اليوم الأول من شهر رجب
ولادة الإمام محمد الباقر (عليه السلام)
في مثل هذا اليوم الأول من شهر رجب سنة 57 هـ، ولد الإمام محمد الباقر (عليه السلام)، وهو الإمام الخامس من أئمة أهل البيت (عليه السلام)، وارتحل عن الدنيا في اليوم السابع من شهر ذي الحجّة سنة 114 هـ، فكان عمره الشريف (57) عاماً، واستمرت إمامته (19) سنة.
يعتبـر الإمام الباقر (عليه السلام) المؤسس للثورة العلميـة الشيعية الكبـرى التـي بلغت ذروتها في زمن الإمام الصادق (عليه السلام).
اعترف علماء أهل السنة بشهرة الإمام الباقر (عليه السلام) العلمية والدينية، ومن ثم قيل فيه هو باقر العلم، وجامعه، وشاهر علمه.
والإمام الباقر (عليه السلام) أول علوي ولد من علوييـن، فوالده الإمام علي بن الحسيـن (عليهما السلام)، وأمه فاطمة بنت الإمام الحسن (عليه السلام).
ومن أشهر ألقابه الشاكر والهادي والباقر، وقد أشار المؤرخ اليعقوبي إلى السبب في ذلك قائلاً: وكان يسمى أبا جعفر بالباقر لأنّه بقر العلم.
وقد شهد واقعة عاشوراء في كربلاء حيث يشير الإمام (عليه السلام) لنفسه في إحدى رواياته إلى هذا المعنى بقوله: (قتل جدي الحسين ولي أربع سنين وإني لأذكر مقتله، وما نالنا في ذلك الوقت) .
تقلّد الإمام الباقر منصب الإمامة في سنة 95 هـ. بعد شهادة أبيه، واستمرت إمامته وقيادته للشيعة إلى حين شهادته في سنة 114 هـ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
استحباب زيارة الإمام الحسين (عليه السلام)
في هذا اليوم الأول من شهر رجب الأصب وليلته يستحب زيارة سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام).
فعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (من زار قبر الحسين (عليه السلام) أول يـوم من رجب غفر الله له البتة).
ومن لم يتمكن من زيارة أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) في هذا اليوم فليزر بعض مشاهد الأئمة السادة (عليه السلام)، فإن لم يتمكن من ذلك فليؤم إليهم بالسلام، ويجتهد فــي أعمال البـر والخيرات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اليوم الثاني من شهر رجب
ولادة الإمام علي الهادي (عليه السلام)
في مثل هذا اليوم الثاني من شهر رجب الأصب من سنة 212 هـ، ولد الإمام علي الهادي (عليه السلام)، وهو الامام العاشر من أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، عمره الشريف 42 عاماً، ومدة إمامته 34 عاماً منذ شهادة أبيه الإمام الجواد (عليه السلام) سنة 220 هـ حتى شهادته سنة 254 هـ، قضى أكثر سنوات إمامته في مدينة سامراء، وكان ذلك بأمر من الحاكم العباسي، وعاصر بعض حكام العباسيين أشهرهم المتوكل.
والده الإمام الجواد (عليه السلام)، وأمّه أمّ ولد يقال لها سمانة المغربية أو سوسن.
يلقب (عليه السلام) وأبنه الحسن بـالعسكريين، وإنّما لقّبا بذلك لفرض السلطة العباسية الإقامة الجبرية عليهما في سامراء التي كانت يومها معسكراً للجند.
من ألقابه (عليه السلام) التي تعبّر عن محياه الكريم وسيرته الزكيّة النجيب، والمرتضى، والهادي، والنقي، والعالم، والفقيه والأمين، والمؤتمن، والطيب، يكنى بأبي الحسن الثالث، وأبي الحسن الأخير تمييزاً له عن الإمام الكاظم (عليه السلام) المكنى بأبي الحسن الأوّل وعن الإمام الرضا (عليه السلام) المكنى بأبي الحسن الثاني.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اليوم الثاني من شهر رجب
شهادة الإمام عي الهادي (عليه السلام)
في مثل هذا اليوم الثالث من شهر رجب الأصب من سنة 254هـ، استشهد الإمام الهادي (عليه السلام)، على يد السلطة العباسية في مدينة سامراء.
