شهر محرم

أول يوم من أيام شهر محرم الحرام

بدء أيام العزاء الحسيني

أول يوم من أيام شهر محرم الحرام شهر الحزن والعزاء الذي يحييه المسلمون من شيعة أهل البيت (عليهم السلام) بذكر مصاب سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين وأهل بيته الكرام (عليهم السلام) وأصحابه الميامين الشهر الذي أحزن أنبياء الله ورسله وملائكته وأهل البيت (عليهم السلام) وشيعتهم ومحبيهم، حيث تعقد في هذا الشهر مجالس العزاء على أبي عبد الله الحسين(عليه السلام)، والتي تحولت هذه المجالس إلى مراكز إشعاع لإرشاد الناس وبيان عقائدهم وأمور دينهم فضلاً عما يتحدث به خطباء المنبر عن واقعة الطف وما جرى فيها من بطولات وتضحية وإيثار.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اليوم الأول من محرم الحرام

حصار بني هاشم في شعب أبي طالب

في مثل هذا اليوم الأول من محرم الحرام في السنة الثالثة قبل الهجرة بداية المحاصرة للنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وبني هاشم في شِعب أبي طالب.

محاصرة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) مع بني هاشم هي أحد الوسائل التي اتخذتها قريش بعد أن عجزت عن اقناع النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) بالتنازل عن دعوته إلى الإسلام كما انها حاولت تفريق المسلمين عنه، لكنها لم تنفع.

استمرت محاصرة بني هاشم في الشِعب لمدة ثلاث سنوات، ولم يستطع المشركون أن ينالوا من بني هاشم الذين صمدوا خلال هذه السنوات.

وكان أبو طالب (عليه السلام) المحامي عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وكان يحرس على حفظه حيث كان أبو طالب يغيّر المكان الذي ينام فيه النبي (صلى الله عليه وآله) في كل ليلة، وكان إذا نام النبي (صلى الله عليه وآله) في مكان جعله ينام في الوسط، ويجعل أبنائه ينامون في الأطراف؛ حفاظاً على حياته.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اليوم الثاني من محرم الحرام

دخول الإمام الحسين (عليه السلام) أرض كربلاء

في هذا اليوم الثاني من محرم الحرام من عام (61) للهجرة دخل الإمام الحسيـن (عليه السلام) ومن معه من أهل بيته (عليهم السلام) وأصحابه الكرام أرض كربلاء، وكان(عليه السلام) يتياسر بأصحابه يريد أن يفرقهم، فيأتيه الحر بن يزيد فيـرده، فجعل إذا ردهم نحو الكوفة رداً شديداً امتنعوا عليه فارتفعوا، فلم يزالوا يتياسرون حتى انتهوا إلى نينوى ـ المكان الذي نزل به الإمام الحسيـن(عليه السلام) فإذا راكب متنكب قوساً مقبل من الكوفة ودفع إلى الحر كتاباً من عبيد الله بن زياد، فإذا فيه:(أما بعد، فجعجع بالحسيـن حيـن يبلغك كتابي ويقدم عليك رسولي، ولا تنـزله إلّا بالعراء في غيـر حصن وعلى غيـر ماء، فقد أمرت رسولي أن يلزمك ولا يفارقك حتى يأتيني بإنفاذك أمري، والسلام).

قال الراوي: ثم إن الحسين(عليه السلام) قام وركب وسار، وكلما أراد المسير يمنعونه تارة ويسايرونه أخرى حتى بلغ كربلاء، وكان ذلك في اليوم الثاني من المحرم، فلما وصلها قال: ما أسم هذه الأرض؟ فقيل: كربلاء، فقال (عليه السلام): اللهم إني أعوذ بك من الكرب والبلاء، ثم قال: هذا موضع كرب وبلاء، انزلوا، ههنا محط رحالنا وسفك دمائنا، وهذا محل قبورنا، بهذا حدثني جدي رسول الله(صلى الله عليه وآله).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اليوم الثالث من  محرم الحرام

