شهر ربيع الأول

اليوم الأول من شهر ربيع الأول

هجرة النبـي الأكرم (صلى الله عليه وآله) من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة

في مثل هذا اليوم الأول من شهر ربيع الأول سنة (13) من البعثة هاجر النبـي الأكرم (صلى الله عليه وآله) من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة.

وفي ليلته كان مبيت أميـر المؤمنيـن (عليه السلام) على فراش النبـي الأكرم (صلى الله عليه وآله) ومواساته له بنفسه، حتـى نجا (صلى الله عليه وآله) من عدوه، فحاز بذلك أميـر المؤمنيـن (عليه السلام) شرف الدنيا والدين، وأنزل الله تعالى مدحه لذلك في القرآن المبيـن: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ). وهي ليلة عظيمة الفخر لمولى المؤمنيـن (عليه السلام) بما يوجب مسرة أوليائه المخلصيـن.

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأميـر المؤمنيـن (عليه السلام) وهو يوصيه: (وإذا أبرمت ما أمــرتك فكــن على أهبة الهجرة إلى الله ورسوله، وسر إليّ لقدوم كتابي إليك، ولا تلبث بعده)، وانطلق رسول الله(صلى الله عليه وآله) لوجهه يؤم المدينة، وكان مقامه في الغار ثلاثاً، ومبيت أميـر المؤمنيـن(عليه السلام) على الفراش أول ليلة. الأمالي، الطوسـي: ص468.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

دفن الجسد الطاهر للنبـي الأكرم (صلى الله عليه وآله)

في منتصـف الليلة الأولى من ربيع الأول لسنة (11) للهجرة، دفن الجسد الشريف الطاهر لخاتم الأنبياء والمرسلين محمد (صلى الله عليه وآله).

قال الشيخ المفيد: وكان المسلمون في المسجد يخوضون فيمن يؤمهم في الصلاة عليه وأين يدفن؟! فخرج إليهم أميـر المؤمنيـن(عليه السلام)، فقال لهم: إن رسول الله(صلى الله عليه وآله) إمامنا حياً وميتاً فيدخل إليه فوج فوج منكم فيصلون عليه بغيـر إمام وينصرفون، وإن الله تعالى لم يقبض نبياً في مكان إلّا وقد ارتضاه لرمسه فيه، وإني دافنه في حجرته التـي قبض فيها، فسلم القوم لذلك ورضوا به.

ودخل أميـر المؤمنيـن (عليه السلام) والعباس بن عبد المطلب والفضل بن العباس وأسامة بن زيد ليتولوا دفن رسول الله (صلى الله عليه وآله)… ونزل علي بن أبي طالب (عليه السلام) القبـر فكشف عن وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله) ووضع خده على الأرض موجهاً إلى القبلة على يمينه، ثم وضع عليه اللبـن وهال عليه التـراب.

الإرشاد، المفيد: ج1، ص188.

ولم يحضر دفن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أكثر الناس، لما جرى بيـن المهاجرين والأنصار من التشاجر في أمر الخلافة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اليوم الثالث من ربيع الأول

رمي الكعبة بالمنجنيق

في مثل هذا اليوم الثالث من ربيع الأول سنة (64) للهجرة، قام الحصيـن بن نميـر قائد جيش يزيد بن معاوية برمي الكعبة بالمنجنيق حتـى اُحرقت.

وكان يزيد بن معاوية (لعنه الله) أمر مسلم بن عقبة ـ الذي يسميه البعض مسرف بن عقبة ـ بغزو المدينة فكانت واقعة الحرة، وبعد أن استباحها وقتل من قتل فيها وهتك الأعراض توجه بجيشه إلى مكة لقتال ابن الزبيـر الذي امتنع عن البيعة، فمات مسلم بن عقبة في الطريق، وقام بأمر الجيش الشامي الحصين بن نميـر، فحاصر ابن الزبير بمكة ورموا الكعبة بالمنجنيق حتى اُحرقت، فجائهم الخبـر بموت يزيد بن معاوية فرجعوا إلى الشام.

