اليوم الثاني من شهر شعبان
خروج النبـي الأكرم صلى الله عليه وآله لغزوة بنـي المصطلق
فـي مثل هذا اليوم الثاني من شهر شعبان المعظم خرج النبـي الأكرم صلى الله عليه وآله لغزوة بنـي المصطلق سنة (5) للهجرة .
بنو المصطلق هم إحدى بطون قبيلة خزاعة، وبنو المصطلق قبل مجـيء الإسلام، كانت تقطن بمّر الظهران، وهذه المنطقة بينها وبيـن مكة المكرمة ثلاثة عشر ميلاً، وهـي تقدر بحوالـي 80 كيلو متـرا.
بلغ رسول الله صلى الله عليه وآله أنّ "بنـي المصطلق" يعدون العدة ويجمعون الـجموع لغزو المدينة المنورة، وقد أطمعهم فـي ذلك انتصار المشركيـن فـي غزوة أُحد، فأرسل النبـي الأكرم صلى الله عليه وآله بعض عيونه ليتحسس الموقف ويتعرف علـى صدق الأنباء التـي بلغته، وعاد من أرسلهم الرسول وأخبـروا، فأعد عدته وخرج إليهم فـي شهر شعبان المعظم.
خرج رسول الله صلى الله عليه وآله من المدينة لمباغتة بنـي المصطلق، فخلف عليها "أبا ذر الغفاري"، وقيل "زيد بن حارثة"، وسار حتـى بلغ ماءً لهم يقال له "المريسيع" بناحية "قُديد"، فتـزاحم الناس، واقتتلوا قتالاً شديداً، فهزم الله بنـي المصطلق، وقتل من قتل منهم. وكان شعار المسلمين فـي هذه المعركة هو "يَا مَنْصُورُ أَمِتْ أَمِتْ"
بعد انتهاء المعركة بيـن جيش المسلميـن وبنـي المصطلق، ـ والتـي أدت إلـى دخول بنـي المصطلق فـي الإسلام بما فيهم قائدهم الـحارث ابن أبي ضرار، وقعت هنالك مشكلتان أنست المسلمين النصر في هذه الغزوة الاولـى الفتنة بيـن المهاجرين والأنصار، الثانية حديث الإفك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اليوم الثالث من شهر شعبان
ولادة الإمــام الـحســين (عليه السلام)
فـي مثل هذا اليوم الثالث من شهر شعبان المعظم ولد الإمام الـحسين عليه السلام المعروف بسيد الشهداء والمكنـى بأبي عبد الله سنة 4 للهجرة.
لما ولد الإمام الـحسين عليه السلام أُخبـر النبـي الأكرم صلى الله عليه وآلهبه، فجاءه، وأخذه، وأذن فـي أذنه اليمنـى، وأقام فـي أذنه اليسرى، واستبشر به، وعق عنه كبشاً، وفـي رواية كبشيـن، وقال لأمه: احلقي رأسه، وتصدقـي بوزنه فضة، وافعلـي به كما فعلتِ بأخيه الـحسن»، وأعطى القابلة رجل العقيقة. وزاد البعض: أنه صلى الله عليه وآله حنكه بريقه، ودعا له، وسماه حسيناً، يوم السابع، وقد روي أن: الـحسن والـحسيـن من أسماء أهل الـجنة، لم يكونا فـي الـجاهلية.
الإمام الـحسين عليه السلام ثالث الأئمة المعصوميـن عليهم السلام تولّـى أمر الإمامة لأحد عشر سنة من شهادة الإمام الـحسن عليه السلام سنة 50 للهجرة الـى استشهاده فـي واقعة الطف يوم العاشر من محرم سنة 61 للهجرة،
الإمام الـحسين عليه السلام أحد أصحاب الكساء الذين نزلت في حقهم آية التطهيـر وآية المباهلة، وقد وردت روايات كثيـرة عن النبـي الأكرم صلى الله عليه وآله
في فضله وفضل أخيه الإمام الـحسن عليه السلام، منها: الـحسن والـحسيـن سيدا شباب أهل الـجنّة) و(الـحسن والـحسين امامان قاما اوقعدا).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وصول الإمام الحسين (عليه السلام) إلى مكة المكرمة
في مثل هذا اليوم الثالث من شهر شعبان سنة 60 للهجرة وصل الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته (عليهم السلام) الى مكة المكرمة بعد أن خرج من المدينة المنورة في يوم 28 من شهر رجب من نفس السنة، وذلك بعد امتناعه عن مبايعة يزيد بن معاوية (لعنه الله).