قدوم عمر بن سعد إلى كربلاء

في اليوم الثالث من  محرم الحرام سنة (61) للهجرة قدم عمر بن سعد في أربعة آلاف أرض كربلاء، وكان ابن زياد قد ولاه الري وأرسل معه أربعة آلاف لقتال الديلم، فلما جاء الإمام الحسين(عليه السلام) قال له: سر إليه فإذا فرغت سرت إلى عملك، فاستعفاه، فقال: نعم على أن تردّ إلينا عهدنا، فاستمهله، واستشار نصحائه فنهوه عن ذلك، فبات ليلته متفكراً فسمعوه وهو يقول:

دعاني عبيد الله من دون قومه * * إلى خطة فيها خرجت

لحيني فو الله لا ادري واني لواقف * * على خطر لا ارتضيه وميـن

أأترك ملك الري والري رغبة * * ام ارجع مذموما بقتل حسين

وفي قتله النار التـي ليس دونها * * حجاب وملك الري قرة عيـن.

وجاء ابن سعد إلى ابن زياد، فقال: إنك وليتنـي هذا العمل ـ يعنـي الري  وتسامع به الناس، فإن رأيت أن تنفذ لي ذلك وتبعث إلى الحسين من أشراف الكوفة من لستُ خيـراً منه، وسمى له أناساً، فقال له ابن زياد: لست استشيرك فيمن أبعث، إن سرت بجندنا وإلّا فابعث إلينا بعهدنا.

قال: فإني سائر، وقبل أن يحارب الإمام الحسين (عليه السلام).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اليوم الرابع من محرم الحرام

خطبة ابن زياد بجامع الكوفة

في هذا اليوم الرابع من محرم الحرام سنة 61هـ، خطب ابن زياد بجامع الكوفة يحرض على حرب الامام الحسين(عليه السلام).

قال محمد بن أبي طالب : جمع ابن زياد الناس في جامع الكوفة، ثم خرج فصعد المنبـر ثم قال : أيها الناس إنكم بلوتم آل أبي سفيان فوجدتموهم كما تحبون، وهذا أميـر المؤمنين يزيد، قد عرفتموه حسن السيرة محمود الطريقة، محسنا إلى الرعية، يعطي العطاء في حقه، قد أمنت السبل على عهده وكذلك كان أبوه معاوية في عصره، وهذا ابنه يزيد من بعده، يكرم العباد، ويغنيهم بالأموال، ويكرمهم، وقد زادكم في أرزاقكم مائة مائة، وأمرني أن اوفرها عليكم واخرجكم إلى حرب عدوه الحسين، فاسمعوا له وأطيعوا.

ثم نزل عن المنبـر  ووفر الناس العطاء وأمرهم أن يخرجوا إلى حرب الحسين، ويكونوا عونا لابن سعد على حربه ، فأول من خرج شمر بن ذي الجوشن في أربعة آلاف، فصار ابن سعد في تسعة آلاف، ثم أتبعه بيزيد بن ركاب الكلبـي في ألفيـن، والحصيـن بن نميـر السكوني في أربعة آلاف، وفلانا المازني في ثلاثة آلاف، ونصر بن فلان في ألفين، فذلك عشرون ألفا.

بحار الأنوار: ج44، ص386.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اليوم الخامس من محرم الحرام

ابن زياد يستدعي شبث بن ربعي لحرب الإمام الحسين (عليه السلام)

في هذا اليوم الخامس من محرم الحرام سنة 61 للهجرة أرسل ابن زياد إلى شبث بن ربعي يستدعيه لقتال الإمام الحسين (عليه السلام)، فتمارض أولاً، ثم جاء إليه فأرسله إلى حرب الامام الحسين(عليه السلام)، وكان على الرجالة.

