اليوم الأول من شهر رمضان
وفاة عثمان بن سعيد (رحمه الله)
فـي مثل هذا اليوم الأول من شهر رمضان المبارك سنة 267هـ، توفـى أبو عمرو عثمان بن سعيد العمري، السفيـر الأول للإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف ووالد النائب الثاني الذي حلّ محلّه بعد وفاته، ويُعدّ أبو عمرو من أصحاب الإماميـن الهادي والعسكري عليهما السلام قال قوم من الشيعة: إن أبا محمد الـحسن بن علـي عليه السلام قال: (لا يجمع علـى امرئ بيـن عثمان وأبو عمرو) وأمر بكسر كنيته، فقيل العمري، ويقال له: العسكري أيضا، لإنه كان من عسكر سر من رأى، ويقال له: السمان، لإنه كان يتجر فـي السمن تغطية علـى الامر، وكان الشيعة إذا حملوا إلى أبي محمد عليه السلام ما يجب عليهم حمله من الاموال أنفذوا إلـى أبي عمرو، فيجعله فـي جراب السمن وزقاقه ويحمله إلـى أبي محمد عليه السلام تقية وخوفا. الغيبة: ج1، ص354.
وعندما بدأت إمامة الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف سنة 260 هـ تولـى عثمان بن سعيد نيابته، فاتخذ بغداد مركزا لنشاطه، وکان له وكلاء فـي مختلف المدن، واستمرت نيابته سبع سنوات حتـی توفـي فـي الأول من شهر رمضان المبارك سنة 267هـ، فتولـی النيابة ولده محمد، وذكر أن الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف بعث برسالة تعزية لمـحمد بن عثمان بعد وفاة أبيه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اليوم الثاني من شهر رمضان
تولـي الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) ولاية عهد المأمون
في مثل هذا اليوم الثاني من شهر رمضان المبارك سنة 201هـ، تولى الإمام الرضا عليه السلام ولاية عهد المأمون العباسـي على روايةٍ.
عرض المأمون ولاية العهد على الإمام عليه السلام فرفضها لكنّه وبعد إصرار المأمون وتـهديده بقتله قبلها لمّا عَرف أنّ رفضه لها سيودي بحياته ويُعّرض العلوييـن وشيعته إلى الـخطر ومن المعلوم أنّ الإمام عليه السلام هو أحرص علـى حياته لشيعته ومحبيه قَبِل ولاية العهد مُكرها وعلى شروط.
روى الراوندي في كتابه الـخرائج والـجرائح ج2، ص767: أنّ رجلاً من الـخوارج قال للإمام الرضا عليه السلام «أخبرني عن دخولك لهذا الطاغية (المأمون) فيما دخلت له وهم عندك كفار، وأنت ابن رسول الله، فما حملك على هذا؟ فقال له أبو الحسن عليه السلام : أرأيتك هؤلاء أكفر عندك أم عزيز مصر وأهل مملكته؟ أليس هؤلاء علـى حال يزعمون أنّـهم موحّدون، وأُولئك لم يوحدوا الله ولم يعرفوه؟ ويوسف بن يعقوب نبـي ابن نبـي ابن نبـي، فسأل العزيز وهو كافر فقال: (اجْعَلْنِي عَلـَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ) وكان يجلس مجلس الفراعنة، وإنّما أنا رجل من ولد رسول الله أجبرني على هذا الأمر وأكرهني عليه ما الذي أنكرت ونقمت عليّ؟ فقال: لا عتب عليك أشهد أنك ابن رسول الله، وأنّك صادق».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اليوم الثالث من شهر رمضان
غزوة تبوك سنة 9 للهجرة
فـي مثل هذا اليوم الثالث من شهر رمضان المبارك حدثت غزوة تبوك وهــي الغزوة الأخيـرة للنبـي الأكرم صلى الله عليه وآله فـي السنة 9 هـ، فقد جهّز صلى الله عليه وآله جيش المسلميـن فـي عام العسرة وخرج بـهم إلـى ملاقاة الروم الذين تجهزوا للهجوم علـى المدينة المنورة، كان عدد جيش المسلمين ثلاثيـن ألفاً.