أقام الإمام الحسين (عليه السلام) في مكة المكرمة من الثالث من شهر شعبان وحتى الثامن من شهر ذي الحجة، وقد اختار مكة المكرمة استثماراً لأشهر الحج ليوصل نهضته المباركة والتعريف بأهدافها إلى كل العالم الإسلامي، خرج من مكة المكرمة التروية الثامن من شهر ذي الحجة سنة 61 للهجرة متوجها إلى العراق.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اليوم الرابع من شهر شعبان
ولادة قمـــر بــنـي هـــاشم (عليه السلام)
فـي هذا اليوم الرابع من شهر شعبان ولد العباس بن علـي بن أبي طالب عليهم السلام سنة 26 هـ
وكان أوّل مولود للسيّدة أمّ البنيـن عليها السلام وقد ازدهرت يثـرب، وأشرقت الدنيا بولادته وسرت موجات من الفرح والسرور بيـن أفراد الأسرة العلوية، فقد ولد قمرهم المشرق الذي أضاء سماء الدنيا بفضائله ومآثره، وأضاف إلى الهاشميين مجداً خالداً وذكراً نديّاً عاطراً.
وحينما بُشِّر الإمام أميـر المؤمنيـن عليه السلام بـهذا المولود المبارك سارع إلـى الدار فتناوله، وأوسعه تقبيلاً، وأجرى عليه مراسيم الولادة الشرعية فأذّن فـي أُذنه اليمنى، وأقام فـي اليسرى، لقد كان أوّل صوت قد اختـرق سمعه صوت أبيه رائد الإيمان والتقوى في الأرض.
سمّى الإمام أميـر المؤمنيـن عليه السلام وليده المبارك بالعباس وقد استشفّ من وراء الغيب انه سيكون بطلاً من أبطال الإسلام، وسيكون عبوساً في وجه المنكر والباطل، ومنطلق البسمات في وجه الـخيـر.
حظي العباس - من بيـن أبناء أئمة أهل البيت عليهم السلام بمنزلة كبيـرة فـي الوسط الشيعـي، وأوردت المصادر الكثيـر من فضائله وكرماته علـى لسان أئمة أهل البيت عليهم السلام فكان هو فـي تعبيرهم: (نعم الأخ المواسـي للـحسين، صاحب المنزلة التي يغبطه عليها جميع الشهداء يوم القيامة، نافذ البصيـرة، صُلب الإيمان، العبد الصالـح المطيع لله ولرسوله ولأميـر المؤمنيـن والـحسن والـحسين عليهم السلام.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اليوم الـخامس من شهر شعبان
ولادة الإمـام زين العـابـدين (عليه السلام)
فـي هذا اليوم الـخامس من شهر شعبان المعظم ولد الإمام علـي بن الـحسين المعروف بالسـجاد وزين العابدين سنة 38 للهجرة، وهو رابع أئمة أهل البيت عليهم السلام واستمرت إمامته 34 عاما، من شهادة أبيه الإمام الـحسين عليه السلام سنة 61 هـ الى شهادته سنة 95هـ، اتسمت الفـتـرة التـي عاشها الإمام زين العابدين عليه السلام بكثـرة الأحداث التـي وقعت فـي التاريخ الإسلامي، ومنها واقعة كربلاء حيث كان عليه السلام حاضراً فيها والتـي استشهد خلالها الإمام الـحسين عليه السلام وأهل بيته عليهم السلام ولكن بسبب مرضه لم يتمكن من المشاركة فـي القتال.