جاء في كتاب بحار الانوار: ج44، ص386: ثم أرسل بن زياد إلى شبث بن ربعي أن أقبل إلينا، وإنا نريد أن نوجه بك إلى حرب الحسين، فتمارض شبث، وأراد أن يعفيه ابن زياد، فأسل إليه: أما بعد، فإن رسولي أخبرني بتمارضك، وأخاف أن تكون من الذين إذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا، وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزؤن، إن كنت في طاعتنا فأقبل إلينا مسرعاً. فأقبل شبث بعد العشاء لئلا ينظر في وجهه فلا يرى عليه أثر العلة، فلما دخل رحب به وقرب مجلسه وقال: أحب أن تشخص إلى قتال هذا الرجل عوناً لابن سعد عليه، فقال: أفعل أيها الأمير.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اليـوم السـادس مـن محـرم الحـرام

اجتماع الجيوش في كربلاء لقتال الإمام الحسين (عليه السلام)

في مثـل هذا اليوم السادس من محرم الحرام سنة61هـ اجتمعت الجيوش وتكاملت، وكانوا ثلاثيـن ألفاً على رواية.

حبيب بن مظاهر يدعو بني أسد لنصرة الإمام الحسين(عليه السلام) وفي مثل هذا اليوم أيضاً أقبل حبيب بن مظاهر إلى الإمام الحسين(عليه السلام) فقال: يا بن رسول الله ههنا حي من بنـي أسد بالقرب منا، أتأذن لي في المصيـر إليهم فأدعوهم إلى نصرتك، فعسـى الله أن يدفع بهم عنك، قال: قد أذنت لك، فخرج حبيب إليهم في جوف الليل متنكراً.. فقال لهم: إني قد أتيتكم بخير ما أتى به وافد إلى قومه، أتيتكم أدعوكم إلى نصر إبن بنت نبيكم .... وهذا عمر بن سعد قد أحاط به، وأنتم قومي وعشيرتي .... فوثب رجل من بني أسد يقال له عبد الله بن بشر قال: أنا أول من يجيب .... ثم تبادر رجال الحي حتى التأم منهم تسعون رجلاً  فأقبلوا يريدون الإمام الحسين(عليه السلام)، وخرج رجل في ذلك الوقت من الحي حتى صار إلى ابن سعد فأخبره بالحال، فدعا ابن سعد برجل من أصحابه يقال له الأزرق، فضم إليه أربعمائة فارس ووجهه نحو بني أسد.. فناوش القوم بعضهم بعضاً.... وعلمت بنو أسد أن لا طاقة لهم بالقوم فانهزموا راجعين إلى قومهم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وفاة السيد الشريف الرضي

في مثل هذا اليوم السادس من محرم الحرام سنة 406 هـ، توفى السيد الأجل المعروف بالسيد الشريف الرضي محمد بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام)، ذو الحسبين نقيب العلوييـن وهو أخو السيد المرتضى.

السيد الرضي جامع كتاب نهج البلاغة الذي يشتمل على خطب الإمام أميـر المؤمنيـن (عليه السلام)، ودفن في منزله في الكاظمية، ومن ثم نقل إلى حرم الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء، ودفن قرب والده خلف ظهر الإمام الحسين (عليه السلام) على قولٍ.

لقد كان السيد الرضي من نوادر علماء الدهر، وقد تتلمذ على أكابر علماء عصره حتى أصبح أديباً بارزاً شهيراً، وفقيهاً متبحراً، ومتكلماً حاذقاً، ومفسراً للقرآن وشارحاً للحديث النبوي وله الكثيـر من المؤلفات في شتى العلوم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اليوم السابع من محرم الحرام

لقاء الإمام الحسين (عليه السلام) مع عمر بن سعد

 في هذا اليوم السابع من محرم الحرام سنة 61 للهجرة أرسل الإمام الحسين(عليه السلام) إلى ابن سعد: إني أريد أن أكلمك، فالقنـي الليلة بيـن عسكري وعسكرك، فخرج إليه ابن سعد، فلما التقيا قال له الإمام الحسين(عليه السلام): ويحك يا بن سعد أما تتقي الله الذي إليه معادك، أتقاتلنـي وأنا ابن من قد علمت؟ ذر هؤلاء القوم وكن معي، فإنه أقرب إلى الله تعالى، فقال عمر: أخاف أن يهدم داري، فقال الإمام الحسين(عليه السلام): أنا أخلف عليك خيـراً منها من مالي بالحجاز، فقال: لي عيال وأخاف عليهم، ثم سكت ولم يجبه إلى شـيء، وانصرف عنه الإمام الحسين(عليه السلام) وهو يقول: مالك ذبحك الله على فراشك عاجلاً ولا غفر الله لك يوم حشرك، والله إني لأرجوا أن لا تأكل من بر العراق إلّا يسيراً، فقال بن سعد: في الشعير كفاية ـ مستهزئاً ـ 