تخلّف بعض المنافقيـن عن هذه الغزوة ونزلت الكثيـر من آيات سورة التوبة فيهم، والتحق بعض المنافقيـن بجيش المسلميـن وقد قاموا بعدة أمور خيانة لله ورسوله صلى الله عليه وآله وللمؤمنيـن لتثبيط المسلميـن عن الـجهاد.
عند رجوع جيش المسلميـن إلـى المدينة عَمِدَت مجموعة من المنافقيـن إلـى محاولة اغتيال النبـي الأكرم صلى الله عليه وآله فـي العقبة.
أقام رسول اللَّه صلى الله عليه وآله بتبوك بضع عشرة ليلة ولم يجاوزها، ولم يقدم عليه الرومُ والعربُ، فعاد إِلـى المدينة المنورة، ووصل النبـي الأكرم صلى الله عليه وآله إلـى المدينة فـي شهر رمضان المبارك فـي سنة 9 للهجرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اليوم السادس من شهر رمضان
بيعـة النّـاس للإمام الرضا (عليه السلام)
فـي مثل هذه اليوم السادس من شهر رمضان المبارك سنة 201هـ، بايع النّاس الإمام الرضا عليه السلام علـى ولاية العهد بعد أن فرضها عليه المأمون بالـجبـر لأسباب عديدة ذكرت فـي محلها.
فـي حديث طويل ذكر فيه أنه جلس المأمون ووضع للإمام الرضا عليه السلام وسادتيـن عظيمتيـن وأجلس الإمام الرضا عليه السلام عليهما فـي الـخضرة وعليه عمامة وسيف ثم أمر ابنه العباس أن يبايع له فـي أول الناس فرفع الإمام الرضا عليه السلام يده فتلقى بـها وجهه وببطنها وجوههم فقال له المأمون ابسط يدك للبيعة فقال الإمام الرضا عليه السلام إن رسول الله صلى الله عليه وآله هكذا كان يبايع فبايعه الناس ويده فوق أيديـهم، وقام الـخطباء والشعراء وذكروا ما كان من المأمون فـي أمره وذكروا فضل الإمام الرضا عليه السلام ثمّ دعا أبو عباد بالعباس بن المأمون فوثب وقبّل يد أبيه، ثمّ نودي محمّد بن جعفر بن محمّد، فدنا من المأمون ولم يقبّل يده فأمر بأخذ جائزته، فناداه المأمون: ارجع أبا جعفر إلـى مجلسك، فرجع ثمّ دعا أبو عباد بالعلوييـن والعباسييـن فقبضوا جوائزهم حتّـى نفدت الأموال.
ثمّ قال المأمون للإمام الرضا عليه السلام: أخطب الناس وتكلّم، فحمد اللّه وأثنـى عليه وقال: (إنّ لنا عليكم حقّا برسول اللّه، ولكم علينا حقّ به، فإذا أدّيتم إلينا ذلك وجب علينا الـحكم لكم)، ولم يذكر عنه غيـر هذا المـجلس.
كشف الغمة في معرفة الأئمة: ج2، ص800.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اليوم الثامن من شهر رمضان
خروج النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) لغزوة بدر الكبـرى
فـي مثل هذا اليوم الثامن من شهر رمضان المبارك سنة (2) للهجرة خرج النبـي الأكرم صلى الله عليه وآله لغزوة بدر الكبـرى، والتـي هـي أولـى معارك المسلمين ضد مشركـي قريش بعد هجرة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله إلـى المدينة وكانت بقيادته، وكانت الواقعة فـي 17 من شهر رمضان للسنة الثانية من الهجرة في منطقة بدر، وقد انتصر المسلمون فـي هذه الواقعة علـى خصومهم، بقتلهم وأسرهم عدداً من كبار جيش المشركيـن، ولقد عزز هذا النصر من مكانة المسلميـن في المدينة المنورة.
