شهر ذو القعدة

اليوم الأول من شهر ذي القعدة

ولادة السيد فاطمة المعصومة (عليها السلام)

في مثل هذا اليوم الأول من شهر ذي القعدة سنة (173) للهجرة ولدت السيدة النجيبة فاطمة بنت الإمام الكاظم (عليه السلام) وشقيقة الإمام الرضا (عليه السلام) في المدينة المنورة.

تحظى السيدة فاطمة (عليها السلام) بمنزلة خاصة بيـن المؤمنيـن من أتباع أهل البيت (عليهم السلام) وذكرت لها ألقاب منها: الطاهرة، والحميدة، والبـرّة، والتقية، والنقية، بالإضافة إلى لقبها بالمعصومة الذي هو أشهر ألقابها،ورد في المصادر والنصوص الدينية أنه لم يبلغ أحد من أبناء الإمام الكاظم (عليه السلام) مع كثرتهم باستثناء الإمام الرضا (عليه السلام) ما بلغته السيدة المعصومة (عليها السلام) من منزلة ومكانة مرموقة.

 خرجت من المدينة في سنة (201) للهجرة؛ لتـزور أخاها الإمام الرضا (عليه السلام) في طوس، إلّا أنها مرضت أثناء الطريق، وتوفيت بعد وصولها مدينة قم في نفس السنة. ورد الكثيـر من الروايات في فضل زيارتها منها عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: «إن لله حرما وهو مكة، ولرسوله حرما وهو المدينة، ولأميـر المؤمنيـن حرما وهو الكوفة ولنا حرما وهو قم، وستدفن فيه امرأة من ولدي تسمى فاطمة من زارها وجبت له الجنة». بحار الأنوار ج48، ص317

 وقد ورد عن الإمام الرضا (عليه السلام): «مَنْ زارَ الْمَعصوُمَةَ بِقُمْ كَمَنْ زارَني»وعنه أيضاً (عليه السلام) «مَن زارها فلَه الجنَّة». وعن الإمام الجواد (عليه السلام) قال: «مَن زار قبـر عَمَّتي بقمّ فله الجنَّة ». كامل الزيارات: ج1، ص338

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اليوم الخامس من شهر ذي القعدة

تجديد بناء الكعبة على يد إبراهيم الخليل وولده إسماعيل (عليهما السلام)

في مثل هذا اليوم الخامس من شهر ذي القعدة جدد نبي الله إبراهيم (عليه السلام) بمساعدة ابنه إسماعيل (عليه السلام) بناء الكعبة المشرفة حيث أول من بنى الكعبة المشرفة ادم (عليه السلام)، كما في الاخبار، وبعد الطوفان ووصول الامر إلى إبراهيم (عليه السلام) أمره الله تعالى بتجديد بناء البيت الحرام (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اليوم التاسع من شهر ذي القعدة

إرسال مسلم بن عقيل (عليه السلام) رسالة إلى الإمام الحسين (عليه السلام) عن أحوال الكوفة

في مثل هذا اليوم التاسع من شهر ذي القعدة سنة (60) للهجرة أرسل مسلم بن عقيل (عليه السلام) رسالة إلى الإمام الحسين (عليه السلام) عن أحوال الكوفة وأهلها.

حيـن وصل مسلم بن عقيل (عليه السلام) الى الكوفة أخذ يجمع النّاس ويأخذ البيعة للإمام الحسين (عليه السلام) وتوالت الوفود تقدم ولاءها، والجماهيـر تعلن عن استبشارها، وقد لاحظ كيف أنّ النّاس كانوا يبكون وهم يستمعون الى رسالة الإمام الحسين (عليه السلام) التـي فيها يحيّيهم، ويعلن استعداده للقدوم إليهم وقيادة الثورة على الحكم الطاغي.

وبعد أن لاحظ مسلم (عليه السلام) كثـرة الأنصار بادر بالكتابة إلى الإمام الحسين (عليه السلام) ناقلا إليه صورةً حيّة للأحداث والوقائع التي تجري أمام عينيه في الكوفة، وقد بايَعَهُ ثَمانِيَةَ عَشَرَ ألفا ـ فأرسل كِتابا إلى الإمام الحُسَين (عليه السلام) جاء فيه: أمّا بَعدُ فَإِنَّ الرّائِدَ لا يَكذِبُ أهلَهُ، وقَد بايَعَني مِن أهلِ الكوفَةِ ثَمانِيَةَ عَشَرَ ألفا، فَعَجِّلِ الإِقبالَ حيـنَ يَأتيكَ كِتابي؛ فَإِنَّ النّاسَ كُلَّهُم مَعَكَ، لَيسَ لَهُم في آلِ مُعاوِيَةَ رَأيٌ ولا هَوى، وَالسَّلامُ. أعيان الشيعة: ج1، ص584.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحـادي عشر من شهر ذي القعدة

ولادة الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام)

في مثــــل هــذا اليوم الحـادي عشر من شهر ذي القعدة أشرقت الأرض بنور الإمــام علي بـن مـــوسـى الرضا (عليه السلام) سنة (148) للهجرة في المدينة المنورة.