صدق الأخبار: الأميـن، ج1، ص10.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اليوم الرابع من شهر ربيع الأول

خروج النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) من الغار متوجهاً إلى المدينة المنورة

في مثل هذا اليوم الرابع من شهر ربيع الأول في السنة الأولى من الهجرة كان خروج النبـي الأكرم (صلى الله عليه وآله) من الغار متوجهاً إلى المدينة المنورة، فأقام (صلى الله عليه وآله) ثلاثة أيام في الغار الذي يقع في جبل عظيم خارج مكة غيـر بعيد منها اسمه جبل ثور، وسار منه فوصل المدينة يوم الاثنيـن الثاني عشر من ربيع الأول عند زوال الشمس. مسار الشيعة: الشيخ المفيد، ص49.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اليوم الخامس من شهر ربيع الأول

وفاة السيدة سكينة بنت الإمام الحسين (عليهما السلام)

في مثل هذا اليوم الخامس من شهر ربيع الأول سنة (117) للهجرة توفيت السيدة سكينة بنت الإمام الحسين (عليه السلام)، وذلك في المدينة المنورة.

أمها الرباب بنت امرئ القيس، وكانتا حاضرتيـن في كربلاء، ومع من سبـي إلى الكوفة والشام.

وهي التي كانت يحبها الإمام الحسين (عليه السلام) حباً شديداً حتـى قال فيها وفي امها:

لـعمـرك إننـي لاحــب دارا  * تحـــل بها سكينـــــــــة والربــــــاب

أحبها وأبذل حل مــــــــالي * وليـــس لعـاتـــب عنــــدي عتـــــاب

كانت عقيلة قريش، ولها السيرة الجميلة، ذات الفضل والفضيلة، والكرم الوافر، والعقل الكامل، والمكارم الزاخرة، والمناقب الفاخرة، سيدة نساء عصرها، وأجملهن وأطرفهن وأحسنهن أخلاقا. ولها في وقعة الطف خمسة عشر سنة أو اثنان وعشرون سنة. وتوفيت ولها ثمانون سنة أو أقل تقريبا. وكانت في كربلاء مزوجة بابن عمها عبد الله بن الحسن المجتبـى (عليه السلام) الشهيد بالطف.

مستدرك سفينة البحار: النمازي: ج5، ص93.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اليوم الثامن من شهر ربيع الأول

شهادة الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)

في مثل هذا اليوم الثامن من شهر ربيع الأول سنة (260)  للهجرة،أستشهد الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) مسموماً علـى يد المعتمد العباسـي (لعنه الله) وهو  فـي الثامنة والعشرين من عمره الشريف.

ولــد في المدينة المنــورة يــوم (10) ربيــع الثاني (232) للهجــرة، وانتقل مع أبيه الإمام علي الهادي (عليه السلام) إلى سـامراء بعـد أن اسـتدعاه غاصـب الخلافة المتوكل العباسي إليها، وعاش مع أبيه في سامراء (20) عاماً حيث استلم بعدها الإمامة وله من العمر (22) عاماً، وذلك بعد شهادة أبيه سـنة (254) للهجرة، فكانت مدة إمامته ست سنوات.

 تعرض الإمام العسكري (عليه السلام) فـي حياته إلى الحبس مراراً على يد المعتـز والمهتدي والمعتمد وقد ضيق عليه العباسيون كثيـراً وبعدها دُس اليه السم وقضى في مثل هذا اليوم.

وفي هذا اليوم بدأت إمامة بقية الله الأعظم الحجة (عليه السلام).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التاسع من شهر ربيع الأول

ابتداء إمامة صاحب الأمر (عليه السلام)

فـي هذا اليوم التاسع من شهر ربيع الأول سنة (260) للهجرة وبعد شهادة الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)، ابتدأت إمامة صاحب الأمر والزمان الحجة بن الحسن(عليه السلام)، وكذلك غيبته الصغرى.

قال الشيخ المفيد في كتاب الإرشاد ج2، ص339: وكان الإمام بعد أبي محمد (عليه السلام) ابنه المسمـى باسم رسول الله (صلى الله عليه وآله)، المكنى بكنيته، ولم يخلف أبوه ولداً غيـره ظاهراً ولا باطناً، وخلفه غائباً مستتراً، وكان عمره عند شهادة أبيه خمس سنين، آتاه الله فيها الحكمة وفصل الخطاب، وجعله آية للعالميـن، وآتاه الحكمة كما آتاها يحيـى صبيا، وجعله إماماً فـي حال الطفولة الظاهرية كما جعل عيسـى بن مريم في المهد نبيا.

ويعد هذا اليوم عيداً وسروراً لشيعة أهل البيت (عليهم السلام)، وذلك لأنه أول يوم من إمامة وخلافة منجـي البشرية وآخر الحجـج لله علـى أرضه.

وروي أنه من أنفق في اليوم التاسع منه شيئاً غفر له، ويستحب فيه إطعام الإخـــوان وتطيبهـــم والتوسعـــة فـي النفقة، ولبس الجـديد، والشكر والعبادة، وهو يوم نفي الهموم.