ويذكر المؤرخون إن من أهم أسباب انتصار المسلميـن هو البطولات والتضـحيات التـي قدمها المسلمون وعلى رأسهم أميـر المؤمنيـن علـي بن أبي طالب عليه السلام وحمزة سيد الشهداء. وهذه الغزوة هـي إحدى الغزوات التي ذُكرت فـي القرآن الكريم والتـي اعتبـرها نموذجا للإمداد الإلهـي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اليوم العاشر من شهر رمضان
وفاة خديجة الكـبرى (عليها السلام)
فـي مثل هذا اليوم العاشر من شهر رمضان المبارك انتقلت الـى جوار ربـها أم المؤمنيـن خديجة الكبـرىعليها السلام
السيدة خديجة عليها السلام من سادات قريش وأشرافها، وأم المؤمنيـن وزوجة النبي صلى الله عليه وآله وهـي أول امرأة تزوجها وأول الـخلق إسلاماً بإجماع المسلميـن لم يتقدمها رجل ولا امرأة غيـر الإمام علـي بن أبي طالب عليه السلام وكانت تدعـى فـي الـجاهلية الطاهرة، تزوجها النبـي الأكرم صلى الله عليه وآله وهو فـي الـخامسة والعشرين من عمره، فولدت له صلى الله عليه وآله القاسم وكان يكنّـى به، وعبد الله وهو الطاهر والطيب وفاطمة الزهراء عليها السلام.
وقفت السيدة خديجة عليها السلام إلـى جانب النبـي الأكرم صلى الله عليه وآله مساعدةً ومعاضدةً حتـى أنفقت ثروتـها الطائلة فـي نجاح الرسالة وتحقيق الأهداف التـي كان يرومها، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله شديد الـحب لها ولم يفتأ يذكرها ويثنـي عليها
توفيت عليها السلام فـي مكة قبل الهجرة بثلاث سنيـن عن سن ناهز الـخامسة والستيـن علـى قولٍ، فكانت وفاتـها مصيبة عظيمة أحزنت رسول الله صلى الله عليه وآله ودفعته إلـى أن يسمـّي ذلك العام الذي توفـي فيه ناصراه وحامياه، ورفيقا (زوجته خديجة وعمـه أبو طالب) بعام الـحزن، وأن ينـزل صلى الله عليه وآله عند دفنها فـي حفرتـها، ويدخلها القبـر بيده، فـي الـحجون، وكان قد كفنها برداء له ثم برداء من الـجنة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اليوم الثاني عشر من شهر رمضان
المؤاخاة بيـن المهاجرين والأنصار
فـي مثل هذا اليوم الثاني عشر من شهر رمضان المبارك آخى النبـي الأكرم (صلى الله عليه وآله) بيـن المهاجرين والأنصار فـي المدينة المنورة فـي السنة الأولـى من الهجرة.
المؤاخاة بيـن الصـحابة هو عهد وميثاق للأخوة عقده رسول الله (صلى الله عليه وآله) لصحابته وقد اختار النبـي الأكرم (صلى الله عليه وآله) أميـر المؤمنيـن علـي بن أبي طالب (عليه السلام) أخاً له، وقد تواترت الروايات عند المسلميـن علـى ذلك، ولم تكن المؤاخاة جزافية وبدون معيار؛ بل كانت على أساس المماثلة والمشاكلة بيـن الشـخصيـن المتآخييـن.
قال النبـي الأكرم (صلى الله عليه وآله): (تآخَوْا فِـي اللَّهِ أخَوَيْن أخَوَيْن ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ: هَذَا أَخِـي) سيرة ابن هشام ج2، ص10.
أن المسلميـن لما هاجروا من مكة إلـى المدينة وقطع الإسلام كل روابطهم وعلاقاتـهم بأقاربـهم وأقوامهم المشركيـن الذين كانوا فـي مكة تماما، فقد أجري النبـي الأكرم (صلى الله عليه وآله) بأمر الله عقد المؤاخاة بينهم وعقد عهد المؤاخاة بيـن المهاجرين والأنصار، وكان يرث أحدهم الآخر كالأخوين الـحقيقييـن، إلّا أن هذا الـحكم كان مؤقتاً وخاصاً بحالة استثنائية جدا، فلما اتسع الإسلام وعادت العلاقات السابقة تدريجيا لم تكن هناك ضرورة لاستمرار هذا الـحكم، فنـزلت الآية ﴿وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللهِ﴾ وألغت نظام المؤاخاة الذي كان يحل محل النسب، وجعل حكم الإرث وأمثاله مختصا بأولي الأرحام الـحقيقييـن.