الإمام الهادي (عليه السلام) هو ثاني إمام يتحمل عبء ومسؤولية الإمامة وهو في سن مبكر بعد أبيه الإمام الجواد (عليه السلام)، حيث تسلم الإمام الهادي الإمامة وهو في السنة العاشرة من عمره المبارك، قضى عمره كأبائه وأجداده في نشر تعاليم الدين، وكان رغم صغر سنه يُعلّم العلماء مختلف العلوم، وكان يراقب ويتصدى لكل الانحرافات التي يتعرض لها الدين الإسلامي، وعلى الرغم من الرقابة المفروضة عليه من قبل العباسيين إلّا أن الإمام مارس نشاطه التوجيهي واستعان بالوكلاء ليقدم لشيعته ما يحتاجون اليه في ظروفهم الصعبة في ذلك الوقت.
مهد الإمام الهادي (عليه السلام) لعصر الغَيبة الكبرى فسعى في تربية العلماء والفقهاء ليتواصل الناس معهم فيما يحتاجون عندما لا يستطيعون الوصول إلى الإمام (عليه السلام).
استشهد في مثل هذا اليوم وعمره الشريف 42 عاماً، ودفن في سامراء المقدسة حيث مرقده الان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اليوم الثالث من شهر رجب
غزوة تبوك
في مثل هذا اليوم الثالث من شهر رجب المرجب وقعت غزوة تبوك وهي الغزوة الأخيرة للنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) التي وقعت في السنة 9 هـ، فقد جهّز رسول الله (صلى الله عليه وآله) جيش المسلمين في عام العسرة وخرج بهم إلى ملاقاة الروم الذين تجهزوا للهجوم على المدينة المنورة
تخلّف بعض المنافقين عن هذه الغزوة ونزلت الكثير من آيات سورة التوبة فيهم، لمّا أراد النبي الأكـرم (صلى الله عليه وآله) الخروج إلى غزوة تبوك، استخلف الإمـام أمـير المؤمنين في أهله وولده وأزواجه ومهاجره، فقال له:( يا علي إنّ المدينة لا تصلح إلاّ بي أو بك)، فحسده أهل النفاق، وعظم عليهم مقامه فيها بعد خروج النبي (صلى الله عليه وآله).
لما انتهى رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى تبوك، أتاه يُحنة بن رُؤبة صاحب أيلة، فصالح رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأعطاه الجزية، وأتاه أهل جرباء وأذرح فأعطوه الجزية، وكتب رسول الله (صلى الله عليه وآله) لهم كتابا.
أقام رسول الله (صلى الله عليه وآله) بتبوك بضع عشرة ليلة ولم يجاوزها، ولم يقدم عليه الرومُ، فعاد إِلى المدينة المنورة،وعند رجوع جيش المسلمين إلى المدينة عَمِدَت مجموعة من المنافقين إلى محاولة اغتيال النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) في العقبة، ولكن انجاه الله.
ووصل النبي (صلى الله عليه وآله) إلى المدينة في شهر رمضان المبارك في سنة 9 هـ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اليوم العاشر من شهر رجب
ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
في مثل هذا اليوم العاشر من شهر رجب الأصب ولد الإمام محمد الجواد (عليه السلام)سنة 195هـ في المدينة المنورة، وهو تاسع أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، وتولى الإمامة بعد إستشهاد أبيه الإمام الرضا (عليه السلام)، وهو في الثامنة من عمره، وهو أول إمام يتولى هذا المنصب الألهي وهو في هذا السن، وإستمرت إمامته 17 عاماً، من سنة 203 الى سنة 220هـ،
أمه: سبيكة وهي من أسرة مارية القبطية زوجة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، وقد ذكرت بعض المصادر أنّ الإمام الرضا (عليه السلام) سماها بـخيزران.
كنيته: أبو جعفر ويذكر في الروايات بكنية أبي جعفر الثاني حتى لا يُشتبه بأبي جعفر الأول وهو الإمام الباقر (عليه السلام)
ألقابه: التقي والقانع والرضي والمختار والمتوكل والمنتجب، وأشهرها الجواد.
لقد حصلت في حياة الإمام الجواد (عليه السلام) عدة مناظرات بينه وبين علماء البلاط العباسي، وقد وردت أحاديث كثيرة في الكتب الروائية عنه (عليه السلام) في المسائل العقدية وتفسير القرآن وأبواب الفقه المختلفة. وكان يتواصل مع شيعته عبر وكلائه وعن طريق المكاتبات.