بحار الأنوار: ج58، ص372.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اليوم العاشر من شهر ربيع الأول

زواج النبـي الأكرم (صلى الله عليه وآله) بالسيدة خديجة (عليه السلام)

فـي مثل هذا اليوم العاشر من شهر ربيع الأول سنة (28) قبل الهجرة، تزوج النبـي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، بخديجة بنت خويلد ام المؤمنيـن (عليها السلام). وكانت خديجة (عليها السلام) امرأة ذات شرف ومال، حازمة لبيبة شريفة، وهـي يومئذٍ أوسط قريش نسباً وأعظمهم شرفاً، وأكثرهم مالاً، وكل قومها كانوا حريصاً على خطبتها ولم يقدروا على ذلك، وكانت السيدة خديجة (عليها السلام) من أفضل نساء الرسول (صلى الله عليه وآله) وأحبهنّ إليه.

روي عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: لما أراد رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يتـزوج خديجة بنت خويلد أقبل أبو طالب فـي أهل بيته ومعه نفر من قريش حتـى دخل على ورقة بن نوفل ابن عم خديجة، فابتدأ أبو طالب بالكلام، فقال: (الحمد لربّ هذا البيت، الذي جعلنا من زرع إبراهيم، وذرية إسماعيل ..... ثم إنّ ابن أخـي هذا ـ يعنـي رسول الله (صلى الله عليه وآله) ممن لا يوزن برجل من قريش إلّا رجح به ولا يقاس به رجل إلّا عظم عنه، ولا عدل له في الخلق......) الوافي: ج21، ص387.

وتم الزواج المبارك بين أشرف الخلق وبين السيدة الطاهرة في مثل هذا اليوم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وفاة عبد المطلب جد النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)

فـي مثل  هذا اليوم العاشر من ربيع الأول سنة (45) قبل الهجرة توفى جد النبـي الأكرم (صلى الله عليه وآله) عبد المطلب بن هاشم.

عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف جد رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأبيه، وكبيـر قريش، ومن كبار مكة المكرمة، ولد في يثـرب، ثم انتقل في السابعة من عمره إلى مكة، وبقي فيها، ومن الأحداث المهمة التـي وقعت فـي عصر سيادته علـى مكة المكرمة هجوم أبرهة الحبشـي عليها بالفيلة لهدم الكعبة المشرفة.

كفل رسول الله (صلى الله عليه وآله) فـي صغره عندما توفـي أبوه عبد الله وأمه آمنة بنت وهب، وتوفـي فـي مكة وكان حينها عمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثماني سنوات، ودفن فـي مقبـرة الحجون بجوار قبـر جده قصـي بن كلاب، وكان أبوه هاشم شيخ مكة وزعيمها، ولمّا توفـي انتقلت الزعامة والرياسة إلى عمّه المطّلب ـ الذي أتى به من المدينة ـ وبعد أن مات عمه المطّلب فــي اليمن انتقلت زعامة قريش إلى عبد المطلب وبقي زعيمها الى أن توفى في مثل هذا اليوم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اليوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول

قدوم النبـي الأكرم (صلى الله عليه وآله) المدينة المنورة

في مثل هذا اليوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول في السنة الأولى من الهجرة كان قدوم النبـي الأكرم (صلى الله عليه وآله) إلى المدينة المنورة عند زوال الشمس بعد أن خرج من مكة  المكرمة مهاجراً…فخرج الرجال والنساء والصبيان مستبشرين لقدومه يتعادون، فوافى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقصد منطقة قباء، ونزل واجتمع إليه بنو عمرو   بن عوف وسروا واستبشروا واجتمعوا حوله.

فلما أمسـى رسول الله (صلى الله عليه وآله)،ونزل علـى بعض الأنصار، وباشر   ببناء مسجد قباء، وهو أول مسجد بنـي فـي الاسلام، وبقي رسول الله (صلى الله عليه وآله) بقباء نازلاً ينتظر قدوم أميـر المؤمنين (عليه السلام)، فجاءه أبو بكر فقال: يا رسول الله تدخل المدينة فان القوم متشوقون إلى نزولك عليهم، فقال (صلى الله عليه وآله): لا أريم من هذا المكان حتـى يوافي أخـي علـي، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعث إليه أن أحمل العيال وأقدم…فبقي خمسة عشر يوماً فوافى أميـر المؤمنيـن (عليه السلام) بعياله.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اليوم السابع عشر من شهر ربيع الأول

ولادة سيد الكائنات (صلى الله عليه وآله)

في مثل هذا اليوم السابع عشر من شهر ربيع الأول ولد النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) عند طلوع الفجر من يوم الجمعة في عام الفيل على الرواية المشهورة.