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل: ج13، ص162.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اليوم الرابع عشر من شهر رمضان
استشهاد المختار الثقفي (رحمه الله)
فـي مثل هذا اليوم الرابع عشر من شهر رمضان المبارك سنة 67هـ استشهد المختار الثقفي.
هو المختار بن أبي عبيدة بن مسعود بن عمير الثقفي، امه دومة بنت وهب بن عمر بن معتب، لمّا حملت بالمختار، قالت: رأيت في النوم قائلاً يقول:
ابشري بالولد **أشبه شيء بالأسد**إذا الرجال في كبد**تقاتلوا على بلد.
ولد فـي السنة الأولـى من الهجرة، نشأ مقداماً شجاعاً لا يتّقي شيئاً، وكان صاحب عقل وافر، وجواب حاضر، ونفس بالسخاء موفورة، وفطرة تدرك الأشياء بفراستها، وهمّه تعلو علـى الفراقـد بنفاستها، وحدس مصيب، وكفّ في الحروب مجيب، ومارس التجارب فحنكته، ولابس الـخطوب فهذّبته.
روي عن الأصبغ بن نباتة أنّه قال: رأيت المختار علـى فخذ أمير المؤمنين عليه السلام وهو يمسح رأسه ويقول: «يا كيّس يا كيّس»، فسمّي كيسان. بحار الانوار: ج45، ص351.
ثار ضد بني أمية، وقتل قتلة الإمام الحسين عليه السلام وأقام حكومته في الكوفة واستمرت ثمانية عشر شهراً.
وردت الكثيـر من الروايات فـي مدحه منها: عن علي بن الحسين عليه السلام أنه لما أتـى برأس عبيد اللَّه بن زياد ورأس عمر بن سعد خر ساجدا وقال: (الحمد لله الذي أدرك لي ثأري من أعدائي وجزى المختار خيرا) الـوافي: ج25، ص693.
عن أبي جعفر الباقر عليه السلام أنه قال: (لا تسبوا المختار فانه قتل قتلتنا وطلب بثأرنا وزوج أراملنا وقسم فينا المال على العسرة) بحار الأنوار: ج45، ص343.
استشهد على يد مصعب بن الزبير سنة 67هـ في الكوفة وكان عمره 67 عاماً.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اليوم الـخامس عشر من شهر رمضان
ولادة الإمام الـحسن الـمجتبـى (عليه السلام)
فـي مثل هذا اليوم الـخامس عشر من شهر رمضان المبارك سنة 3 للهجرة ولد الإمام الـحسن بن علـي عليه السلام ثاني أئمة أهل البيت عليهم السلام ورابع أصحاب الكساء عليهم السلام.
ذكرت الأخبار أنَّ النبــي الأكرم صلى الله عليه وآله سمّاه حسنا بأمر الله عز وجل، وكان يحبه كـــثيرا.
عمره: (47) سنة أمضى منها (7) سنين مــع جده الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وأمه الزهراء عليها السلام
و (37) منها مع أبيه أميـر المؤمنيـن عليه السلام، وبقي بعد أبيه عليه السلام (10) سنوات.
تـولـى الإمام الـحسن عليه السلام الإمامة فـي 21 رمضان سنة 40 هـ بعد استشهاد أمـــيـر المــــؤمنيـن عليه السلام
وبايعه فـي اليوم نفسه أكثـر من أربعيـن ألف شـخص.
أشهر ألقابه: الـمجتبـى، الزكـي، الناصـح، الولـي، السبط الأكبـر، سيد شباب أهل الـجنة، السيد.
كنيته: أبو محمد. محل ولادته: المدينة المنورة. نقش خاتمه: العزة لله.
مدة إمامته: (10) سنوات، أي من يوم (21) شهر رمضان المبارك سنة (40) هجرية وحتـى يوم (7) شهر صفر سنة (50) هجرية.