للإمام علـي بن الحسين عليه السلام ألقاب عدة، منها: زين العابدين، وذو الثفنات، والسـجاد. كان الإمام عليه السلام يحنّ علـى العبيد فلم يضرب عبداً أو أمة قط، بل كان يتملك العديد منهم ويعتقهم جميعاً في عيد الفطر ويشتري مجموعة أخرى ليعتقها هي الأخرى أيضا.
يذكر التاريخ قيام ثورات عدة في العالم الإسلامي في عصر الإمام السجاد (عليه السلام) منها: ثورة أهل المدينة الشهيرة بواقعة الحرة، وثورة التوابين، وثورة المختار الثقفي.
هناك مجموعة من الآثار التـي نُسبت للإمام زين العابدين عليه السلام وهـي: الصـحيفة السـجادية، ورسالة الـحقوق، والمناجيات الـخمس عشرة، وغيـرها.
استشهد عليه السلام مسموماً بأمر من الوليد بن عبد الملك، في 25 من المـحرم سنة 95 للهجرة ودُفن بمقبـرة البقيع فـي المدينة المنورة إلى جوار عمّه الإمام الـحسن عليه السلام.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اليوم الـحادي عشر من شهر شعبان
ولادة علـي الأكبـر (عليه السلام)
في مثل هذا اليوم الـحادي عشر من شهر شعبان المكرم ولد علي بن الـحسين الملقب بالأكبـر سنة 33 للهجرة في المدينة المنورة، وكانت شهادته مع أبيه الإمام الـحسين عليه السلام في العاشر من المـحرّم سنة 61 للهجرة، ودفن عند رجلـي أبيه عليه السلام وكان عمره عند شهادته (28) عاماً، أمّه ليلـى بنت أبي مرّة.
لم يقتصر الإمام الـحسين عليه السلام على تسمية ولده الأكبـر بعلـي بل سمّـى أولاده الثلاثة باسم (علـي)، وحيـن أبدى مروان انزعاجه من تسمية الإمام الـحسين أكثـر من ولدٍ واحدٍ باسم علـي عليه السلام، وبلغ ذلك الإمام الـحسين عليه السلام قال: (ويلـي علـى ابن الزرقاء، ودباغة الأدم، لو ولد لي مئة، لأحببت أن لا أسمـي أحداً منهم إلا علياً) الصحيح من سيرة الإمام علي: ج17، ص194.
ذكرت بعض المصادر التاريخية أنّه لقب بالأكبـر، وكنـي بأبي الـحسن. وذكرت عن سماته انه كان معتدل القامة عريض المنكبيـن، ابيض اللون مشروب بحمرة، اسود العينيـن كث الـحاجبيـن، إذا مشـى كأنه ينحدر من الأرض، يلتفت بتمام بدنه، نظره إلى الأرض أكثـر من نظره إلى السماء، وتفوح منه رائحة المسك والعنبـر فقد كان اشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله خلقا وخُلقا ومنطقا ولذا حينما خرج الأكبـر للقتال يوم عاشوراء، قال الإمام الـحسين عليه السلام: اللّهمّ اشهدْ على هؤلاء القوم فقد برزَ إليهم غُلامٌ أشبهُ النّاسِ خَلْقَاً وخُلُقاً ومَنْطِقاً برسولك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اليوم الثاني عشر من شهر شعبان
وفاة الـحسين النوبختي (رضوان الله عليه)
في مثل هذا اليوم الثاني عشر من شهر شعبان توفى الحسين بن روح النوبختي سنة 326 هـ، ويكنى بأبي القاسم، وهو السفير الثالث للإمام المهدي (عليه السلام) في زمن الغيبة الصغرى، خلّفه النائب الثاني بأمر من الإمام المهدي (عليه السلام)، واستمرت فترة نيابته إحدى وعشرين سنة تقريباً، كان يحظى باحترام الخاصة والعامة، ورُوي عنه في مصادرنا بعض الأدعية والمسائل الفقهية، إلّا أن الظروف السياسية دفعته إلی العمل بالتقية.