بحار الأنوار: ج44، ص388.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

منع الماء وشدة العطش بالإمام الحسين وأهل بيته (عليهم السلام)

في هذا اليوم السابع من محرم الحرام سنة 61 للهجرة، منع الماء عن خيام الإمام الحسين(عليه السلام)، وحالوا بينهم وبيـن الفرات بأمر من عبيد الله بن زياد.

عن حميد بن مسلم قال: جاء من بن زياد كتاب إلى عمر بن سعد: أما بعد، فحُل بيـن الحسين وأصحابه وبيـن الماء لا يذوقوا منه قطرة ….. فبعث عمر بن سعد عمرو بن الحجاج على خمسمائة فارسا فنزلوا على الشريعة وحالوا بيـن الإمام الحسين وأصحابه وبيـن الماء أن يسقوا منه قطرة.

ونادى عبد الله بن حصين الازدي وكان عداده في بجيلة: قال بأعلى صوته: يا حسين! ألا تنظر إلى الماء كأنه كبد السماء، والله لا تذوقون منه قطرة واحدة، حتى تموتوا عطشا، فقال الحسين (عليه السلام) :

اللهم اقتله عطشا ولا تغفر له أبدا، قال حميد بن مسلم : والله لعدته في مرضه بعد ذلك فو الله الذي لا إله غيره ، لقد رأيته يشرب الماء حتى يبغر ثم يقيئه ويصيح العطش العطش ثم يعود ويشرب حتى يبغر ثم يقيئه ويتلظى عطشا فما زال ذلك دأبه حتى لفظ نفسه. الإرشاد: ج2، ص87.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اليوم الثامن من شهر محرم الحرام

أبو الفضل العباس (عليه السلام) يأتي بالماء بعد قتال القوم

في مثل هذا اليوم الثامن من شهر محرم الحرام سنة (61) للهجرة، نفد الماء في خيام أبي عبد الله الحسين(عليه السلام). جاء في الخبـر: فلما اشتد العطش بالحسين دعا باخيه العباس فضم إليه ثلاثيـن فارساً وعشرين راكباً، وبعث معه عشرين قربة، فأقبلوا في جوف الليل حتى دنوا من الفرات فقال عمرو بن الحجاج: من أنتم؟ فقال رجل من أصحاب الحسين (عليه السلام)، يقال له هلال بن نافع البجلي: ابن عم لك جئت أشرب من هذا الماء، فقال عمرو: اشرب هنيئا فقال هلال: ويحك تأمرني أن أشرب والحسين بن علي ومن معه يموتون عطشا؟ فقال عمرو: صدقت ولكن امرنا بأمر لا بد أن ننتهي إليه، فصاح هلال بأصحابه فدخلوا الفرات، وصاح عمرو بالناس واقتتلوا قتالا شديدا، فكان قوم يقاتلون، وقوم يملؤون حتى ملاوها، ولم يقتل من أصحاب الحسين (عليه السلام) أحد ثم رجع القوم إلى معسكرهم، فشرب الحسين ومن كان معه، ولذلك سمي العباس (عليه السلام) بالسقاء.

بحار الأنوار: ج44، ص388.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اليوم التاسع من محرم الحرام

محاصرة خيام الإمام الحسين (عليه السلام)

في  مثل هذا اليوم التاسع من محرم الحرام سنة  (61) للهجرة محاصرة خيام أبي عبد الله (عليه السلام).