من زوجاته: أُم بشر بنت أبي مسعود المـخزومي وجعدة بنت الأشعث الكندي أم كلثوم بنت الفضل بن العباس خولة بنت منظور.
شهادته: يوم الـخميس (7) من شهر صفر سنة (50) هجرية.
سبب شهادته: السم الذي سقي من قبل زوجته جعدة بنت الأشعث بأمر من معاوية بن أبي سفيان.
قبـره: فـي مقبـرة البقيع فـي المدينة المنورة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خروج مسلم بن عقيل عليه السلام لأهل الكوفة
في مثل هذا اليوم الخامس عشر من شهر رمضان المبارك سنة 60هـ، خرج مسلم بن عقيل بن أبي طالب عليه السلام رسولا عن الإمام الحسين عليه السلام لأهل الكوفة.
بعد أن تواردت كتب أهل الكوفة الى الإمام الـحسين عليه السلام يدعونه الى القدوم ويعاهدونه على المبايعة اختار الإمام الـحسين عليه السلام مسلم بن عقيل عليه السلام لأخذ البيعة منهم وليستعلم حالهم فدفع اليه كتاب جاء فيه (بِسمِ اللّه ِ الرَّحمنِ الرَّحيم مِنَ الـحُسَينِ بنِ عَلِـيٍّ إلَى المَلأِ مِنَ المُؤمِنيـنَ، سَلامٌ عَلَيكُم! أمّا بَعدُ، فَإِنَّ هانِئَ بنَ هانِئٍ وسَعيدَ بنَ عَبدِ اللّه ِ قَدِما عَلـَيَّ بِكُتُبِكُم فَكانا آخِرَ مَن قَدِمَ عَلـَىَّ مِن عِندِكُم، وقَد فَهِمتُ الَّذي قَد قَصَصتُم وذَكَرتُم ولَستُ اُقَصِّرُ عَمّا أحبَبتُم، وقَد بَعَثتُ إلَيكُم أخي وَابنَ عَمّي وثِقَتي مِن أهلِ بَيتي مُسلِمَ بنَ عَقيلِ بنِ أبي طالِبٍ، وقَد أمَرتُهُ أن يَكتُبَ إلَيَّ بِحالِكُم ورَأيِكُم ورَأيِ ذَوِي الحِجا وَالفَضلِ مِنكُم، وهُوَ مُتَوَجِّهٌ إلى ما قِبَلَكُم إن شاءَ اللّه ُ تَعالى وَالسَّلامُ، ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّه ِ، فَإِن كُنتُم عَلى ما قَدِمَت بِهِ رُسُلُكُم وقَرَأتُ في كُتُبِكُم فَقوموا مَعَ ابنِ عَمّي وبايِعوهُ وَانصُروهُ ولا تَخذُلوهُ. فَلَعَمري لَيسَ الإِمامُ العادِلُ بِالكِتابِ وَالعادِلُ بِالقِسطِ كَالَّذي يَحكُمُ بِغَيرِ الحَقِّ ولا يَهدي ولا يَهتَدي، جَمَعَنَا اللّه ُ وإيّاكُم عَلَى الهُدى، وألزَمَنا وإيّاكُم كَلِمَةَ التَّقوى، إنَّهُ لَطيفٌ لِما يَشاءُ، وَالسَّلامُ عَلَيكُم ورَحمَةُ اللّه ِ وبَرَكاتُهُ. ثُمَّ طَوَى الكِتابَ وخَتَمَهُ).
ودَعا بِمُسلمِ بنِ عَقيلٍ عليه السلام فَدَفَعَ إلَيهِ الكِتابَ، وقالَ لَهُ : إنّي مُوَجِّهُكَ إلى أهلِ الكوفَةِ وهذِهِ كُتُبُهُم إلَيَّ ، وسَيَقضِي اللّه ُ مِن أمرِكَ ما يُحِبُّ ويَرضى ، وأنَا أرجو أن أكونَ أنَا وأنتَ في دَرَجَةِ الشُّهَداءِ ، فَامضِ عَلى بَرَكَةِ اللّه ِ حَتّى تَدخُلَ الكوفَةَ، فَإِذا دَخَلتَها فَانزِل عِندَ أوثَقِ أهلِها ، وَادعُ النّاسَ إلى طاعَتي وَاخذُلهُم عَن آلِ أبي سُفيانَ ، فَإِن رَأَيتَ النّاسَ مُجتَمِعينَ عَلى بَيعَتي فَعَجِّل لي بِالخَبَرِ حَتّى أعمَلَ عَلى حَسَبِ ذلِكَ إن شاءَ اللّه تَعالى . ثُمَّ عانَقَهُ الإمام الحُسَينُ عليه السلام ووَدَّعَهُ وبَكَيا جَميعا.