قـال الشيـخ المفيــد: وهو يوم شريف، عظيم البـركة، ولم يزل الصالحون من آل محمد (عليهم السلام) على قديــم الأوقات يعظمونه ويعرفـون حقه، ويرعون حرمته، ويتطوعون بقيامه. مسار الشيعة: ص50.

عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: لما وُلد رسول الله (صلى الله عليه وآله) فتح لآمنة بياض فارس، وقصور الشام، فجاءت فاطمة بنت أسد إلـى أبي طالب مستبشرة فأعلمته ما قالته آمنة، فقال لها أبو طالب: وتعجبيـن من هذا؟ إنك تحبليـن وتلدين بوصية ووزيره. الكافي: ج1، ص454.

وعن أميـر المؤمنين(عليه السلام) قال: لما ولد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ألقيت الأصنام في الكعبة على وجوهها، فلما أمسـى سمع صيحة من السماء: (جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا) وروي أن النبـي الأكرم (صلى الله عليه وآله) ولد مختوناً مسروراً، فحكي ذلك عند جده عبد المطلب، فقال: ليكونن لابنـي هذا شأن. مناقب آل أبي طالب: ج1. ص31.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ولادة الإمام جعفر الصادق (عليه السلام)

في مثل هذا اليوم السابع عشر من شهر ربيع الأول سنة (83) للهجرة ولد الإمام أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام).

والده الإمام محمد الباقر (عليه السلام)، وأمه أم فروة بنت القاسم بن محمد، وكان الإمام الصادق (عليه السلام) يثنـي عليهـا بقــوله (عليه السلام): وكانت أم ممن آمنت واتقت وأحسنت والله يحب المحسنين. الكافي: ج1، ص472.

أولاده: له من الأولاد سبعة ذكور، وثلاث بنات. استمرت إمامته (34) عاماً وكان عمره الشريف حين شهادته (65) عاماً.

وفّرت فترة الانفتاح - التي حدثت ما بين نهاية الدولة الأموية وبداية الدولة العباسيّة - في زمن إمامته حرية الحركة لنشر معالم الدين، فذُكر أنه بلغ عدد تلامذته و من روى عنه 4000 شخص، كما أخذت رواياته في المجالات المختلفة حيّزاً كبيراً من روايات أئمة أهل البيت (عليهم السلام)؛ فلذلك نُسب مذهب الشيعة الإمامية إليه وسُمّي بـ (المذهب الجعفري).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اليوم الثاني والعشرين من شهر ربيع الأول

غزوة بني النضير

في مثـل هذا اليوم الثاني والعشرين من شهر ربيع الأول سنة (4) للهجرة غزا النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) بني النضيـر وأخرجهـم من المدينة.

وسببها أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) مشى إلى كعب بن الأشرف يستقرضه، فقال: مرحباً بك يا أبا القاسم وأهلا، فجلس رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأصحابه، وقام كأنه يصنع لهم طعاماً، وحدث نفسه أن يقتل رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فنـزل جبرئيل (عليه السلام) وأخبـره بما هم به القوم من الغدر، فقام (صلى الله عليه وآله) كأنه يقضـي حاجة، وعرف أنهم لا يقتلون أصحابه وهو حي، فأخذ (صلى الله عليه وآله) الطريق نحو المدينة، فاستقبله بعض أصحاب كعب الذي أرسل إليهم يستعين بهم علـى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فأخبـر كعباً بذلك، فسار المسلمون راجعيـن، فقال عبد الله بن صوريا وكان أعلم اليهود: والله إن ربه أطلعه علـى ما أردتموه من الغدر، ولا يأتيكم والله أول ما يأتيكم إلّا رسول محمد يأمركم عنه بالجلاء، فأطيعوني فـي خصلتيـن لا خيـر فـي الثالثة: أن تسلموا فتأمنوا على دياركم وأموالكم، وإلّا فإنه يأتيكم من يقول لكم. اخرجوا من دياركم، فقالوا: هذه أحب إلينا. قال: أما إن الأولـى خير لكم منها، ولولا إني أفضحكم لأسلمت. ثم بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) محمد بن مسلمة إليهم يأمرهم بالرحيل والجلاء عن ديارهم وأموالهم، وأمره أن يؤجلهم في الجلاء ثلاث ليالٍ.