استشهد في بغداد وهو في الخامسة والعشرين من عمره المبارك سنة 220هـ، على يد المعتصم العباسي فكان أصغر أئمة أهل البيت (عليهم السلام) سِنّاً حين استشهد، ودفن في الكاظمية إلى جوار قبر جدّه موسى بن جعفر (عليه السلام)، حيث هو الآن.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اليوم الثاني عشر من شهر رجب
دخول أمير المؤمنين(عليه السلام) الكوفة
في مثل هذا اليوم الثاني عشر من شهر رجب الأصب من سنة 36هـ، دخل أمير المؤمنين(عليه السلام) الكوفة قادماً إليها من البصرة بعد حرب الجمل وقد وصلها في اليوم السابق، فأقبل حتى صعد المنبر،( فحمد الله وأثنى عليه)، ثم قال: (أما بعد، فالحمد لله الذي نصر وليه، وخذل عدوه، وأعز الصادق المحق، وأذل الكاذب المبطل، عليكم يا أهل هذا المصر بتقوى الله وطاعة من أطاع بيت نبيكم(صلى الله عليه وآله)…الخ). واتخذ أمير المؤمنين(عليه السلام) الكوفة عاصمة له منذ ذلك الحين وبقي بها إلى أن استشهد فيها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اليوم الثالث عشر من شهر رجب
ولادة أمـيـر المؤمنين (عليه السلام)
فـي مثـل هذا اليوم الثالـث عشر من شهر رجب المكـرم أشرقت الأرض بنور أميـر المؤمنيـن (عليه السلام) سنة 23 قبل الهجرة في مكة المكرمة.
فـي رواية عن يزيد بن قعنب قال: كنت جالسا مع العبّاس بن عبد المطلب وفريق من بنـي عبد العزّى بإزاء بيت اللّه الـحرام. إذ أقلبت فاطمة أمّ أميـر المؤمنيـن (عليه السلام) وكانت حاملاً به لتسعة أشهر وقد أخذها الطلق، فقالت: (يا ربّ إنّي مؤمنة بك وبما جاء من عندك من رسل وكتب وإنّي مصدّقة بكلام جدّي إبراهيم الـخليل، وانّه بنـى البيت العتيق فبحق الّذي بنـى هذا البيت والمولود الذي فـي بطنـي إلاّ ما يسرّت علـيّ ولادتي)، قال يزيد بن قعنب: فرأيت البيت قد انشقّ عن ظهره ودخلت فاطمة فيه وغابت عن أبصارنا وعاد إلـى حاله فرمنا أن ينفتح لنا قفل الباب فلم ينفتح، فعلمنا أن ذلك من أمر اللّه تعالـى. ثم خرجت فـي اليوم الرابع وعلـى يدها علـيّ بن أبي طالب (عليه السلام).
ثم قالت: انيّ فضّلت علـى من تقدّمنـي من النساء، لأنّ آسية بنت مزاحم عبدت اللّه سرّا فـي موضع لا يحب اللّه أن يعبد فيه إلاّ اضطرارا، وإن مريم بنت عمران هزّت النخلة اليابسة بيدها حتّى أكلت منها رطبا جنّيا، وإنّي دخلت بيت اللّه الـحرام فأكلت من ثمار الـجنة وأرزاقها، فلمّا أردت أن اخرج هتف بى هاتف: (يا فاطمة، سمّيه عليا فهو علـيّ، واللّه العلـيّ الأعلـى يقول: شققت اسمه من اسمـي وأدبته بأدبي وأوقفه على غامض علمـي، وهو الذي يكسّر الاصنام فـي بيتـي، وهو الّذي يؤذّن فوق ظهر بيتـي ويقدّسنـي ويمجّدني، فطوبى لمن أحبّه وأطاعه، وويل لمن أبغضه وعصاه).