هو الإمام الثامن من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) تولى الإمامة بعد شهادة أبيه الإمام الكاظم (عليه السلام) سنة (183) للهجرة، واستمرّت إمامته قرابة (20) عامّا حيث شهادته سنة (203). له عدة ألقاب منها الزكيّ، الرضيّ، الوليّ، الوفيّ، الفاضل، الصابر، وأشهرها الرضا، كنيته أبو الحسن الثاني.

كان الإمام الرضا (عليه السلام) يُقيم في المدينة المنورة، وبعدها انتقل إلى خراسان بأمر من المأمون العباسي؛ ليكون تحت أنظاره، وعند مروره بمدينة نيشابور روى حديث سلسلة الذهب المشهور.

عُرف عند أهل زمانه بالزهد والعبادة والإحسان للمستضعفين، وكذلك اشتهر بسعة علمه ومعارفه؛ وهذا ما كشفته مناظراته التي كان يقيمها المأمون العباسي بينه وبين كبار علماء المذاهب والأديان.

تميَّـز الإمام الرضا (عليه السلام)، بمقدرته على مخاطبة كل قوم بلغته، وهذا قد تضافرت به الروايات فعن اسماعيل السندي أنه قال سمعت بالهند إنّ لله في العرب حجّة، فخرجت في طلبه، فدللت على الرضا (عليه السلام) فقصدته، وأنا لا أحسن العربية، فسلّمت عليه بالسنديّة، فردّ عليَّ بلغتي، فجعلت اُكلمه بالسندية، وهو يردّ عليَّ بها، وقلت له: إنّي سمعت أنّ لله حجّة في العرب، فخرجتُ في طلبه، فقال: أنا هو، ثمّ قال لي: سلْ عمّا أردته، فسألته عن مسائل فأجابني (عليه السلام)، عنها بلغتـي.

وقال أبو الصّلت الهروي: ’’ كان الرضا (عليه السلام) يُكلّم النّاس بلغاتهم، فقلت له في ذلك، فقال: يا أبا الصّلت، أنا حجّة الله على خلقه، وما كان الله ليتّخذ حُجّة على قوم وهو لا يعرف لُغاتهم، أو ما بلغك قول أمير المؤمنين (عليه السلام) أُوتينا الخطاب وهل هو إلّا معرفته للُّغات). مناقب ال أبي طالب: ج3، ص446.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اليوم الثالث والعشرين من شهر ذي القعدة

غزوة بني قريضة

في مثل هذا اليوم الثالث والعشرين من شهر ذي القعدة وقعت غزوة بني قريضة وهي آخر غزوة خاضها النبي الأكـرم (صلى الله عليه وآله) ضد يهـود المدينـة في السنـة الخامسـة للهجـرة.

السبب كان غدر بني قريضة بالمسلمين في معركة الخندق رغم العهود والمواثيق التي كانت بين المسلمين وبني قريضة وهجومهم على نساء المسلمين أثناء انشغال المسلمين في حماية المدينة حول الخندق ومحاولتهم فتح ثغرة لتمر الأحزاب لداخل المدينة والقضاء التام على المسلمين.

حوصرت قلاع بني قريضة واستسلم مقاتلوها بعد حصار دام شهراً، و قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين سألوه أن يحكم فيهم رجلا اختاروا من شئتم من أصحابي فاختاروا سعد بن معاذ فرضي بذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فنزلوا على حكم سعد بن معاذ فأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بسلاحهم فجعل في قبته، و أمر بهم فكتفوا و أوثقوا و جُعلوا في دار أسامة، وبعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى سعد بن معاذ فجيء به فحكم فيهم بأن يقتل مقاتليهم و تسبى ذراريهم و نساؤهم و تغنم أموالهم و أن عقارهم للمهاجرين دون الأنصار، و قال للأنصار إنكم ذوو عقار و ليس للمهاجرين عقار فكبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) و قال لسعد لقد حكمت فيهم بحكم الله عز و جل.

مجمع البيان: ج8، 552.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اليوم الخامس والعشرين من شهر ذي القعدة

دحو الأرض

في مثل هذا اليوم الخامس والعشرين من شهر ذي القعدة دحيت الأرض من تحت الكعبة، ودحو الأرض مصطلح يطلق على انبساط الأرض وامتدادها وتؤكّد الروايات وقوع الكثير من الحوادث والمناسبات العظيمة في هذا اليوم، كولادة بعض الأنبياء (عليهم السلام)، قال الله عَزَّ وجَلَّ: ﴿وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا﴾

يوم دحو الأرض يوم مبارك ويُستحب فيه الصوم، فعَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي وأَنَا غُلَامٌ فَتَعَشَّيْنَا عِنْدَ الرِّضَا (عليه السلام) لَيْلَةَ خَمْسٍ وعِشْرِينَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ. فَقَالَ لَهُ: لَيْلَةُ خَمْسٍ وعِشْرِينَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ وُلِدَ فِيهَا إِبْرَاهِيمَ، ووُلِدَ فِيهَا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، وفِيهَا دُحِيَتِ الْأَرْضُ مِنْ تَحْتِ الْكَعْبَةِ، فَمَنْ صَامَ ذَلِكَ الْيَوْمَ كَانَ كَمَنْ صَامَ سِتِّينَ شَهْراً).