روي عن الإمام الصادق(عليه السلام) قال: تاسوعاء يوم حوصر فيه الحسين (عليه السلام) وأصحابه رضي الله عنهم بكربلاء واجتمع عليه خيل أهل الشام وأناخوا عليه وفرح ابن مرجانة وعمر بن سعد بتوافر الخيل وكثرتها واستضعفوا فيه الحسين صلوات الله عليه وأصحابه رضي الله عنهم وأيقنوا أن لا يأتي الحسين (عليه السلام) ناصر ولا يمده أهل العراق بأبي المستضعف الغريب ثم قال وأما يوم عاشوراء فيوم أصيب فيه الحسين (عليه السلام) صريعا بين أصحابه وأصحابه صرعى حوله عراة أفصوم يكون في ذلك اليوم كلا ورب البيت الحرام ما هو يوم صوم وما هو إلّا يوم حزن ومصيبة دخلت على أهل السماء وأهل الأرض وجميع المؤمنين ويوم فرح وسرور لابن مرجانة وآل زياد وأهل الشام غضب الله عليهم وعلى ذرياتهم وذلك يوم بكت عليه جميع بقاع الأرض خلا بقعة الشام فمن صامه أو تبرك به حشره الله مع آل زياد ممسوخ القلب مسخوط عليه ومن ادخر إلى منزله ذخيرة أعقبه الله تعالى نفاقا في قلبه إلى يوم يلقاه وانتزع البركة عنه وعن أهل بيته وولده وشاركه الشيطان في جميع ذلك.  الكافي: ج4، ص147.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كتاب ابن زياد إلى ابن سعد

في مثل هذا اليوم التاسع من محرم الحرام سنة 61 للهجرة أقبل شمر بكتاب عبيد الله بن زياد إلى عمر بن سعد، وفيه: إني لم أبعثك إلى الحسين لتكف عنه، ولتطاوله، ولا لتمنيه السلامة، ولا لتعتذر له، ولا لتكون له عندي شفيعاً، انظر فإن نزل الحسين وأصحابه على حكمي واستسلموا فابعث بهم إلي سلماً، وإن أبوا فازحف إليهم حتى تقتلهم وتمثل بهم، فإنهم لذلك مستحقون، فإن قتلت الحسين فأوطئ الخيل صدره، فلما قرأه، قال له: مالك؟ لا قرب الله دارك، قبح الله ما قدمت به عليّ، لا يستسلم والله الحسين، إن نفس أبيه لبين جنبيه، قال شمر: أخبرني ما أنت صانع .... أمض أمر أميرك وإلّا فخل بيني وبين الجند قال: لا ولا كرامة لك، ولكن أنا أتولى ذلك وكن أنت على الرجالة.

بحار الأنوار: ج44، ص390.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اليوم العاشر من محرم الحرام

شهادة أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)

في هذا اليوم العاشر من محرم الحرام سنة (61) للهجرة استشهد الإمام الحسين (عليه السلام) مظلوماً عطشاناً، وقتل أصحابه وأهل بيته، واحتـز رأسه الشريف ورؤوس جميع من قتل معه ووضعت على الرماح، وسلبت بنات الرسالة وحرم النبوة، وانتهبوا ما كان في رحله وخيامه.

عن أبي جعفر الباقر(عليه السلام) قال: (أصيب الحسين بن علي (عليه السلام)، ووجد به ثلاثمائة وبضعة وعشرون طعنة برمح، أو ضربة سيف، أو رمية بسهم، فروي أنها كانت كلها في مقدمه  لأنه (عليه السلام) كان لا يولي) الأمالي: الصدوق، ج1، ص288.

وعن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: كان النبي (صلى الله عليه وآله) في بيت ام سلمة، فقال لها: لا يدخل عليّ أحد، فجاءه الحسين (عليه السلام) وهو طفل فما ملكت معه شيئا حتى دخل على النبي (صلى الله عليه وآله)، فدخلت أم سلمة على أثره، فإذا الحسين (عليه السلام) على صدره، وإذا النبي (صلى الله عليه وآله) يبكي وإذا في يده شـيء يقلبه، فقال النبـي (صلى الله عليه وآله): يا أم سلمة، إن هذا جبرئيل يخبرني أن هذا مقتول، وهذه التربة التـي يقتل عليها، فضعيها عندك، فإذا صارت دماً فقد قتل حبيبي.