معاني الأخبار: ج1، ص62.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اليوم الخامس عشر من شهر رجب
تحـويل القبـلة
في مثل هذا اليوم الخامس عشر من شهر رجب الأصب سنة 2 هـ، على روايةٍ، أمر الله عز وجل نبيه الأكرم (صلى الله عليه وآله) بتحويل قبلة المسلمين من بيت المقدس إلى الكعبة المكرمة، قال تعالى ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ﴾ وقد حصل التحول في مسجد بني سلمة ـ سابقاً ـ على قولٍ الذي يسمى الآن مسجد القبلتين بعد صلاة الظهر أو في أثناها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفــاة الـحوراء زيـنـب (عليها السلام)
فـي مثـل هذا اليوم الـخامس عشــر من شهـــــر رجـــــب المكـــرم انتقلــت إلى جوار ربـها زينب الكبـرى (عليها السلام) سـنة (62) علـى روايةٍ.
والدها: أميـر المؤمنيـن (عليه السلام)، أمهــــا: فاطمة الزهــراء (عليها السلام) وهـــي أول بنــت ولدت لهما.
ولدت فـي اليوم الـخامس من شهر جمادى الأولـى سنة (5) للهجرة فـي المدينة المنورة، وتوفيت فـي 15 رجب سنة (62) للهجرة علـى روايةٍ.
ألقابـها: لقبت السيدة زينب (عليها السلام)، بعدّة ألقاب تكشف عن عظيم شـخصيتها منها: عقيلة بنـي هاشم، والعالمة غيـر المعلَّمة، والعارفة، والموثّقة، والفاضلة، والكاملة، وعابدة آل علـي، والمعصومة الصغرى، وأمينة اللّه، ونائبة الزهراء، ونائبة الـحسيـن، وعقيلة النساء، وشريكة الشهداء، والبليغة، والفصيحة، وشريكة الـحسيـن، وأم المصائب.
زوجها: ابن عمها عبد الله بن جعفر (عليه السلام)، وأولادها: محمد وعون وقد استشهدا مع خالهما الإمام الـحسيـن (عليه السلام) فـي واقعة كربلاء.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اليوم الثامن عشر من شهر رجب
وفاة إبراهيم ابن النبـي الأكرم (صلى الله عليه وآله)
فـي مثل هذا اليوم الثامن عشر من شهر رجب الأصب سنة 10 للهجرة، توفـى إبراهيم ابن رسول اللهصلى الله عليه وآلهمن زوجته السيدة مارية القبطية، وقد توفـي وهو طفل ودُفن فـي مقبـرة البقيع وقبـره معروف.
ولد إبراهيم فـي المدينة المنورة، فـي شهر ذي الـحجة سنة 8 للهجرة، وهو المولود الوحيد للرسول صلى الله عليه وآله من غيـر السيدة خديجة بنت خويلد.
قال ابن عباس: «كنت عند النبـي صلى الله عليه وآله وعلـى فخذه الأيسر ابنه إبراهيم وعلـى فخذه الأيمن الـحسين بن علـي، وهو تارة يقبل هذا، وتارة يقبل هذا، إذ هبط جبرئيل بوحـي من رب العالميـن، فلما سري عنه قال: أتاني جبـرئيل من ربي فقال: يا محمد إن ربك يقرأ عليك السلام ويقول: لستُ أجمعهما فافدِ أحدهما بصاحبه، فنظر النبـي صلى الله عليه وآله إلـى إبراهيم فبكى، ونظر إلـى الـحسيـن فبكى، وقال: إن إبراهيم أُمُّه أمَة، ومتـى مات لم يحزن عليه غيـري، وأُمّ الـحسين فاطمة، وأبوه علـي ابن عمـي لـحمـي ودمي، ومتـى مات حزنت ابنتـي، وحزن ابن عمـي، وحزنت أنا عليه، وأنا أُثر حزني علـى حزنـهما يا جبرئيل يقبض إبراهيم فديته للـحسيـن، قال: فقبض بعد ثلاث، فكان النبـي صلى الله عليه وآله إذا رأى الـحسيـن مقبلا قبله وضمه إلـى صدره ورشف ثناياه وقال: فديت من فديته بابنـي إبراهيم»
مناقب آل أبي طالب، ج3، ص234.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اليوم الرابع والعشرين من شهر رجب
فتــح خيبـر على يد أميـر المؤمنيـن (عليه السلام) سنة 7 للهجرة
في مثل هذا اليوم الرابع والعشرين من شهر رجب المرجب سنة 7 هـ، وقعت غزوة خيبر، وهي كبرى غزوات النبي صلى الله عليه وآله حيث قصدها النبي الأكرم صلى الله عليه وآله بعد أن أوى إليها رؤساء اليهود ومناوئيهم، وصارت معقلاً للتخطيط وتحريض العرب ضدّ المسلمين.