وقد ورد في حقه من الناحية المقدسة (عَرَّفَهُ اللُه الخَيرَ كُلَّهُ وَرِضوَانَهُ، وَأَسعَدَهُ بِالتَّوفِيقِ، وَقَفنَا عَلَى كِتَابِهِ، وَثِقَتُنَا بِمَا هُوَ عَلَيهِ، وَأَنَّهُ عِندَنَا بِالمَنزِلَةِ وَالمَحَلِّ اللَّذَينِ يَسُرَّانِهِ، زَادَ اللُه فِي إِحسَانِهِ إِلَيهِ، إِنَّهُ وَلِيٌّ قَدِيرٌ) الغيبة للشيخ الطوسي: ج1، ص372.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اليوم الخامس عشر من شهر شعبان
ولادة منقذ البشـرية عجل الله فرجه الشريف
في مثل هذا اليوم الخامس عشر من شهر شعبان المكرم ولد الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف وهو أبو القاسم محمد بن الحسن، وهو الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت عليهم السلام ولد في سامراء سنة 255 هـ، وجرت فيه سنن الأنبياء عليهم السلام من الغيبة وطول الحياة.
خلف الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف أباه الإمام الحسن العسكري عليه السلاموله خمس سنوات، وقد أعطي الحكمة صغيراً كالنبي عيسى والنبي يحيى عليهما السلام وعليه الملامح المأثورة في الإمامة.
وكان والده عليه السلام قد أخفى مولده لصعوبة الوقت ورصد الأجهزة الحاكمة لأخبار أهل البيت عليهم السلام كما قد عرضه على خواصه وأخبرهم بأمره.
انقطع اتصال الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف المباشر بالناس بعد استشهاد أبيه، ما زاد من حيرة البعض، غير أن السفارة أنشئت بينه وبين الناس، بوجود وكلاء أبيه والنواب الأربعة على امتداد فترة سميت بالغيبة الصغرى استمرت 69 عاماً، وانتهت بوفاة النائب الرابع سنة 329 هـ، لتبدأ مرحلة الغيبة الكبرى المستمرة إلى وقت الظهور.
ذكرت بعض المصادر لقاء ثلة من الموالين بالإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف طوال السنين على غير دعوى النيابة أو تحديد موعد الظهور، تضمنت مسائل علمية وغيبيّة عُرفت أحيانا بالتوقيعات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفاة علي بن محمد السمري (رضوان الله عليه)
في مثل هذا اليوم الخامس عشر من شهر شعبان توفى النائب الرابع للإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف علي بن محمد السمري سنة 329 هـ وهو السفير الأخير لـلإمام عجل الله فرجه الشريف والذي تولّى مهمة السفارة بعد الحسين بن روح، مدّة ثلاث سنوات (326-329 هـ)، وبوفاته انتهت الغيبة الصغرى وبدأت الغيبة الكبرى للإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف.
عُدّ من أصحاب الإمام العسكري عليه السلام الذي كاتبه في حياته، وفي زمن تولّيه النيابة الخاصة كان حلقة الوصل بين الناس والإمام عجل الله فرجه الشريف حيث يستلم الحقوق الشرعية عنه، وكانت مدّة سفارته قصيرة مقارنة إلى باقي سفراء الإمام عجل الله فرجه الشريف الخاصّين، ويُعزى ضعف نشاطه في مجال النيابة إلى المضايقات التي كانت تمارسه الحكومة العباسية في وقتها.
قبل وفاة السَّمري أصدر الإمام الحجة عجل الله فرجه الشريف توقيعاً يُنبئ عن قرب وفاة السَّمري، ويعلن فيه انتهاء الغيبة الصغرى، وعهد السفارة بموت السَّمري، ويمنعه من أن يوصي بعد موته إلى أحد ليكون سفيراً بعده، وفي اليوم السادس حضر الوكلاء بين يدي السَّمري، وتسالوا عن وصيه من بعده؛ فقال: «للّه أمر هو بالغه» وقضى. فهذا آخر كلام سمع منه، بعد وفاة السَّمري انقطع الاتصال بين الناس والإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف وبدأت بذلك زمن الغيبة الكبرى.