بحار الأنوار: ج44، 228.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اليوم الحادي عشر من شهر محرم

توجه ابن سعد بالسبايا إلى الكوفة

في مثل هذا اليوم الحادي عشر من شهر محرم الحرام سنة 61 للهجرة توجه ابن سعد وجيشه إلى الكوفة ومعهم عائلة الإمام الحسين (عليه السلام)، والإمام زين العابدين (عليه السلام) فيهم وهو مريض، ومن كان معهم من النساء والصبيان  وقد أقام ابن سعد يوم العاشر واليوم الحادي عشر إلى الزوال في كربلاء، ثم نادى الناس بالرحيل.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اليوم الثاني عشر من محرم الحرام

دخول سبايا أهل البيت (عليهم السلام) إلى الكوفة

في مثل هذا اليوم الثاني عشر من محرم الحرام سنة (61) للهجرة، وصل سبايا أهل البيت (عليهم السلام) إلى الكوفة بينهم الإمام السجاد (عليه السلام) وعمته زينب بنت أميـر المؤمنيـن (عليهما السلام)وباقي عماته وأخواته، ثم إن ابن زياد جلس في القصر وأذن إذنا عاما وجيء برأس الإمام الحسين عليه السلام فوضع بين يديه وأدخل نساء الحسين وصبيانه إليه فجلست زينب بنت علي عليهما السلام متنكرة فسأل عنها فقيل هذه زينب بنت علي فأقبل عليها فقالت الحمد لله الذي فضحكم وأكذب أحدوثتكم فقالت إنما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر وهو غيرنا فقال ابن زياد كيف رأيت صنع الله بأخيك وأهل بيتك فقالت ما رأيت إلّا جميلاً هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاج وتخاصم فانظر لمن الفلج يومئذ ثكلتك أمك يا ابن مرجانة إلى اخر القصة.

بحار الأنوار : ج45، ص116.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اليوم الثالث عشر من شهر محرم الحرام

دفن الأجساد الطاهرة لشهداء كربلاء

في مثل هذا اليوم الثالث عشر من شهر محرم الحرام من سنة (61) للهجرة دفنَ الإمام السجاد (عليه السلام) أباه الإمام الحسين (عليه السلام)، وعمه العباس (عليه السلام)، وباقي شهداء الطف على ما هم عليه الآن.

ذكرت كتب التاريخ: ان الإمام السجاد (عليه السلام) عندما جاء لدفن أبيه الإمام الحسين(عليه السلام) وأصحابه، وجد بنـي أسد ليدفنوهم، فلما رأوهم مقطعي الرؤوس وقفوا متحيرين حتـى جاءهم الإمام السجاد (عليه السلام) فدفنهم وعاونه على ذلك بنـي أسد، وكان مجـي الإمام السجاد (عليه السلام) من الكوفة إلى كربلاء بمعجزة حيث كان مع السبايا في خربة من قصر الامارة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اليوم التاسع عشر من شهر محرم الحرام

خروج سبايا أهل البيت (عليهم السلام) من الكوفة إلى الشام

في مثل هذا اليوم التاسع عشر من شهر محرم الحرام سنة (61) للهجرة، أرسل ابن زياد سبايا آل البيت (عليهم السلام) إلى الشام، أما النساء غير الهاشميات ممن أسرن فقد شفع فيهن أقوامهن وأطلق سراحهنّ.

لما وصل كتاب عبيد الله ووقف عليه يزيد بن معاوية أعاد الجواب إليه يأمره فيه بحمل رأس الإمام الحسين (عليه السلام) ورؤوس من قتل معه وحمل نسائه وعياله فاستدعى ابن زياد بمخفر بن ثعلبة العائذي فسلم إليه الرؤوس والنساء فسار بهم إلى الشام كما يسار سبايا الكفار يتصفح وجوههن أهل الأقطار.

قال الشيخ المفيد (رحمه الله): دفع ابن زياد لعنه الله رأس الحسيـن (عليه السلام) إلى زحر بن قيس ودفع إليه رؤوس أصحابه وسرحه إلى يزيد بن معاوية وأنفذ معه أبا بردة بن عوف الأزدي وطارق بن أبي ظبيان في جماعة من أهل الكوفة حتـى وردوا بها على يزيد بدمشق.