وقد فتح هذا الحصن على يد بطل الإسلام، وأسد الله أميـر المؤمنيـن عليه السلام لقد بعث رسول الله صلى الله عليه وآله أحد الصحابة ومعه الجند لفتح هذا الحصن فلم يلو أن رجع منهزماً لم يستطع أن يثلم في أسواره ثلمة، ورجع ملئ إهابه الخوف والفزع، فأرسل في اليوم الثاني أخر، فرجع منهزماً قد استولى عليه الذهول والفزع، ولم يُصب من الحصن شيئا، فقال الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله للمسلمين: «لأُعطين الراية غداً رجلاً يحبه الله ورسوله، لا يرجع حتى يفتح الله على يديه..»
فتطلع المسلمون إلى أي فتى أو بطل تعطى الراية، ولم يدُر في خلَدِهم أنه سيعطيها إلى أميـر المؤمنين عليه السلام لأنه كان أرمد العين. ولما أصبح الصبح هرع المسلمون يتطلعون إلى معرفة ذلك البطل الذي تُعطى الراية له، ويكون الفتح على يده، وبعد أن تم عدد الجيش واستوت صفوفهم قال صلى الله عليه وآله: أين علي بن أبي طالب؟ فانبرى إليّ قائلاً: ها أنا ذا يا رسول الله، وأقبل علي وهو يشكو رمد العين، فبل الرسول صلى الله عليه وآله يده من ريقه ومسح بها عينه، ودعى بالراية، وقال له: «خذ هذه الراية فامض بها حتى يفتح الله عليك». وانطلق أميـر المؤمنيـن عليه السلام نحو الحصن تحف به جنود المسلمين، فلما رأته اليهود دخلوا الحصن، وأغلقوه بإحكام، وقد تركوا خارج الحصن أبطالهم وحماتهم يحمونه، وفي طليعتهم مرحب فارسهم المعُلّم فشدَّ عليهم أمير المؤمنين عليه السلام وصار ينثر الموت بينهم، وهم يهوون صرعى بين يديه، ورأى أمير المؤمنين عليه السلام أن لا درع معه، فاندفع نحو باب الحصن، وكانت من حجر الرحى يغلقها ويفتحها أربع وأربعون فاقتلعها، وجعلها ترساً له.
وقد قتل مرحباً، وقتل الحارث من قبل، وقد جعل باب خيبر جسراً يعبر عليه المسلمون، وقد تم الفتح على يديه، وجعل الله النصر بقيادته، وقد انكسرت شوكة الكفر، وانحسرت روح الوثنية بفتح هذا الحصن، ودخل الرعب والفزع على جميع المشركين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رجوع جعفر بن أبي طالب (عليه السلام) من الحبشة
في مثل هذا اليوم الرابع والعشرين من شهر رجب المكرم رجع جعفر بن أبي طالب عليه السلام ومن معه من المسلمين من الحبشة بعد ما هاجر اليها في السنة الخامسة من البعثة النبوية المباركة حينما ازداد أذى قريش للمسلمين أمر النبـي الأكرم صلى الله عليه وآله مجموعة من المسلمين بالخروج من مكة حفاظاً على حياتهم، فخرجت جماعة منهم مهاجرين إلى الحبشة، وقال لهم: (أن فيها ملك صالح لا يُظلم عنده أحد).
وكان قائد المهاجرين جعفر بن أبي طالب عليه السلام وقد حماهم النجاشي، ورفض أن يسلمهم إلى قريش، وعاشوا في الحبشة آمنين مطمئنين حتى هاجر النبي الأكرم صلى الله عليه وآله
إلى المدينة المنورة حيث هاجروا بعد ذلك خلفه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اليوم الخامس والعشرين من شهر رجب
شهادة الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام
في مثل هذا اليوم الخامس والعشرين من شهر رجب الأصب استشهد الإمام موسى بن جعفر عليه السلام سنة183 هـ، الملقب بالكاظم، وهو السابع من أئمة أهل البيت عليهم السلام تصدّى لمنصب الإمامة بعد استشهاد أبيه الإمام الصادق عليه السلام سنة 148 هـ، واستمرت إمامته 35 سنة حتى استشهاده مسموماً في 25 رجب سنة 183 هـ، في سجن السندي بن شاهك في بغداد.