ورُوِيَ عَنْ الإمام مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ (عليه السلام) أَنَّهُ قَالَ: فِي خَمْسٍ وعِشْرِينَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ أَنْزَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ، فَمَنْ صَامَ ذَلِكَ الْيَوْمَ كَانَ كَفَّارَةَ سَبْعِينَ سَنَةً، وهُوَ أَوَّلُ يَوْمٍ أُنْزِلَ فِيهِ الرَّحْمَةُ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى آدَمَ.

وعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الصَّيْقَلِ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا أَبُو الْحَسَنِ ـ يَعْنِي الرِّضَا (عليه السلام) فِي يَوْمِ خَمْسَةٍ وعِشْرِينَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ، فَقَالَ: صُومُوا، فَإِنِّي أَصْبَحْتُ صَائِماً. قُلْنَا: جُعِلْنَا فِدَاكَ، أَيُّ يَوْمٍ هُوَ؟ قَالَ: " يَوْمٌ نُشِرَتْ فِيهِ‏ الرَّحْمَةُ، ودُحِيَتْ فِيهِ الْأَرْضُ، ونُصِبَتْ فِيهِ الْكَعْبَةُ، وهَبَطَ فِيهِ آدَمُ.

هذا وقد ذكر في بعض كتب الأدعية وأعمال الأيام أنّ زيارة الإمام الرضا (عليه السلام)

 في يوم دحو الأرض من أفضل الأعمال المستحبّة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

خروج النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) لأداء فريضة الحج

في مثل هذا اليوم الخامس والعشرين من شهر ذي القعدة سنة عشرة للهجرة خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج وهي أول وأخر حجة له وتسمى بحجة الوداع.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

خـروج الإمـام الرضـا (عليه السلام) مـن المدينـة المنـورة إلـى خراسـان

في مثل هذا اليوم الخامس والعشرين من شهر ذي القعدة سنة (200) للهجرة خرج الإمام الرضا (عليه السلام)

من المدينة المنورة إلى خراسان بأمر من المأمون العباسي ليكون الإمام (عليه السلام) تحت ناظريه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ولادة محمد بن أبي بكر (رحمه الله)

في مثل هذا اليوم الخامس والعشرين من شهر ذي القعدة سنة (10) للهجرة ولد محمد بن أبي بكر (رحمه الله) ربيب أمير المؤمنين (عليه السلام).

محمد بن أبي بكر من خواص أصحاب الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) أبوه أبو بكر وأمه أسماء بنت عميس، وكانت زوجة جعفر بن أبي طالب، وبعد استشهاده تزوجت من أبي بكر، ثم تزوجها الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد وفاة أبي بكر، فنشأ محمد تحت رعاية الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، وتربى في كنفه وكان يرى الخلافة للإمام علي (عليه السلام) بعد النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وقد بايع أمير المؤمنين (عليه السلام)، بعد مقتل عثمان وكان يرفض خلافة أبيه. له مكانة مرموقة عند أمير المؤمنين وأولاده (عليهم السلام) كما أنهم كانوا يبجلونه. ولاّه أمير المؤمنين (عليه السلام) حكم مصر، لكن قتله رجل ناصبي بأمر من عمرو بن العاص حيث استشهد في مصر سنة (38) للهجرة على يد معاوية بن حديج على قولٍ  وهو عطشان.

الاستيعاب في معرفة الاصحاب: ج3، ص1366.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اليوم الأخير من شهر ذي القعدة

شهادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)

في اليوم الأخير من شهر ذي القعدة من سنة (220) للهجرة على المشهور استشهد الإمام محمّد بن عليّ الجواد (عليهما السلام) في بغداد، وقد سمّه المعتصم العبّاسي، وكانت شهادته بعد سنتين ونصف من هلاك المأمون، كما كان الإمام نفسه (عليه السلام) يتنبّأ بذلك فيقول:
«الفَرَجُ بَعْدَ المأمُون بِثَلاثينَ شَهراً » تشعر هذه الكلمة بما كان يعانيه من الاذى والمحن من سوء معاشرة هؤلاء له حتّى اعتبر الموت فرجه الذي يترقّبه كما عانى من المحن ما عاناه أبوه الإمام الرّضا (عليه السلام) حينما ولّي العهد، وكان دائم الكآبة والغمّ حتّى قضى نحبه، وقد استشهد الإمام محمّد بن عليّ الجواد (عليهما السلام) وله من العمر خمس وعشرون سنة وبضعة أشهر، ويقع قبره الشّريف بجنب قبر جدّه الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) في الكاظميّة.