مقتل الحسين (ع) للخوارزمي: ج 1 ص 195.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اليوم السابع عشر من شهر رمضان
عروج النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) إلى السماء
في مثل هذا اليوم السابع عشر من شهر رمضان المبارك قبل الهجرة بستــة أشهـــر عُــرج بالنبــي الأكــرم صلى الله عليه وآله إلى السماء.
لقد أُسري بالنبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله بروحه وجسده من مكّة المكرّمة إلى بيت المقدس، ثمّ عُرج به صلى الله عليه وآله من بيت المقدس إلى السماء وذلك قبل الهجرة بستة أشهر على روايةٍ.
الاسراء والمعراج لرسول الله صلى الله عليه وآله من جملة الأحداث التي أشار إليها القرآن الكريم، حيث ذكرت في سورة الإسراء كما في قوله تعالى (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَه مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)وقد وردت الحادثة بشكل متواتر في أحاديث الشيعة والسنة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معركة بدر الكبرى
في مثل هذا اليوم السابع عشر من شهر رمضان المبارك في السنة الثانية للهجرة، وقعت معركة بدر الكبرى بين المسلمين بقيادة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) من جهة، وبين مشركي قريش من جهة أخرى.
كان عددُ المسلمين في غزوة بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، معهم فَرَسان وسبعون جملاً، وكان تعدادُ جيش قريش ألفَ رجلٍ معهم مئتا فرس، أي كانوا يشكِّلون ثلاثة أضعاف جيش المسلمين من حيث العدد تقريباً. وانتهت غزوة بدر بانتصار المسلمين على قريش وقتل قائدهم عمرو بن هشام، وكان عدد من قُتل من قريش في غزوة بدر سبعين رجلاً كان ثلثهم بسيف أمير المؤمنين (عليه السلام)، وأُسر منهم سبعون آخرون، أما المسلمون فلم يُقتل منهم سوى أربعة عشر رجلاً، ستة منهم من المهاجرين وثمانية من الأنصار. تمخَّضت عن غزوة بدر عدة نتائج نافعةٍ بالنسبة للمسلمين، منها أنهم أصبحوا مهابين في المدينة وما جاورها، وأصبح لدولتهم مصدرٌ جديدٌ للدخل وهو غنائم المعارك، وبذلك تحسّن حالُ المسلمين الماديّ والاقتصاديّ والمعنويّ.
تعد غزوةُ بدر أولَ معركةٍ من معارك الإسلام الفاصلة، وقد سُميت بهذا الاسم نسبةً إلى منطقة بدر التي وقعت المعركة فيها، وبدر بئر مشهورةٌ تقع بين مكة المكرمة والمدينة المنورة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التاسع عشر من شهر رمضان
جرح أمير المؤمنين (عليه السلام)
في صبيحة مثل هذا اليوم التاسع عشر من شهر رمضان المبارك سنة 40 هـ، جُرح أمير المؤمنين (عليه السلام)
وهو في صلاته على يد أشقى الأولين والآخرين عبد الرحمن بن ملجم المرادي (لعنه الله).
عن الشريف الرضي (رحمه الله) في كتابه خصائص الائمة (عليهم السلام) ص63 بإسناد مرفوع إلى الحسن بن أبي الحسن البصري قال: سهر علي (عليه السلام) في الليلة التي ضرب في صبيحتها، فقال: إني مقتول لو قد أصبحت، فجاء مؤذنه بالصلاة فمشى قليلا فقالت ابنته زينب يا أمير المؤمنين مر جعدة [جعدة بن هبيرة ابن اخت أمير المؤمنين (عليه السلام) وامه أم هاني بنت أبي طالب وكان فقيها فارسا شجاعا ذا لسان] يصلي بالناس فقال: لا مفر من الأجل ثم خرج.