اقترنت إمامة الإمام الكاظم عليه السلام بقوة وبطش الدولة العباسية فكان الإمام عليه السلام يعمل بالتقية تجاههم ويوصي أصحابه بالالتزام بها،
وقد اقترنت فترة إمامته بتشعّب الفرق الشيعية حيث نشأت في بداية إمامته الفرقة الإسماعيلية والفطحية والناووسية، كما ظهرت الفرقة الواقفية بعد شهادته عليه السلام.
لقد أشادت مصادرأهل السنة بعلمه وعبادته وبجوده وحلمه، ولُقّب بالكاظم لشدة كظمه الغيض كما عُرف بالعبد الصالح، واشتهر بباب الحوائج أيضاً ويحظى باحتـرام علماء السنة كعالم وفقيه،
قيل كان لأبي الحسن الكاظم عليه السلام سبعة وثلاثون ولداً بين ذكر وأنثى أشهرهم: الإمام الرضا عليه السلام وأحمد، ومن أشهر بناته فاطمة المعصومة عليها السلام.
أعيان الشيعة: ج2، ص5.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اليوم السادس والعشرين من شهر رجب
وفــاة أبــي طــالب (عليه السلام) على روايةٍ
في مثل هذا اليوم السادس والعشرين من شهر رجب الأصب ارتحل عن الدنيا والد أمير المؤمنين عليه السلام المعروف بأبي طالب عليه السلام وقد كان من وجهاء مكة ورؤساء قريش عامة وبني هاشم خاصة عمّ النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وإنما لقب بأبي طالب نسبة إلى ولده الأكبر (طالب).
كان أبو طالب – كما ذكر المؤرخون - سيداً شريفاً مطاعاً مهيباً مع فقره، وروي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال : (ساد أبي فقيراً، وما ساد فقير قبله)
تولى منصب «سقاية الحاج» قبل البعثة، وتكفّل بعد وفاة أبيه عبد المطلب رعاية النبي الأكرم صلى الله عليه وآله فكفله صغيراً، وحماه كبيراً، ومنعه من مشركي قريش.
توفي في مثل هذا اليوم على روايةٍ في السنة العاشرة من البعثة ودفن في مقبرة الحجون.
لما مات أبو طالب أتى أمير المؤمنين رسول الله صلى الله عليه وآله فآذنه بموته فتوجع النبي الأكرم صلى الله عليه وآله توجعا عظيما وحزن حزنا شديدا ثم قال لأمير المؤمنين:(إمض يا علي فتول أمره، وتول غسله وتحنيطه وتكفينه، فإذا رفعته على سريره فأعلمني) ففعل ذلك أمير المؤمنين عليه السلام فلما رفعه على السرير اعترضه النبي الأكرم صلى الله عليه وآله فرق وتحزن وقال: (وصلتك رحم وجزيت خيرا يا عم فلقد ربيت وكفلت صغيرا، ونصرت وآزرت كبيرا، ثم أقبل على الناس وقال: أم والله لاشفعن لعمي شفاعة يعجب بها أهل الثقلين).
الغدير: ج7، ص386.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اليوم السابع والعشرين من شهر رجب
المبعــث النبــوي
في مثل هذا اليوم السابع والعشرين من شهر رجب الأصب بُعث النبي الأكرم صلى الله عليه وآله بالرسالة وتبليغ الإسلام من قبل الله عز وجل لهداية الناس، وقد كانت بعثة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله في غار حراء الواقع في جبل النور القريب من مكة المكرمة في السنة الثالثة عشرة قبل الهجرة؛ طبقاً لما هو المشهور عند الإمامية. وكان الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله في الأربعين من عمره الشريف في ذلك الوقت.
أول من آمن بالنبي الأعظم صلى الله عليه وآله من الرجال هو أميـر المؤمنيـن علي بن أبي طالب عليه السلام ومن النساء زوجته خديجة بنت خويلد عليها السلام.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اليوم الثامن والعشرين من شهر رجب
خروج الإمام الحسين (عليه السلام) من المدينة المنورة
في مثل هذا اليوم الثامن والعشرين من شهر رجب الأصب سنة 60 للهجرة خرج الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته الكرام عليهم السلام من المدينة المنورة الى مكة المكرمة بعد أن رفض بيعة يزيد بن معاوية (لعنه الله)، ومن ثم خرج الى العراق.