الإرشاد: ج2، ص118.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اليوم العشرين من شهر محرم الحرام

دفن جسد جون مولى أبي ذر (رحمه الله)

في مثل هذا اليوم العشرين من شهر محرم الحرام سنة (61) للهجرة، وبعد عشرة أيام من استشهاد شهداء كربلاء عثـر قوم من بنـي أسد على جسد جون مولى أبي ذر الغفاري، وكان يفوح منه رائحة المسك فدفنوه.

روي ان جون مولى أبي ذر  تقدم  وكان عبداً أسودَ فقال له الحسين(عليه السلام): أنت في إذن منـي فإنما تبعتنا للعافية، فلا تقتل بطريقنا، فقال: يا ابن رسول الله أنا في الرخاء ألحس قصاعكم وفي الشدة أخذلكم، والله إن ريحي لمنتـن وحسبي للئيم ولوني أسود، فتنفس عليّ بالجنة فيطيب ريحي ويشرف حسبي ويبيض وجهي، لا والله لا أفارقكم حتى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم، ثم قاتل حتى قتل.

فوقف عليه الحسين(عليه السلام) وقال: (اللهم بيّض وجهه، وطيب ريحه، واحشره مع الأبرار، وعرّف بينه وبين محمد وآل محمد).

روي عن الإمام الباقر (عليه السلام) عن علي بن الحسين (عليهما السلام) قال: إن الناس كانوا يحضرون المعركة، ويدفنون القتلى، فوجدوا جوناً بعد عشرة أيام  يفوح منه رائحة المسك رضوان الله عليه. 

بحار الأنوار: ج45، ص23.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اليوم الثاني والعشرين من محرم الحرام

وصول أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى صفين

في مثل هذا اليوم الثاني والعشرين من محرم الحرام سنة (37) للهجرة، وصل أمير المؤمنيـن(عليه السلام) إلى صفين لملاقاة جيش الشام بقيادة معاوية بن أبي سفيان، وهذه المعركة التي دارت رحاها بين أمير المؤمنين (عليه السلام)، وجيشه من جهة، وبيـن معاوية وجيشه الذي عرف بـ (القاسطين) من جهة أخرى، وذلك في شهر صفر من السنة السابعة والثلاثيـن للهجرة في منطقة صفيـن قرب مدينة الرقة السورية، ووصفت أنها من أعنف وأشرس المعارك في التاريخ الإسلامي، حتـى زاد عدد القتلى فيها على عشرات الآلاف، وانتهت بعملية التحكيم في شهر رمضان سنة ثمان وثلاثيـن للهجرة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اليوم الثالث والعشرين من شهر محرم الحرام

تفجير مرقد الإمامين العسكرين (عليهما السلام)

 في مثل هذا اليوم الثالث والعشرين من شهر محرم الحرام سنة 1427 للهجرة حدثت فاجعة تفجير مرقد الإمامين العسكريين (عليهما السلام) على يد النواصب.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اليوم الخامس والعشرين من شهر محرم الحرام

شهادة الإمام السجاد (عليه السلام)

في مثل هذا اليوم الخامس والعشرين من شهر محرم الحرام من سنة (95) للهجرة استشهد الإمام السجاد (عليه السلام)، بعد أن استمرت إمامته (34) عاماً، اتسمت الفتـرة التي عاشها (عليه السلام) بكثــرة الأحداث التي وقعت في التاريخ الإسلامي، كثورة أهل المدينة الشهيرة بواقعة الحرة، وثورة التوابين، وثورة المختار الثقفي، وأهمها واقعة كربلاء التي كان حاضراً فيها، ولكن بسبب مرضه لم يتمكن من المشاركة في القتال.

للإمام السجاد (عليه السلام) ألقاب عدة منها: زين العابدين، و ذو الثفنات، والسجاد، وغيرها،وكان من صفاته أنه يحنّ على العبيد فلم يضرب عبدا أو أمة قط، بل كان يتملك العديد منهم ويعتقهم جميعا في عيد الفطر، ويشتري مجموعة أخرى؛ ليعتقها بعد ذلك.

