله وحده لا شريك له، وأنَّ محمّداً عبده ورسوله، جاء بالحقّ من عند الحقّ، وأنّ الجنّة والنار حقّ، وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها، وأنّ الله يبعث من في القبور، وإنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدّي (صلى الله عليه وآله)، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدّي وأبي علىٍّ بن أبي طالب (عليه السلام)،... وهذه‌وصيّتي يا أخي إليك...) (بحار الأنوار، المجلسي: ج44، ص329).