وفي حديث آخر قال: جعل (عليه السلام) يعاود مضجعه فلا ينام، ثم يعاود النظر في السماء، ويقول: «والله ما كذبت ولا كذبت، وإنها الليلة التي وعدت» فلما طلع الفجر شد إزاره وهو يقول:
أشدد حيازيمك للموت**فإن الموت لاقيكا**ولا تـجـزع مـن المـوت**وإن حــل بواديكا
وروي أن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) لما أراد الخروج من بيته في الصبيحة التي ضُرب فيها خرج إلى صحن الدار استقبلته الإوز فصحن في وجهه فجعلوا يطردوهن، فقال «دعوهن فإنهن صوائح تتبعها نوائح»
وخرج أمير المؤمنين (عليه السلام) وصلى بالناس فبينما هو ساجد ضربه اللعين ابن ملجم على رأسه بالسيف فصاح الإمام (عليه السلام): «فزت ورب الكعبة».
ونادى جبرئيل (عليه السلام) بين السماء والأرض بصوت يسمعه كل مستيقظ : « تهدمت والله أركان الهدى، وانطمست والله نجوم السماء و أعلام التقى، وانفصمت والله العروة والوثقى، قتل ابن عم محمد المصطفى، قتل الوصي المجتبى ، قتل علي المرتضى ، قتل والله سيد الأوصياء ، قتله أشقى الأشقياء».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اليوم العشرين من شهر رمضان
فتح مكة المكرمة
في مثل هذا اليوم العشرين من شهر رمضان المبارك سنة 8 للهجرة، فتح المسلمون بقيادة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله مكة المكرمة.
بعد ما انتهكت قريش الهدنة التي كانت بينهم وبين المسلمين في صلح الحديبية وذلك بمساعدة قريش لقبيلة كنانة الذين قاموا بمهاجمة قبيلة خزاعة، فنقضت بذلك بنود صلح الحديبية فجهّز النبي الأكرم صلى الله عليه وآله جيشا مكونا من 10.000 مقاتل من المهاجرين والأنصار لفتح مكة المكرمة فدخلت قوات المسلمين من الجهات الأربع لـ مكة المكرمة حيث أنّهم لم يجدوا أي مقاومة ودخلوا مكة المكرمة من دون أي قتال.
عندما دخل الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله مكّة المكرمة قام بالطواف حول البيت وتحطيم الأصنام، وقام أيضا بطمأنة الناس وأعطاهم العفو العام.
أسلم الكثير من الناس بعد هذا الفتح وبهذا سقطت المقاومة الجاهلية وانهار صرح الشرك وانتهت مقاطعة قريش للمسلمين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اليـوم الحادي والعشرين من شهر رمضان
شهادة أمـير المؤمنين (عليه السلام)
فـي مثـل هـذا اليــوم الحادي والعشرين من شهر رمضان المبارك كــــانت شهادة أمير المؤمنين عليه السلام بالكوفة سنة أربعين من الهجرة متأثراً بضربة الخارجي عبد الرحمن ابن ملجم -لعنه الله- وله من العمر ثلاث وستون سنة كعمر رسول الله صلى الله عليه وآله.
قال الشيخ المفيد في كتابه "الإرشاد": (وكانت وفاة أمير المؤمنين عليه السلام قبيل الفجر من ليلة الجمعة ليلة إحدى وعشرين من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة قتيلاً بالسيف قتلة ابن ملجم المرادي - لعنه الله - في مسجد الكوفة ... وتولى غسله وتكفينه ابناه الحسن والحسين (عليهما السلام) بأمره وحملاه إلى الغري من نجف الكوفة فدفناه هناك وعفَّيا موضع قبره بوصية كانت منه إليهما في ذلك لما كان يعلمه (عليه السلام) من دولة بني أمية من بعده واعتقادهم في عداوته وما ينتهون إليه بسوء النيات فيه من قبيح الفعال والمقال بما تمكنوا من ذلك.
الإرشاد: ج1، ص10.