هناك مجموعة من الآثار التي نُسبت للإمام زين العابدين (عليه السلام) وهي: الصحيفة السجادية، ورسالة الحقوق، والمناجات الخمس عشرة، وغيرها.

استشهد (عليه السلام) مسموماً بأمر الوليد بن عبد الملك، ودُفن بمقبـرة البقيع في المدينة المنورة إلى جوار عمّه الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اليوم السادس والعشرين من شهر محرم الحرام

وفاة علي بن الحسن (علي الخير) (رحمه الله)

في مثل هذا اليوم السادس والعشرين من شهر محرم الحرام سنة (146) للهجرة، توفي علي بن الحسن(رحمه الله) في سجن المنصور، وكان يقال له: علي الخير، وعلي الأغر، وعلي العابد.

ولد سنة (101) واستشهد سنة (146) وعمر (45) عاماً.

نقل ابن الجوزي عن الطبقات: أنّه كان من أفضل أهل زمانه نسكا وعبادة،وروى مقاتل أبو الفرج عن موسـى بن عبد اللّه، قال: حُبسنا في المطبق، فما كنّا نعرف أوقات الصلاة إلّا بأجزاء يقرأها عليّ بن الحسن،وعن حسين بن نصر قال: حبسهم المنصور ستّين ليلة ما يدرون بالليل والنهار ولا يعرفون وقت الصلاة إلّا بتسبيح عليّ بن الحسن، وعن مولى لآل طلحة أنّه رآه يصلّي في طريق مكّة، فدخلت أفعـى في ثيابه من تحت ذيله، فصاح به الناس الأفعـى في ثيابك! فما قطع صلاته ولا رؤي أثر ذلك في وجهه. وروي أنّه توفّي في حبس الطاغية المنصور وهو ساجد.

 قاموس الرجال: التستري، ج7، ص406.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اليوم الثامن والعشرين من شهر محرم الحرام

وفاة الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان (رحمه الله)

 في هذا اليوم الثامن والعشرين من شهر محرم الحرام سنة (36) للهجرة، توفي الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان صاحب سر النبـي الأكرم (صلى الله عليه وآله) ومن خواص الإمام أميـر المؤمنيـن علي بن أبي طالب (عليه السلام).

حذيفة بن اليمان: هو صحابي من أجلاء الصحابة وخيارهم وعلمائهم وفقهائهم، عالم بالكتاب والسنة، وشجعانهم ذوي نجدتهم، قديم الاسلام شهد المشاهد كلها مع النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) إلّا بدر  لان المشركين كانوا قد أخذوا عليه عهدا ان لا يقاتلهم فأمره النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) بالوفاء لهم ولكونه من علماء الصحابة كان صاحب حلقة تجتمع عليه الناس بمسجد الكوفة فيحدثهم و يسألونه فيجيبهم ويفتيهم، ولكونه من فقهائهم سأله سعيد بن العاص في غزوة طبرستان عن صلاة الخوف كيف صلاها رسول الله (صلى الله عليه وآله) فعلمه فصلاها المسلمون، وامتاز بمعرفة المنافقيـن حتـى أن الخليفة كان يسأله عنهم فلا يخبـره، وكان صاحب سر رسول الله (صلى الله عليه وآله)

أخبـره بما كتمه عن غيـره من أمثاله عن الاسرار وأحوال الناس، وكان زاهدا في الدنيا مواليا لأميـر المؤمنيـن (عليه السلام) مقدما له.   أعيان الشيعة: ج4، ص594.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ورود الإمام الجواد(عليه السلام) أرض بغداد

في مثل هذا اليوم الثامن والعشرين من شهر محرم الحرام سنة (220) للهجرة، ورد الإمام محمد الجواد (عليه السلام) بغداد لما أشخصه المعتصم من المدينة المنورة، وأقام الإمام (عليه السلام) في بغداد إلى شهادته التي كانت أواخر شهر ذي القعدة من العام نفسه، استمرت إمامة الإمام الجواد (عليه السلام) سبعة عشر عاماً.