إعلام الورى بأعلام الهدى: ص189.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الخامس والعشرين من شهر ربيع الأول

استشهاد سعيد بن جبير (رحمه الله)

فـي مثل هذا اليوم الخامس والعشرين من شهر ربيع الأول استشهد سعيـد بن جبيـر  (رحمه الله) علـى يد الحجاج.

ولد سعيد سنة (38) تقريبا واستشهد سنة (95) للهجرة، وهو من التابعين.كان تقياً وعالماً بالدين درس العلم عن عبد الله بن عباس حبـر الأمة، سكن الكوفة ونشر  العِلم فيها، فأصبح إماماً ومعلماً لأهلها، قتله الحجاج بن يوسف الثقفي بسبب خروجه مع عبد الرحمن بن الأشعث فـي ثورته علـى بني أمية.

كان دعاء سعيد بن جبيـر علـى الحجاج قبل مقتله "اللهم لا تسلطه علـى قتل أحد من بعدي". وقد مات الحجاج دون أن يقتل أحد بعد سعيد بن جبيـر، وبعد مقتل سعيد بن جبيـر اغتم الحجاج غما كبيـرا وكان يقول: ما لـي ولسعيد بن جبيـر كلما أردت النوم أخذ برجلـي، ويقال: إنه رئي الحجاج فـي النوم بعد موته فقيل له: ما فعل الله بك؟ فقال: قتلنـي بكل قتيل قتلة وقتلنـي بسعيد بن جبيـر سبعين قتلة. وفيات الأعيان: ج2، ص374.

يوجد مرقد سعيد بن جبيـر في محافظة واسط فــي العراق.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اليوم السادس والعشرين من شهر ربيع الأول

إبرام معاهدة الصلح بين الإمام الحسن(عليه السلام) ومعاوية

فـي مثل هذا اليوم السادس والعشرين من شهر ربيع الأول سنة (41) للهجرة وقع الصلح بين الإمام الحسن (عليه السلام) ومعاوية بن أبي سفيان (لعنه الله).

كان معاوية كتب إلى الإمام الحسن(عليه السلام) في الهدنة والصلح، وأنفذ إليه بكتب أصحابه التي ضمنوا له فيها الفتك به وتسليمه إليه، واشترط له على نفسه في إجابته إلى صلحه شروطاً كثيرة، وعقد له عقوداً كان في الوفاء بها مصالح شاملة، فلم يثق به الإمام الحسن(عليه السلام) وعلم احتياله بذلك واغتياله، غير أنه لم يجد بداً من إجابته إلى ما التمس من ترك الحرب وإنفاذ الهدنة، لما كان عليه أصحابه من ضعف البصائر في حقه والفساد عليه والخلف منهم له، وما انطوى كثير منهم عليه في استحلال دمه وتسليمه إلى خصمه، وما كان فـي خذلان ابن عمه له ومصيره إلى عدوة، وميل الجمهور منهم إلى العاجلة وزهدهم في الآجلة.

فتوثّقَ (عليه السلام) لنفسِه من معاويةَ لتأكيدِ الحجّةِ عليه، والإعذارِ فيما بينَه وبينَه عندَ اللهِ عزّ وجلّ وعند كافَّةِ المسلمينَ، واشترطَ عليه تركَ سبِّ أميرِ المؤمنينَ (عليه السلام) والعدولَ عنِ القُنوتِ عليه فـي الصّلواتِ، وأنْ يُؤمنَ شيعتَه رضيَ اللهُ عنهم ولا يتعرّضَ لأحدٍ منهم بسوءٍ، ويُوصِلَ إِلى كلِّ ذي حقٍّ منهم حقَّه. فأجابَه معاويةُ إِلى ذلكَ كلِّه، وعاهدَه عليه وحَلفَ له بالوفاءِ به.

فلمّا استتمّتِ الهُدنةُ على ذلكَ، سارَ معاويةُ حتّى نزلَ بالنُّخَيْلةِ، وكانَ ذلكَ يومَ جمعةٍ فصلّى بالنّاسِ ضحى النّهارِ، فخطَبَهُم وقالَ في خطبتهِ: إِنِّي واللهِّ ما قاتلتُكم لتُصلُّوا ولا لتصوموا ولا لتحجّوا ولا لتزكُّوا، إِنّكم لتفعلونَ ذلكَ، ولكنِّي قاتلتُكم لأتأمّرَ عليكم، وقد أعطاني اللهُّ ذلكَ وأنتم له كارِهونَ. ألا ِوانِّي كنتُ منَّيتُ الحسنَ وأعطيتُه أشياءَ، وجَمِيعُها تحتَ قَدَمَيَّ لا أفي بشيءٍ منها له.

الإرشاد: الشيخ المفيد، ج2، ص14.